أَمُحَمَّدٌ إِنّي بِجاهِكَ عائِذٌ | |
|
| مِمّا عَرى جِسمي مِنَ الضرّاءِ |
|
وَلَقَد دَعَوتُكَ حينَ جَلَّت كُربَتي | |
|
| وَلَم أَلفَ غَيرَكَ كاشِفاً لِبَلائي |
|
وَالحالُ إِن عَظُمَت فَلا يُدعى لَها | |
|
| إِلّا العَظيمُ وَأَشرَفَ الشُفَعاءِ |
|
وَحشاً يَرى بِأساً عبيد قَد غَدا | |
|
| مُستَصرِخاً بِكَ ساكِن البَطحاءِ |
|
كَلّا فَمُعتَقدي وَأَنتَ المُجتَدي | |
|
| أَن لا أَرى هَمّاً وَأَنتَ جَلائي |
|
يا أَكرَمَ الرُسل الكِرامِ وَمَن بِهِ | |
|
| جُلِيَت كُروب الأَوَّلينَ سِوائي |
|
ماذا بِأَوَّلِ هائِلٍ فَرَّجتَهُ | |
|
| بِعِنايَةٍ تَسمو عَلى الجَوزاءِ |
|
ما ضاقَ جاهُكَ بِالعَظائِمِ كُلِّها | |
|
| عِندَ المُهَيمِنِ أَكرَم الكُرَماءِ |
|
سيما جَرائِمِ مُذنِبٍ قَد غَرَّهُ | |
|
| حِلمُ الإِلهِ وَكَثرَةُ الآلاءِ |
|
أَنتَ المَلاذُ إِذا الوَرى دَهَمتهُمُ | |
|
| نارُ الهُمومِ وَشِدَّةُ اللأواءِ |
|
وَتَقاصَرَت هِمَمُ الكِرامِ وَحَلَّقوا | |
|
| طرّاً بِبابِكَ واسِع الأَعطاءِ |
|
فَغَدَوتَ تَشفَعُ لِلجَميعِ لِيَنشُرَ ال | |
|
| رَحمانُ حَمدَكَ في أَجَلّ لِواءِ |
|
فَأَرَحتَهُم لِلَّهِ لا لِيَدٍ لَهُم | |
|
| سَلَفَت إِلَيكَ بِسالِفِ الآناءِ |
|
وَكَذا فِعالُكَ كُلُّها إِخلاصُها | |
|
| يَعلو بِفَضلِكَ كُلّ ذي حَسناءِ |
|
ما من أَقامَ جِدارَ قَومٍ حِسبَةً | |
|
| كَمُخلِّصِ الجما مِنَ الحَوباءِ |
|
فَبِمَن حَباكَ بِكُلِّ فَضلٍ نِلتَهُ | |
|
| وَأَضا بِنورِكَ سائِرَ الأَرجاءِ |
|
وَأَعَزَّ رُتبَتَكَ الشَريفَةَ فَوقَ ما | |
|
| وَاللَهِ تَفهَمُ جلَّةُ النُبَلاءِ |
|
وَأَفاضَ جودُكَ في العَوالِمِ كُلّها | |
|
| وَأَعارَ فَضلَكَ جُملَةَ الفُضَلاءِ |
|
وَمَحى بِوَجهِكَ ظُلمَةَ الإِشراك وَاِس | |
|
| تَبقى بِسِرِّكَ قائِمَ الأَشياءِ |
|
عَجِّل إِغاثَةَ مُذنِبٍ قَد صارَ مِن | |
|
| وَضر الجَرائِمِ في أَشَدِّ بَلاءِ |
|
ما لي لِرَفعِ الضُرِّ عَنّي حيلَة | |
|
| يا مُصطَفى إِلّا إِلَيكَ نِدائي |
|
وَلَئِن رَدَدت وَأَنتَ أَفضَلُ شافِعٍ | |
|
| تُرجى شَفاعَتُهُ فَمَن لِشِفائي |
|
حاشا وَكَلّا أَن تُخَيِّبَ سائِلاً | |
|
| قَد حَلَّ مِنكَ في أَعَزِّ فَناءِ |
|
وَالجودُ شيمَتُكَ الكَريمَةُ وَالحَيا | |
|
| وَجَلائِلُ الرَحماتِ لِلضُعَفاءِ |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ يا خَيرَ الوَرى | |
|
| كُلَّ الصَلاة وَآلِكَ النُبَلاءِ |
|
ما أَضحَكَ الرَحمنُ سِنّكَ عِندَما | |
|
| تُولي الجَزيلَ بِكَفِّكَ المِعطاءِ |
|
رَبّي بِهِ وَبِآلِهِ وَصِحابِهِ | |
|
| وَالأَنبِياءِ وَسائِرِ الصُلَحاءِ |
|
وَبِحَقِّ ذاتِكَ سَيِّدي وَكَمالِها | |
|
| وَصِفاتِها العُليا وَبِالأَسماءِ |
|
كُفَّ الأَذى عَنّي بِفَضلِكَ عاجِلاً | |
|
| وَاِغفِر رَذائِلَ أَسفَهِ السُفَهاءِ |
|
أَنتَ الغَنيُّ عَنِ العَبيدِ جَميعِهِم | |
|
| وَأَنا لِفَضلِكَ أَفقَرُ الفُقَراءِ |
|
وَلَقَد وَقَفتُ بِبابِ عَفوِكَ راجِياً | |
|
| مِنكَ الرِضى يا أَرحَمَ الرُحَماءِ |
|
فَاِرحَم وَلا تَردُد فَإِنّي لَم أَجِد | |
|
| رَبّاً سِواكَ مُخلِّصي مِن دائي |
|
وَالحالُ ضاقَت بي وَلَم أَرَ نافِعاً | |
|
| إِلّا الرُجوعُ لِأَكرَمِ الكُرَماءِ |
|
مَن تَصغُر الزللُ العَظائِمُ عِندَهُ | |
|
| إِذ هُوَ حَقّاً أَعظَمُ العُظَماءِ |
|
وَيُعاملُ العاصي وَإِن زَلَّت بِهِ | |
|
| أَقدامهُ في مَهوَةِ البَلواءِ |
|
رَبُّ غَفورٌ لَو يُؤاخِذُ خَلقَهُ | |
|
| لَم يَبقَ دِيّاراً مِنَ الأَحياءِ |
|
لكِنَّهُ غَمَرَ الجَميعَ بِجودِهِ | |
|
| وَالحِلمُ يُرغِمُ أَنفُسَ اللُؤَماءِ |
|