إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
إلى ريحان والذين قضوا نحبهم |
في ليلةٍ مبلولةٍ |
والغيمُ غطّى نجمَهُ |
سَرى الحبيبُ المُؤْتَزِرْ |
ريحانُ يا ريحانَنا |
يستعجلُ النفسَ القدرْ |
في حضنِهِ دمعُ الشتا |
والريقُ معسولٌ بحباتِ المطرْ |
يُخفي أنيساً في ثنايا الأضلعِ |
كالمسكِ تُخفيهِ الظّبا |
محبوبةٌ بين التّراقي تنْتظرْ |
أين اللُّقَى |
رمانةٌ ملساءَ تَرنو تنشَطِرْ |
في جيدِها نبضٌ يُعاني قيدَهُ |
كي ينْطَلقْ |
عن نفسِها تُراودُ البالَ القلِقْ |
جسَّ العُنقْ |
شارتْ لهُ زَرْزورةٌ في عُشِّها |
الجمعُ حَلْ |
مادتْ بهِ كلُّ الطرقْ |
هاتي ملاكي لا تخافي وقتُنا لَمّا يحِنْ |
ناغَى الضُلوعَ إصْبعُهْ |
أسيلةَ الخدَّينِ عند المعْرَكِ |
تُوحِي بأشعارٍ إلى طَلاّبها |
الآن أُرخِي زِندَكِ |
لا تعجلي يا حُرَّةُ |
فيك افْتِراشي والْتِحافي وانْتِعاشي عندكِ |
مشى على الأطرافِ يتبعُ الأثرْ |
ناجَى وريقاتِ الشجرْ |
لا ترفعِ الصوتَ الجَلي |
غَطِّي عَلَيَّ وانْجَلي |
حتى أَمُرْ |
إني أبوسُ الساقَ والخدودَ أرويها النّدَى |
يا عُشبَ أُمي لا تلُمْني لا تَلِنْ |
يا ريحَ يومي كُفّ بردكَ والصدَى |
يا شالَ أُمي كنْ لنا مِنديلَ صَبْرٍ أو كفنْ |
تلك العوادي لم تزلْ |
تثيرُ بحري والمدنْ |
والرّوحُ عن زرعِي عَبَرْ |
تمحو تقاسيمَ الأهالي والوطنْ |
واللونَ من ظِلي وشمعي لم يطُلْ |
محبوبتي لا تخذليني في العِدَى |
سَبابَتي فوق الذراعِ المرتقبْ |
لا تعجلي قُرْبَ الخبرْ |
أُلْقِيكِ سهلاً كالشراعِ المنطلقْ |
أُلْقِيكِ صُبحاً ينْتَثِرْ |
فوق الأزيزِ المنتظَرْ |
لكنَّ حُلمَا لم يعدْ |
لم يكتملْ |
ألقتْ أوانيها الشُّهبْ |
حطّتْ حواليهِ الدّواهي والحُفَرْ |
ضاقتْ به الأسبابُ ذَرعاً فانْحَجبْ |
والأمُّ تأتي بالقمرْ |
تَدْنو أمامَ العينِ شمعاً تنسكبْ |
أَرخَى مراسي حُلمِهِ |
والعطرُ يشخبُ من حبالِ الأورِدَهْ |
ألقَى لهُ ثوبَ الليالي ثِقْلَهُ |
ما لم يكن قدِ احْتسبْ |
أنواعَ بارودٍ وغازاتٍ عَوَتْ |
والجمعُ جاء يحتطبْ |
جادوا له حتى ثَمِلْ |
قد يسْكرُ الموتَى هنا |
سُكراً ثقيلاً فِيمَ هذا قد قُتِلْ |
نادَى فؤاداً كان دوماً في أملْ |
يهوَى الغزَلْ |
والغصنُ مالَ خَبَّأهْ |
حتى فساتينُ الدوالي والقمرْ |
وسَروَةٌ ألقتْ عليهِ دمعَها |
والأمُّ ترقبُ شامخهْ |
طَيّارةً والبطنُ منها مُمتَلئْ |
جاءت له بين السُّحبْ |
ضاءتْ على الجنبينِ ألوانَ الرّدَى |
لم يدرِ أين دربُهُ |
حطّتْ هواجسُ السّفرْ |
في البالِ أمٌّ تكتحلْ |
من إثمدِ الصخرِ الذي لم ينْطحِنْ |
ريحانُ لا لا تنتظرْ |
ألْقَى لهم رُمّانَتَهْ |
لم تنتثِرْ |
دارتْ عليهِ الأعينُ |
أمطارَ بارودٍ تخرْ |
من كل فجٍ يستعِرْ |
تهوِي به الريحُ اللَّهبْ |
والرُّوحُ مادت تنطلقْ |
والجرحُ يَطلي وردَهُ من الثَّغَبْ |
يغلي كمِرْجلٍ غضبْ |
لم يُلقِ بالاً للحطبْ |
فارتْ دموعُ البرتقالِ والعنبْ |
واللوزُ ألقَى ظِلّهُ فوق الحبيبِ ينتحبْ |
والحنطةُ السّمراءُ والحنونُ والنعناعُ والريحانُ في شتلاتهِ |
حامتْ على أحلامِهِ أنّاتُ طِفلٍ يرْتَعبْ |
غبّتْ حَواشيها الكُتبْ |
فانداحَ نسْمٌ في الضّحَى |
بكتِ الجبالُ والكُثَبْ |
والأرضُ تُثْرِي أنفَهُ |
والقمحُ سَمَّى في الليالي حُزنَهُ |
النجمُ يُوري شمعَهُ |
والبرقُ ألقَى ثوبَهُ وزَمّلَهْ |
والحقلُ من معاطِفِ النّدَى يَبُلُّ ريقَهُ |
حامتْ عليه طُيورُهُ تُبَشِّرُهْ |
قذفتْ صُخورَها البحارُ تَغْسِلُهْ |
قدّتْ مباسمَها الزهورُ تَلْثِمُهْ |
ريحانُ هذا عُرْسُكا |
صَلّتْ عليهِ الأمُّ دمعاً تُسْبِلُهْ |
والأرضُ شَقَّتْ ثوبَها تُبوِّئهْ |
تَرَكَتْ محاجِرَها العيونُ وكُحْلَها |
كي تُدْخِلَهْ |