وَجهُ التَهاني اليَومَ أَصبَح مُسفِرا | |
|
| وَالكَونُ أَشرَقَ وَالفَضاءُ تَعَطَّرا |
|
وَالسَعدُ حَيّا وَالمَسَرّةُ أَقبَلَت | |
|
| وَالأُفقُ كَلَّلَهُ السُرورُ كَما تَرى |
|
وَبِتونِسَ الإِيناسُ أَسفَرَ صُبحُهُ | |
|
| وَاِهتَزّ رَوضُ الصالِحاتِ وَنَوّرا |
|
وَبَدا بِإِبراهيمَ بُرءُ هُمومَنا | |
|
| شَيخُ الشَيوخِ القُطبُ مِصباحُ الوَرى |
|
رُكنُ الشَريعَةِ فَخرُ مِلَّةِ أَحمَدٍ | |
|
| صَدرُ الثِقاتِ الكُمَّلِ الشمّ الذرى |
|
عَلَمُ الأَلىَ بَثّوا العُلومَ وَخَيرُ مَن | |
|
| قَد أَمّ مِحراباً وَنَوّرَ مَنبَرا |
|
يَجلو دُجى الأَشكالِ ثاقِبُ فَهمِههِ | |
|
| فَتَراهُ بَعدَ اليأسِ أَصبَحَ نَيِّرا |
|
وَيُجيلُ في النكَتِ العَويصَةِ ذهنَهُ | |
|
| فَيَشُقّ كَوكَبُهُ العَجاجَ الأَكدَرا |
|
وَيُبينُ أَسراراً تَكادُ لِحُسنِها | |
|
| حَقّا تُباعُ بِها النُفوسُ وَتُشتَرى |
|
أَشهى عَلى الأَسماعِ مِن نَيلِ المُنى | |
|
| وَأَلَذّ في الأَجفانِ مِن سِنَةِ الكَرى |
|
كَم قَد لَبِسنا مِن مَصوغِ عُقودِها | |
|
| دُرّا نَفيساً في الرقابِ وَجَوهَرا |
|
وَكَمِ اِقتَطَفنا مِن أَزاهِرِ رَوضِها | |
|
| حَتّى لَبِسنا العَيشَ ثَوباً أَخضَرا |
|
وَبِدَرسِكَ الجُعفيّ كَم أَوضَحتَ مِن | |
|
| نُكَت تَدِقّ عَلى العَيانِ فَما تُرى |
|
وَسَلَكتَ مِنهُ مَهاماً وَتَنائِفاً | |
|
| يُضحي الخَبيرُ بِبَعضِها مُتَحَيِّرا |
|
وَسَرَيتَ ذا جدّ لحَلّ رُموزِهِ | |
|
| وَالآنَ حانَ بِخَتمِهِ حَمدُ السَرى |
|
فَلَكَ الهَناءُ مُقَدِّماً وَلَنا بِكُم | |
|
| وَلِمَن يُخُصّكَ بالوِدادِ وَلِلوَرى |
|
وَجَزاكَ رَبّكَ خَيرَ ما جازى بِهِ | |
|
| وَأَطالَ عُمرَكَ كَيفَ شِئتَ وَأَكثَرا |
|
وَبَقيتَ شَمسَ ظَهيرَةٍ تُجلى بِكُم | |
|
| شُبَهُ الظلالِ وَدُمتَ غَيثاً مُمطِرا |
|
وَإِلَيكَ مِن جُهدِ المُقِلِّ مَحوكَةً | |
|
| مِن خاطِرٍ مَنَعَ العَنا أَن يَخطُرا |
|
وَقَريحَةٍ خَمَدَت وَدَهرٍ غالَني | |
|
| مِن غولِهِ ما صَدَّ عَن أَن نَصبرا |
|
بَلَغَ الزّبى تَيّارَهُ فاِسمَح بِما | |
|
| يُنجي الغَريقَ وَكُن أَجَلَّ مَنِ اِشتَرى |
|
فَإِذا مَدَدتَ وَدودَكُم بِدُعائِكُم | |
|
| أَعدَدتَ مِنهُ إِلى المُعانِدِ عَسكَرا |
|
وَبَلَغتُ آمالي لِصِدقِ طَوِيَّتي | |
|
| فيكم وَعِشتُ مَحَلّا لضن أَحذَرا |
|
لا زَلتَ في أُفقِ السَعادَةِ نَيِّرا | |
|
| تَجلو بِهمَّتِكَ المُهِمّ الأَكبَرا |
|