عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أسعد خليل داغر > دارت رحى الحرب في الدنيا على عجل

لبنان

مشاهدة
834

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

دارت رحى الحرب في الدنيا على عجل

دارت رحى الحرب في الدنيا على عجل
تجرع الناس صاب اليتم والثكلِ
لم يخل في الارض منها موضع فُبلي
بشرها الغرب حتى الشرق غير خلي
أضحى ومن هولها أهلوهُ في شُغلُ
وفي العراق لظاها شبَّ والتهبا
وسام من في العراق الويل والحربا
وكان أنور في إيقادها السببا
لانهِ ظلّ عن نهج الهدى وأبى
الا ركوب الهوى والغيّ والخطل
لم يجدِ نصحٌ ولا عدٌ أفاد ولم
يخف وعيداً ولم يحفل برعي ذمَم
والحرب في جانب الالمان كان عزم
فزجّ دولته في نارها وفَصَم
عُرى مودتها مع أعظم الدول
على بريطانيا العظمى الكنود عدا
وفضلها وهو بادٍ كالضُّحى جحدا
وظل ينزع حتى اغضب الاسدا
فهاج والجو من تزآره ارتعدا
ومادت الارض وارتجت من الوجل
وجيش سلطانة البحر العراقَ نحا
والبصرة احتلها والقرنة افتتحا
وملتقى الرافدين اجتاز مكتسحا
امامه ساقة الاتراك فانفسحا
لهُ التقدم فوق السهل والجبل
على الفرات توالى زحفه صُعُدا
والناصرية منها نال ما قصدا
وفوق دجلة للتدويخ مد يدا
وفي عمارةَ تنزند ابتدا فغدا
من ذلك الحين يكنى عنه بالبطل
عليه نكسن أملى كُرَّ مقتحما
وازحف شمالاً وغامر واغزُ مغتنما
أجاب ل فلقد قالوا لنا قِدما
ليس المخاطر محموداً ولو سلما
فهل أخالف هذا القول بالعمل
فقال نكسن خالفهُ ودع حذرا
يثنيك إيجاسهُ عن نيلك الوطرا
واعمل بموجب قولٍ صدقه ظهرا
لن يبلغ المجد من لم يركب الخطرا
فاعزم وأقدم تفز واهجم وصل تنلِ
أطاع تنزند أمراً فاه قائدهُ
بهِ وأقدم تحدوه مقاصدهُ
وراض دجلة حتى ذلَّ ماردهُ
واشتدّ في الفتح والتدويخ ساعدهُ
وبات في ما أتاهُ مضرب المثل
بعد الثنيات لم تبطئ وقد وهنت
كوتُ الأمارة أن دانت له وعنت
كلتاهما أكسبتهُ شهرة علنت
وأصبحت وبذكرى فتحه اقترنت
ملءَ المسامعِ والافواه والمقل
وجيشهُ كان قد أكرى ولم يزدِ
وسعيهُ في تلافي النقص لم يفدِ
رآهُ اذ ذاكَ محتاجاً الى المددِ
وغير مستكملٍ ما شاءَ من عددِ
وليس في وسُعِه اصلاح ذا الخلل
لكنهُ مع هذا كلِه نشطا
الى مواصلةِ التدويخ ما قنطا
على مدائن كسرى كالقضا هبطا
وأحتلها مالكاً أرباضها وسطا
وأستاق أجنادها كالأينق الذلل
وفي مدائن كسرى وهو قد عزما
على التقدم للزوراءِ مقتحما
اذا على الفوز نور الدين قد هجما
عليهِ فاضطر أن يرتد ملتزما
نهج الدفاع وأخذ الخصم بالحيل
لكن عسكر نور الدين ما رفقا
في زحفهِ بل جرى في سيره عنقا
وواصل الكرّ والاقدام واستبقا
الى الهجوم على تنزند مندفقا
على جوانبهِ كالعارض الهطل
وكان تنزند يدري حال عسكرهِ
وغير خافٍ عليهِ سرُّ مخبرهِ
فلم يجد ثمَّ بداً من تقهقرهِ
فارتد وهو يحامي عن مؤخرهِ
مدافعاً غير هيابٍ ولا وكِلِ
كوتُ الامارةِ فيها أضطرَّ أن يقفا
اذ خلفهُ كان نور الدين قد زحفا
من الجنوب عليهِ التف منعطفا
وكوتُ شدَّ عليها الحصر مكتنفا
من كلّ ناحية بالبيض والأَسل
وجيش تنزند فيها بات منعزلا
وَشقُّهُ لنطاق الحصر ما سهلا
وكان منتظراً غوثاً فما وصلا
وسعيُ أعوانهِ في نجدهِ حصلا
لكنهُ خاب لم ينتج سوى الفشل
واذ رأى السعي في امدادهِ ذهبا
سدىً وأن معين الزاد قد نضبا
عنا وسلَّم مضطراً كما طلبا
خليل باشا وأخلى كوتَ وانقلبا
مع جيشهِ يحتويهم سور معتقل
أسعد خليل داغر
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/04/08 01:30:40 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com