كُن بِالإِله عَلى عُداتِكَ مَظهَرا | |
|
| بَأساً تَنالُ بِهِ عَلَيهُم مَظهَرا |
|
وَاِستَعمل الصَبر الجَميل فَرُبَما | |
|
| لَقِيَ العَسير بِهِ الفَتى فَتَيسَرا |
|
وَإِذا عَزَمتُ عَلى نَجاح الأَمر لا | |
|
| تَعجَل بِهِ وَاِجعَل لَوَردِكَ مَصَدرا |
|
وَتَدَبر الاقبال وَالأَدبار من | |
|
| حاليكَ تَغنَم فيهما مُتَدَبِرا |
|
وَتصدر الأَشياء قَبلَ حُصولَها | |
|
| فَالمَرء يَدرك أَمرَهُ متصورا |
|
وَإِذا أَرَتكَ بَنو اللِئام إِساءَة | |
|
| لذ بِالكِرام وَلا يَسوءك ما تَرى |
|
فَلَقَد بَليت مِن العِدا بِأَشَدهم | |
|
| لُؤماً وَعُدواناً وَبَغياً وَاِفتِرا |
|
وَإِلى الكِرام لَجَأت لا مُستَعظِماً | |
|
| خَطَرَ العَدو وَإِنَّما مُتَخيِرا |
|
وَضَرَبتُ هام عِناده بِمُهَند | |
|
| مِن جاهِهم يَبري الحَديد إِذا اِنبَرى |
|
مُستَمسِكاً مِنهُم بِأَكرَم ذمة | |
|
| شَرفت وَجل وَفاؤُها أَن تَخَفرا |
|
وَلَقَد وَصَلت إِلى مَحل دونَهُ | |
|
| تَكبو الكَواكب وَالمَواكب في السَرى |
|
وَرَفعتُ في تِلكَ الرِحاب سَرادِقي | |
|
| وَبَلَغتُ بِالأَسباب هامات الذُرى |
|
فَرَأيتُ أَعلام الأَمان خَوافِقاً | |
|
| يَمشي الزَمان بِظِلِها مُتبَختِرا |
|
فَأَخَذتُ في طَلَب العُلو وَلَم أَخَف | |
|
| شَرَ العَدو وَلَم أَهَب أُسُد الشَرى |
|
مترقياً درج المَفاخر راكِباً | |
|
| لِبَني المَعالي وَالعَوالي قُسورا |
|
لِبَني الَّذي قادَ الجُيوش إِلى العِدا | |
|
| بِالعادِيات عَلَيهُم مُستَظهِرا |
|
أَسباط مِن بعطائه وَبِبَأسِهِ | |
|
| بِالعَدل قَد أُحيي النُفوس وَدمرا |
|
البالغ الغايات بِالهمم الَّتي | |
|
| بَعَثَت مَآثر بَعضَها الاسكَندَرا |
|
|
| وَنموها فَوقَ الثريا وَالثَرى |
|
امته أَملاك البِلاد فَأَبصَرَت | |
|
| ملكاً لِحَد حسامه مستوزِرا |
|
حشو الشآم وَأَرض نَجد جَيشه | |
|
| مُستَسهِلاً طَلَب العُلى مُستَوعِرا |
|
ضَرب الزُنوج بِكُل أَبيض صارم | |
|
| في الروم قد كَسي النَجيع الأَحمَرا |
|
فَتح الحِجاز بِجَحفَل جراره | |
|
| وَطئ الجَماجم واستَظَل العَثيرا |
|
جَعل الكَتائب لِلمُلوك كِتابة | |
|
| وَالأَرض رِقّاً وَالعَساكر أَسطُرا |
|
أَحيَت مَراسمه الرُسوم وَشَيَدَت | |
|
| عَزَماته في الكَون ملكاً أَكبَرا |
|
فَكَأن دار المُلك رَوض جاده | |
|
| صَوب السَحائب إِذ بهم قَد أَزهَرا |
|
أَصل عَريق في السَماء فُروعه | |
|
| بِذَوي المَكارم وَالأَكارم أَثمَرا |
|
يا مَن بِهُم مِنهُم تَلوذ وَتَلتَجي | |
|
| لِحِماهُم أَهل المَدائن وَالقُرى |
|
إِني رَفَعتُ اِلَيكُم الشَكوى عَلى | |
|
| كَوني اليكُم بِالعَجائب مخبرا |
|
وَمِن العَجائب أَن أَساءَ وَظلَكُم | |
|
| يَسع الزَمان وَمَن يَضُم مِن الوَرى |
|
وَمَعي لِسان لا يُطاق كَمُرهف | |
|
| ماضي المَضارب بِالكَلام تَجَوهَرا |
|
قَد حَذروه وَأَنذَروه فَلَم يَحل | |
|
| عَني وَلَيسَ لِمثلِهِ أَن ينذِرا |
|
فَضَربتهُ في غَير مُقتلهِ بِهِ | |
|
| صَفحاً وَآن لِجرحه ان ينفرا |
|
وَإِذا أَذنت فَإِن في اِعدامِهِ | |
|
| بِالهَجو خَيراً إِذ طَغى وَتَجَبرا |
|
فَأَتيتُكُم مُستَوهِباً مِن عَرضِهِ | |
|
| ما كانَ غادره اللِسان موفرا |
|
مَنوا بِهِ إِن كانَ فيهِ بَقية | |
|
| ذكرت وَيَصغر قَدره أَن يُذكَرا |
|
لا زلتم حرماً لِكُل مُؤمل | |
|
| يَسعى لِكَعبة عَفوِكُم مُستَغفِرا |
|