خل عَنكَ الهَوَى وخَلِّ الأماني | |
|
| كلُّ حَيٍّ إلاَّ المُهَيمِنُ فانِ |
|
وانثُر الدَّمعَ حَولَ رَمسِ فقيدٍ | |
|
| خَلَّفَ الشَّرقَ باكي الأجفانِ |
|
خَلَّفَ العِلمَ والمعاهِدَ تنعى | |
|
| بينَ حالِ الوَسنانِ واليقظانِ |
|
في سبسل العُلا غَمالمٌ تولَّى | |
|
|
كيف ولَّى بحرُ العلومِ وأبقى | |
|
| ماءَ دَمعِ العُيُونِ أحمر قاني |
|
أينَ بدرُ العُلا الَّذي قد وَرِثنا | |
|
| عنهُ ما في الحَشا من النيرانِ |
|
أينَ رَبُّ الأقلامِ يوم نِداءٍ | |
|
| كَعوالي الرِّماحِ يَومَ الطِّعانِ |
|
اينَ من نالَ في قصيرِ زَمانٍ | |
|
| ما تَناهى عن قُدرةِ الإنسانِ |
|
أينَ من أصلَحَ الإدارةَ في مِص | |
|
| رَ فباتَت تَمُوجُ بالعُمرانِ |
|
أينَ من قام بالمعارفِ فينا | |
|
| فنهضنا بالعلمِ والعِرفانِ |
|
كم ديارٍ للعلمِ عنها تخلَّى | |
|
| هاطِلُ الغيثِ فارتَوَت بالأَماني |
|
جادَها الغيثُ فارتَوَى الغُصنُ حَتَّى | |
|
| عَمَّ ماءُ الحياةِ بالعيدانِ |
|
أينَ وَلَّى ذاك الهَتُونُ وَخَلَّى | |
|
| مِصرَ تَخشى طوارئ الحدثانِ |
|
فاتها والشَّبابُ لما تقضَّى | |
|
| بل ذَوى غُصنُهُ قُبَيلَ الأوانِ |
|
مَدَّ رَوضُ العُلومِ مِنهُ يميناً | |
|
| ثُمَّ أبدى له مزيدَ امتنانِ |
|
|
| أنتَ قلَّدتني عُقُودَ الجُمانِ |
|
لستُ أنسى نداكَ ما اهتزَّ غُصنٌ | |
|
| بنسيمٍ وما بدا النَّيِّرانِ |
|
|
| أن يُوارى جلالهُ النُّوراني |
|
فاسكُنِ الخُلدَ حيثُ تبقى عزيزاً | |
|
| بين حُورِ الجِنانِ والولدانِ |
|
واترُكِ الأرضَ لاهياً من عليها | |
|
| وترفَّع عن رُؤيَةِ الثَّقَلانِ |
|
إيهِ يا مصرُ قَد فَقَدتِ عظيماً | |
|
| كادَ يُعليكِ فَوقَ هامِ الزَّمانِ |
|
إيهِ يا شَعبُ قد نبا بكَ دَهرٌ | |
|
| مِنهُ مُدَّت إلى حشاكَ يَدانِ |
|
فأمالت من عرشِ روضكَ غُصناً | |
|
| كان من أصدقائه الفَرقَدانِ |
|
باتَ جمعُ الزهورِ ينعيهِ حُزناً | |
|
| وادلَهَمَّ الديجُورُ بالأغصانِ |
|
أيُّها الطالِبُونَ للعلمِ جُودُوا | |
|
| كيفَ لم يَرعَكُم قريضٌ رَعاني |
|
من ثواني يراعِهِ فوقَ طرسٍ | |
|
| فدُموعُ الحزينِ تأبى الثَّواني |
|
كيف لا يَندُبُ النجيبُ أباهُ | |
|
| كيفَ يَرضَى لنفسِهِ بالهوانِ |
|
حولَ دُورِ التَّهذيب سالت دُمُوعٌ | |
|
| من جُفُونِ الفتياتِ والفِتيانِ |
|
يندُبُ الكلُّ حظَّ مِصرَ وَيَشكُو | |
|
| جَورَ دَهرٍ يُسيءُ للإِحسانِ |
|
كلَّما شَبَّ من بنيها هُمامٌ | |
|
| مُخلِصُ القلبِ صادِقُ الوجدَانِ |
|
أسرَعَ الدَّهرُ نحوَهُ فَرَماهُ | |
|
| بِسِهامِ المُخاتِلِ الخَوَّانِ |
|
يا رجاءَ العُيُونِ في أرضِ مصر | |
|
| لَيسَ بِدعاً إذا بكا الهَرَمانِ |
|
ليتَ كنَّا يومَ الرَّحيلِ فِداءً | |
|
| يا فقيداً قد فاز بالرِّضوَانِ |
|
كم ليُمنَاكَ من أيادٍ علينا | |
|
| كنُضَارٍ بدا لنا من جُمانِ |
|
غابتِ الرُّوحُ عنكَ للعرشِ تسعى | |
|
|
جادَ مثواكَ يا عليُّ غَمامٌ | |
|
| دائبُ الصَّوبِ مُفعَمٌ بالحنانِ |
|
أيُّها الراحلُ المُشَيَّعُ مِنَّا | |
|
| نم هنئاً في طيِّباتِ الجِنانِ |
|
أنتَ في جَنَّةِ النعيمِ مُقيمٌ | |
|
| وفؤادي عليكَ في النِّيرانِ |
|
كلُّ قلبٍ لفقدكَ اليومَ يبكى | |
|
| آسفاً نادِباً صُرُوفَ الزَّمانِ |
|
واشكُرِ اللَه قد ترَكتَ رجالاً | |
|
| مِنكَ نالُوا محبَّةَ الأَوطانِ |
|
|
| يا قديمَ الوُجُودِ وَالغُفرَانِ |
|