عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أسعد طراد > خل الحزين اليوم في حسراته

لبنان

مشاهدة
670

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خل الحزين اليوم في حسراته

خل الحزين اليوم في حسراته
ودع العزاء لمن يعي كلماته
واطرح احاديث السلو اليوم عن
دنف يخاف عليك من صعداته
دنف غراب البين لم يترك له
من قلبه الا صغار فتاته
نشوان كاس نوائب الدنيا على
انواها حسب اختلاف سقاته
ولكل بلوى انة في صدره
فتعد ما تحويه من اناته
انذرته عقبى الاسى فكأنما
املته ببلوغه غاياته
ماذا عساك تفيد بالانذار من
قد عد ان حياته بمماته
سئم الحياة من الخطوب فبات لا
يخشى اقتفاء الليث في غاباته
سقيا لصاحب راحة في لحده
لا صاحب الاكدار في غرفاته
ما عشت الا كي ارى ما ظل في
زمني بباقي العمر من نكباته
قد أفعمت قلبي النوائب جمة
فلذاك ضاق بها على فسحاته
حلت به خطب الخطوب كأنه
امسى لهذا الدهر دار غزاته
قد بات بيت النائبات فلم تخف
خفقانه والهدم من حركاته
امنت بكون الدهر يبذل جهده
حذر السقوط بدعمه بقناته
اسفاه كيف تقطعت ايامنا
بالبين تحت عظيم محذوراته
فتك الفراق بنا على امل اللقا
املا رمانا الدهر في عثراته
بعض توطن بالشمال وبعضنا
رام الجنوب وليتني لم آته
قطر اضر بحالتي فكأنني
وافيت مختبرا به ضرباته
قاسيت فيه شدة ما خطها
موسى لنا عن مصر في توراته
ومصائبا لو قام لاستيفائها
عيسى المسيح لضاعفت آياته
واها لقطر الشام والصحب الاولى
لي فيه كالشامات في وجناته
قد بت مشتاقا لا ترابي به
شوق المشوق به الى غاداته
شوق تقدس سره فلاجل ذا
لبنيه قد اهديته وبناته
وحكى حماة نوح في اوصافه
فعسى يعود ببعض زهر نباته
تعس الزمان فما تالف شملنا
بربوعه حتى ابتلي بشتاته
لعبت به ايدي سبا فتطاولت
ايدي المنون على اعز ذواته
مات السليم عزيزه فتوقدت
فيه القلوب بحر نار نعاته
مات الذي قد حل سهم نعيه
في شيخه وفتاه بل وفتاته
سهم اصاب قلوبنا مع بعده
اذ كان سلك البرق قوس رماته
كم صاحب عرض الفداء له ولم
يرض القضاء فخاب ظن فداته
وحزين قلب لو تكون نجاته
بالحزن قام فؤاده بنجاته
مصباح فضل عند ما جن الدجى
طرحته ريح البين عن مشكاته
سمحت به لشرق لندن بعدما
حفظت بها للغرب حسن صفاته
سمحت به صدفا تناثر دره
بالغرب يسطع في جميع جباته
طمعت بجوهره الثمين وغادرت
عرضا به يزداد نوح وفاته
اسفاه اين مواهب الروح التي
ازدحمت به كالوفد في ساحاته
اين الشهامة والفخامة والحجى
اين الكرامة اين رقة ذاته
أين الفتوة والمروءة والذكا
والحزم اين واين عزم ثباته
سلبت وما عجب الخبير بسلبها
فالغرب سلب الشرق من عاداته
كنا نخاف على نضارة شمسه
والبدر لولا البعد عن راحاته
يا ثغر بيروت اعتبر متأملا
حيث السليم يجيء من سفراته
ان كنت تبسم بعده ما انت من
يرعى الوداد امام رب حياته
ودعته ليث الحمى يوم النوى
فغدا صريح الموت في وثباته
ستراه يوما لا يراك به ولا
يصغي كعادته لصوت نداته
واغنم به صلة الوداع مسلما
ومودعا واندب ختام صلاته
وارحب بآخر خطوة اوصى بها
للقطر يوم البين من خطواته
لاقى المنية باسما فكأنها
وافته تخطر مع لفيف عفاته
وكأنما تلك النفيسة نفسه
بيديه كانت عند بذل هياته
عظمت بقلب الشرق حسرة فقده
بذواته وقضاته وولاته
والنيل من اسف تمنى لو جرى
للشرق تعزية لقلب فراته
وبكته كل حمامة في جيدها
طوق الاسى قد ضاء في جمراته
ذو بن في دمع العيون سوادها
فصبغن ثوب الحزن من نثراته
وطلينه كي لا يروق لناظر
بدخان نار القلب من نفثاته
وطلعن في ليل الحداد كانجم
يطلبن ذاك البدر في هالاته
يسألن عن بدر الحمى بدر الدجى
ويرمن لو جاراه في خطراته
وبكي الخطاب الخطب والانشاء قد
انش سطور الحزن في صفحاته
والنثر اصبح ناثرا جمل الاسى
والدمع صار اجل منثوراته
والنظم من سبب التفرق قد بكى
وارتجت الاوتاد في ابياته
والصرف امسى ليس يصرف حزنه
عن قلبه المدغوم في علاته
والنحو بدل حاله خبر بدا
اعرابه في وصف حسن نحاته
ويراعه قد خط شركة حزنه
مع آل بسترس وكل بكاته
عقد اذا شئت اقتسام سهامه
لحقت بي التسعات من عشراته
وبكاه مع طرفي فؤادي فوق ما
أبدا غدا يبكي على امواته
فالموت لم يترك فؤادا ما جرى
دمه بسهم البين في غزواته
والموت كل مليك عصر عبده
والجند من فرسانه ومشاته
ومن العجائب انهم اسرى له
وهم اشد سراته وحماته
من لم يمت فرهين سلطة امره
والشيء مرهون الى اوقاته
فهو المليك الآمر الناي الذي
لا بد من انفاذ حكم قضاته
يا ايها الميت المقيم بلحده
الحي فوقك تحت تهديداته
نقشت عظامك بالثرى عظة له
لو كان يصلح حاله بعظاته
فالميت حل برمسه والحي قد
نصبت مضاربه على عتباته
يبكي الفقيد ولو تامل نفسه
لبكى من استتباعه خطواته
أبني أبينا ليس يجمع شملنا
يوم المعاد بحسب قول ثقاته
وغدا يعزي بعضنا بعضا به
ابدا جزى الرحمان فضل رواته
والمرء لولا موته لحياته
بالله كان تعيس مخلوقاته
دنياه ذات مصائب ونوائب
لا تعتري الحيوان في فلواته
فالويل للانسان ان ساوهما
عدم يضيع العقل في ظلماته
أمر به حار اللبيب وخاض في
بحر البيان فتاه في لجاته
والنفس ثابة الوجود تحجبت
عن ان ترى بحجاب مكنوناته
فلنا العزاء بان نفس فقيدنا
سلمت من الحدثان في صدماته
ولئن اصاب مؤرخيه تكدر
فسليم بات اليوم في جناته
هذي رسالة مدنف قد اعربت
لذويه يوم البين عن حالاته
لولا الحداد لكان خط سطورها
حمراء مما سال من عبراته
حررتها ومدامعي تجري على
صدري فما غلبت لهيب لهاته
والصبر اولى يا احبتنا اذا
نفذ القضاء وعز دفع فواته
او ليس ان الفرقدين عليهما
من وجه ذاك البدر بعض سماته
فتنسموا نفحات طيب انها
بالاصل قد كسبته من نفحاته
واستبشروا بحياته بالنفس في
دار السعادة واحلفوا بحياته
أسعد طراد
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/04/08 02:18:42 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com