وَأَحسَنُ أَحوالي وُثوقي بِفَضلِكُم | |
|
| وَأَنّي عَلى أَبوابِكُم أَتَمَلَّقُ |
|
فَلِلَّهِ ما أَحلى السُؤالَ لِفاضِلٍ | |
|
| عَظيم النَدا مِنهُ العَطاءُ مُحَقَّقُ |
|
فَلا عَفوُهُ عَن زَلَّةٍ مُتَقاصِرٌ | |
|
| وَلا فَضلُهُ عَن فسحَةِ القَصدِ ضَيِّقُ |
|
لَهُ خُلقٌ أَن لا يُخَيِّبَ سائِلاً | |
|
| وَجُودٌ بِهِ كُلُّ العَوالِمِ يَغرَقُ |
|
فَوَاللَهِ ما جودٌ يَكونُ سَجِيَّة | |
|
| وَمِن ذي غِنىً يَحلو إِلَيهِ التَصَدُّقُ |
|
كَجودِ الَّذي يُعطي القَليلَ تَكُلُّفاً | |
|
| مِنَ البُخلِ إِلّا أَنَّهُ يَتَخَلَّقُ |
|
فَلُذ بِالَّذي يَبغي الملحّ لِفَضلِهِ | |
|
| وَيَغضَب إِن عَنهُ العُفاتُ تَفَرَّقوا |
|
وَعُذ بِالَّذي يَستَحقِرُ الكَونَ كُلَّهُ | |
|
| عَطاء إِذا القُصّادُ بِالبابِ حَلَّقوا |
|
وَكُن ساكِناً يا صاحِ إِن كُنتَ كَيِّساً | |
|
| إِلَيهِ وَدَع مَن بِالسِوى يَتَعَلَّقُ |
|
فَذو فاقَةٍ وَاللَهِ لَيسَ بِنافِعٍ | |
|
| لِذي فاقَةٍ إِذ فَقرُهُ بِهِ مُحدِقُ |
|
وَداوِم عَلى ذِكرِ الغِنى حَقيقَةً | |
|
| تَكُن ذا غِنىً فَالطَبعُ لِلطَبعِ يَسرِقُ |
|
وَلا تَعدُ عَنهُ في أُمورِكَ كُلِّها | |
|
| فَمَن يَعدُ عَنهُ فَهوَ وَاللَهِ أَحمَقُ |
|
لِأَن ذِكرَهُ كَم أَثمَرَت نَخلاتُهُ | |
|
| مِنَ الخَيرِ حتّى صارَ لِلحُجبِ يَمحَقُ |
|
فَأَضحَت بِهِ عَينُ العَبيدِ قَريرَةً | |
|
| بِقُربٍ لَهُ كُلُّ الخَليقَةِ يَعشَقُ |
|
وَنالَ الَّذي يَهوى وَما ثمَّ غيرُهُ | |
|
| رَقيبٌ وَبابُ البَينِ بِالفَضلِ مُغلَقُ |
|
تَقَرُّبَ حَتّى صارَ مُتَّحِداً بِهِ | |
|
| فَأَصبَحَ في كُلِّ المَلامِعِ يُشرِقُ |
|
تَقَدَّمَ حَتّى صارَ لِلكُلِّ آخِراً | |
|
| تَأَخَّرَ حَتّى صارَ لِلكُلِّ يَسبِقُ |
|
بِهِ وَلَهُ مِنهُ المَظاهِرُ أفردَت | |
|
| فَمِنهُ لَهُ عَنهُ إِذا تَتَفَرَّقُ |
|