تَسابقك البُشرى بِملك مُؤبد | |
|
| تَقول تَهنى بِالسَعيد مُحَمَد |
|
لَقَد أَطلَع الرَحمن في مَصر كَوكَباً | |
|
| تَجَلى عَلَيها فَاِختَفى كُل فَرقَد |
|
وَقَد قَلَد الدين الحَنيف بمرهف | |
|
| لَهُ قائم مِنهُ بَنصر الموحد |
|
وَتَوج هام الملك بالملك الَّذي | |
|
| بِدَولته تَعتَز ملة أَحمَد |
|
وَأَسفَر وَجه الدَهر عَن غُرّة المنا | |
|
| بِأَهيب بَسام عَزيز مُؤيد |
|
وَحيد تَحَلّت أَنجُم السَعد باسمه | |
|
| وَأَمسَت بِهِ السَيارة السَبع تَقتَدي |
|
أَنارَت بِهِ الدُنيا وَدانَ لملكه | |
|
| بِرَغم الأُنوف الشَمّ كل مسود |
|
أَنامَ الرَعايا تَحتَ ظل أَمانه | |
|
| فَلا رَوع ذي ظلم وَلا خَوف مُعتَد |
|
وَقَد عَمّ نور العَدل مَصر فَأَشرَقَت | |
|
| بِأَبلَج فَياض النَدى باسط اليَد |
|
تَولى فَولى الجَور عَنها مَع العَنا | |
|
| وَساسَ أَهاليها بِرأي مسدد |
|
واحيي رُسوم الملك مِن بَعد ما عَفَت | |
|
| وَنَظّم مِنها كُل شَمل مُبَدد |
|
فَلَم تَرَ إِلا دَولة ملكية | |
|
| بِهِ رفلت في ثَوب مَجد مُجَدد |
|
وَعَهدي بِها دونَ الستور فَأَقبلَت | |
|
| إَلَيهِ تَهادى في مَلابس سُؤدد |
|
إِذا حَسرت باتَ الملوك بِحَسرة | |
|
| تَردد فيها كُل فكر مُشَرّد |
|
فَكَم مِن أُنوف أَرغَمَت في طلابها | |
|
| وَكانَت شماخاً في حَضيض التَردد |
|
وَتَكبر إِن تَهدى لِغَير مملك | |
|
| سَعيدٌ أَعَزّ الوَجه طلاع أَنجَد |
|
إِذا همّ أَمضى كُل أَمر فعزمه | |
|
| أَحدّ وَأَمضى مِن حَديد المهند |
|
فَقلدها طَوق السَعادة بَعدَ ما | |
|
| تَعَطَل جيد الملك مِن كُلِ مسعد |
|
وَأَلبَسَها تاج الفَخامة فَاِزدَهَت | |
|
| عَلى رَونَق السَيف الصَقيل المُجَرّد |
|
لَئن كانَت الدولات في الملك أَنجُما | |
|
| فَدَولته شَمس بِها النَجم يَهتَدي |
|
هُوَ الدائل السامي عَلى كُل سامك | |
|
| وَجادع أَنف الظالم المُتَمَرد |
|
وَمَغمد في هام البُغاة سيوفه | |
|
| بِنَشر لِواء العَدل في كُل مَشهَد |
|
وَمُستَبق الخَيرات في حَلبة الهُدى | |
|
| وَناصر دين الهاشميّ المُمَجد |
|
أَقام عِماد الملك مِن بَعد ميله | |
|
| وَشيّد أَركان المقام المُشَيد |
|
فَأَصبَح ثَغر الدَهر مُبتَسِماً بِهِ | |
|
| تروح بَنوه بِالسُرور وَتَغتَدي |
|
فَمن ناطق بِالحمد وَالشُكر وَالثَنا | |
|
| وَمِن صامت يُصغي لِإِلقاء مُنشد |
|
نَظمتُ لَهُ العقد الفَريد مهنئاً | |
|
| وَأَعرَضت عَن صَوغ الكَلام المُعَقَد |
|
وَقَد صنت شعري عَن سِواه وَإِنَّه | |
|
| لعمري أَجدى بِالمَديح المُجوّد |
|
لِأَني مِن القَوم الأُولى قَد تَسابَقوا | |
|
| إِلى بَحرِهِ الفَياض في كُلِ مَورد |
|
وَلَكِنَّهُم مِن بَعد رَيٍّ تَعَطَشوا | |
|
| إَلَيهِ وَقَد حانَ الوُرود لمجتد |
|
لتهنَ الجَواري المُنشِئات وَأَهلها | |
|
| وَتَبسم بِالثَغر النَقيّ المُنَضَد |
|
وَتَجري عَلى عاداتِها في مَسيرها | |
|
| تَرَنح عَطفي عودها المُتأوّد |
|
وَتَضرب ان مَرّ القُبول بِدَفها | |
|
| عَلأى نَغمة تَزري بِنَغمة مَعبد |
|
فضما حَبَسَت بِالرَغم إِلّا وَقَد حَكَت | |
|
| صُقوراً هَوَت نَحوَ الحَمام المُغَرّد |
|
فَبُشرى لِأَهل البَحر وَالبَر وَالعُلى | |
|
| بَصدق مَوالاة وَحُسن تَودد |
|
وَإِصلاح ذاتَ البَين بِالعَدل فيهُم | |
|
| وَراحَتهُم مِن كُلِ باغ وَمُفسد |
|
وَبُشرى لِأَرباب الحجا بِمُهَذَب | |
|
| يَميز بَينَ الدُرّ وَالخَرَز الرّدي |
|
لَقَد آن أن تَجلى الكُروب وَتَشتَفي | |
|
| قُلوب الرَعايا مِن ظلوم وَأَنكَد |
|
وَتَرفل في بَرد المَسَرّة مَصره | |
|
| وَتُسفر عَن وجه السُعود بِأَسعد |
|
وَتُشرق في أُفق مِن العز قَد سَما | |
|
| وَتَزهو بِملك قَد تَأَيَّد سَرمدي |
|
فَقَد أَومت البُشرى إَلَيها وَأَرَّخت | |
|
| حَوَت مَصر نوراً بِالسَعيد مُحَمد |
|