عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > إسماعيل صبري المصري > خل عَنكَ الهَوَى وخَلِّ الأماني

مصر

مشاهدة
556

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خل عَنكَ الهَوَى وخَلِّ الأماني

خل عَنكَ الهَوَى وخَلِّ الأماني
كلُّ حَيٍّ إلاَّ المُهَيمِنُ فانِ
وانثُر الدَّمعَ حَولَ رَمسِ فقيدٍ
خَلَّفَ الشَّرقَ باكي الأجفانِ
خَلَّفَ العِلمَ والمعاهِدَ تنعى
بينَ حالِ الوَسنانِ واليقظانِ
في سبسل العُلا غَمالمٌ تولَّى
رصَّعتهُ كواكبُ الميزانِ
كيف ولَّى بحرُ العلومِ وأبقى
ماءَ دَمعِ العُيُونِ أحمر قاني
أينَ بدرُ العُلا الَّذي قد وَرِثنا
عنهُ ما في الحَشا من النيرانِ
أينَ رَبُّ الأقلامِ يوم نِداءٍ
كَعوالي الرِّماحِ يَومَ الطِّعانِ
اينَ من نالَ في قصيرِ زَمانٍ
ما تَناهى عن قُدرةِ الإنسانِ
أينَ من أصلَحَ الإدارةَ في مِص
رَ فباتَت تَمُوجُ بالعُمرانِ
أينَ من قام بالمعارفِ فينا
فنهضنا بالعلمِ والعِرفانِ
كم ديارٍ للعلمِ عنها تخلَّى
هاطِلُ الغيثِ فارتَوَت بالأَماني
جادَها الغيثُ فارتَوَى الغُصنُ حَتَّى
عَمَّ ماءُ الحياةِ بالعيدانِ
أينَ وَلَّى ذاك الهَتُونُ وَخَلَّى
مِصرَ تَخشى طوارئ الحدثانِ
فاتها والشَّبابُ لما تقضَّى
بل ذَوى غُصنُهُ قُبَيلَ الأوانِ
مَدَّ رَوضُ العُلومِ مِنهُ يميناً
ثُمَّ أبدى له مزيدَ امتنانِ
وتدانَت إليه مصرُ وقالَت
أنتَ قلَّدتني عُقُودَ الجُمانِ
لستُ أنسى نداكَ ما اهتزَّ غُصنٌ
بنسيمٍ وما بدا النَّيِّرانِ
إن تُربى حيالَ جسمي أدنى
أن يُوارى جلالهُ النُّوراني
فاسكُنِ الخُلدَ حيثُ تبقى عزيزاً
بين حُورِ الجِنانِ والولدانِ
واترُكِ الأرضَ لاهياً من عليها
وترفَّع عن رُؤيَةِ الثَّقَلانِ
إيهِ يا مصرُ قَد فَقَدتِ عظيماً
كادَ يُعليكِ فَوقَ هامِ الزَّمانِ
إيهِ يا شَعبُ قد نبا بكَ دَهرٌ
مِنهُ مُدَّت إلى حشاكَ يَدانِ
فأمالت من عرشِ روضكَ غُصناً
كان من أصدقائه الفَرقَدانِ
باتَ جمعُ الزهورِ ينعيهِ حُزناً
وادلَهَمَّ الديجُورُ بالأغصانِ
أيُّها الطالِبُونَ للعلمِ جُودُوا
كيفَ لم يَرعَكُم قريضٌ رَعاني
من ثواني يراعِهِ فوقَ طرسٍ
فدُموعُ الحزينِ تأبى الثَّواني
كيف لا يَندُبُ النجيبُ أباهُ
كيفَ يَرضَى لنفسِهِ بالهوانِ
حولَ دُورِ التَّهذيب سالت دُمُوعٌ
من جُفُونِ الفتياتِ والفِتيانِ
يندُبُ الكلُّ حظَّ مِصرَ وَيَشكُو
جَورَ دَهرٍ يُسيءُ للإِحسانِ
كلَّما شَبَّ من بنيها هُمامٌ
مُخلِصُ القلبِ صادِقُ الوجدَانِ
أسرَعَ الدَّهرُ نحوَهُ فَرَماهُ
بِسِهامِ المُخاتِلِ الخَوَّانِ
يا رجاءَ العُيُونِ في أرضِ مصر
لَيسَ بِدعاً إذا بكا الهَرَمانِ
ليتَ كنَّا يومَ الرَّحيلِ فِداءً
يا فقيداً قد فاز بالرِّضوَانِ
كم ليُمنَاكَ من أيادٍ علينا
كنُضَارٍ بدا لنا من جُمانِ
غابتِ الرُّوحُ عنكَ للعرشِ تسعى
تتهادى فرائد الإيمانِ
جادَ مثواكَ يا عليُّ غَمامٌ
دائبُ الصَّوبِ مُفعَمٌ بالحنانِ
أيُّها الراحلُ المُشَيَّعُ مِنَّا
نم هنئاً في طيِّباتِ الجِنانِ
أنتَ في جَنَّةِ النعيمِ مُقيمٌ
وفؤادي عليكَ في النِّيرانِ
كلُّ قلبٍ لفقدكَ اليومَ يبكى
آسفاً نادِباً صُرُوفَ الزَّمانِ
واشكُرِ اللَه قد ترَكتَ رجالاً
مِنكَ نالُوا محبَّةَ الأَوطانِ
وتعطَّف على ذويهِ بصَبرٍ
يا قديمَ الوُجُودِ وَالغُفرَانِ
إسماعيل صبري المصري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/04/10 01:59:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com