بُشرايَ أَبصَرتُكَ خَيرَ إمامِ | |
|
| في حَضرَةِ القُدسِ والإِعظامِ |
|
أما وَقَد ألقَت إِليه يدُ النَّوى | |
|
| فلأعفُوَنَّ جِنايةَ الأيَّامِ |
|
وَلوَ أنَّنِي شِئتُ انتِصاراً لم أكُن | |
|
| فيهنَّ إِلاّ فاقِدَ الأحكامِ |
|
أنهَضتُ عََزمي فاستَّارَ مُصَمِّماً | |
|
| فكَأنّني أُنبت غَربَ حُسامِ |
|
أهجَعتُ نومي لابساً خِلعَ الدُّجى | |
|
| وَحدي فَما عَرَجتُ بالنُّوّامِ |
|
هي هَجعَة هجَرَت لها سِنَة الكَرَى | |
|
| فالجَفنُ لم يُطعَم لذيذَ مَنامِ |
|
لم أكتَرِث لِشَتاتِ شَملي بالنَّوَآ | |
|
| فكأنَّما للشَّملِ جَمعُ نِظامِ |
|
شوقاً إِلى دارِ الخِلافَةِ إنَّها | |
|
| دارُ الهُدى ومُعَرَّسُ الإسلام |
|
من كُلِّ مُعطِيَةٍ على عِلاّتِهَا | |
|
| وَخداً لها في الشَّهرِ سَيرُ العامِ |
|
جَبَّ السُّرَى منها سَنام فقارِها | |
|
| فكأنّها خُلِقت بِغَيرِ سَنامِ |
|
فأتت كأمثالِ القِسِيِّ ضَوامراً | |
|
| وَلرُبَّما مَرَقَت مُروقَ سِهَامِ |
|
وافَت أميرَ المؤمنينَ بِنَا على | |
|
| شَحطِ النَّوَى فَلهَا يَدُ الإنعَامِ |
|
لو أنعِلت حُرَّ الخُدودِ كَرامَةً | |
|
| لم تَقضِ واجبَهَا مِنَ الإكرامِ |
|
وَلوِ استَطعنا لم تَكُن تَطأ الثرى | |
|
| إِلاّ على الأرواحِ وَالأجسَامِ |
|
كَيمَا تَرى مادام إيضَاعٌ لهَا | |
|
| لا تَشتَكِي من وضعِ خُفِّ دامِ |
|
وبِوَدِّنا لو لم نُكلِّفها السُّرَى | |
|
| لَيَكونَ هذا الحَقُّ للأقدامِ |
|
حتَّى إِذا رُفِعَ الحِجابُ بَدا لنَا | |
|
| مَلِكٌ وقُل إن شِئتَ بَدرَ تَمامِ |
|
فتَسَكَّنَ الجَأشُ الطَّموحُ عُبابُهُ | |
|
| بِطلاقَةٍ مِن وَجههِ البَسَّامِ |
|
وَدَنَا الجَميعُ لِلثمِ راحَتِهِ التي | |
|
| هِيَ مَعدِنُ الأرزاقِ والأقسامِ |
|
وانهَلَّ بَعدَ تَعَلُّلٍ بَسطُ المُنَى | |
|
| فَتَلا وَميضُ البَرقِ صَوبُ غَمَامِ |
|