تَقُولُ لِصَبري أتنسى الهوَى | |
|
| وهل أنتَ تَذكُرُ ذاكَ الهَنَاء |
|
وقد أغمضَ الدهرُ عَين التجافي | |
|
| وغابَ الغَوَاذِلُ والرُّقَباء |
|
فَقَبَّلتُ شعراً كَسُودِ الليالي | |
|
| وَوَجهاً مُنيراً كبَدرِ السماء |
|
ولما التَقَت مُقلتانا بكينا | |
|
| سروراً فيا نِعمَ هذا البُكاء |
|
ولما التَقَت شفتانا ارتَعَشنا | |
|
|
أقبِّلُ خَدَّيكِ طَوراً وطَوراً | |
|
| عُيُونَ المَهَى وجُفُونَ الظِّبَاء |
|
وجيداً طَريّاً وَكَفّاً نديّاً | |
|
|
ولَستُ لأذكرَ كلَّ الحديثِ | |
|
| وخيبةَ قلبي وَمَوتَ الرَّجاء |
|
وأخذَكِ مِنِّي المواثيقَ أنِّي | |
|
| أُميتُ الهَوَى وأُقيمُ الإخاء |
|
أترضَى بموتِ الهَوَى لِفُؤادي | |
|
| ومَوتُ فؤادي بِذاكَ الرِّضاء |
|
وأنتَ الذي عَذَّبَ القلبَ عاماً | |
|
| فأدمَعَ عيني بِنُورِ الذَّكاء |
|
عليك التحيةُ يا نورَ عيني | |
|
|
تحيةَ مَن أثقلتهُ الزَّرايا | |
|
| وحمَّلَهُ البُعدُ كلَّ الشَّقَاء |
|
أتنسى الوَداعَ ودَقَّاتِ قلبي | |
|
|
وقد جِئتَ تبكي بدمعٍ غزيرٍ | |
|
|
ودَمعُكَ يَروى وُرودَ الخُدُودِ | |
|
| وضاعَفَ حُسنَكَ وَردُ الحياء |
|
فحِلتُ ملاكاً تَدَفقَ لُطفاً | |
|
| وأبصَرتُ بدراً جميلَ الرِّداء |
|
ولم تخشَ جَمعاً يَمُوجُ كَبَحرٍ | |
|
| وأيقنتَ أن سَيَزُولُ الهناء |
|
تَشَجَّعتُ لمَّا رأَيتُكَ تبكي | |
|
| وَفَتَّتَ قلبي أليمُ النِّداء |
|
ولمَّا القطارُ بَدا لم تَعُد | |
|
| تُشاهِدُ عيني بهيجَ الضِّياءُ |
|
وقَطَّعَ قلبي دُنُوَّ الفراقِ | |
|
| وأظلَمَ عيني نُزُولُ القَضَاء |
|
رأَيتُكَ تُسرِعُ نحو القطارِ | |
|
|
ولما رأيتَ البقاءَ مُحالاً | |
|
| وايقنتَ أن لا يُفيد الدواء |
|
|
| تبارَكَ مَن خصَّهُ بالبهاء |
|
وقلتَ حبيبي أتَترُكَ قلبي | |
|
| أسِيرَ الفِراقِ شهيدَ الوفاء |
|
أتذرِفُ من نرجسِ العينِ دمعاً | |
|
| خليقٌ بجفنك سَفكُ الدِّماء |
|