بُشرى بِنَصر بِالفُتوح ميسّر | |
|
| وَدَوام عز حَيث سرت مَسير |
|
نَشرت لَكَ الأَعلام مِن فَوق العُلى | |
|
| فَطَويت ذِكرى كُل باغ مفتر |
|
وَجه البَسيطة ضاقَ عَن جَيشٍ بِهِ | |
|
| رُمتَ العِدى فركبت هَول الأَبحر |
|
سرتم وَمَوج البَحر يَلطم وَجهه | |
|
| أَسَفاً عَلى الأَعداءِ كَالمُتَحَسَّر |
|
وَالسُحب تُرسل أَدمُعاً مِن حُزنِها | |
|
| وَالرَعد يَندُب في قَبائل حمير |
|
وَالجَوّ مسودّ الجَوانب عابس | |
|
| وَالبَرق يَضحَك مِنهُ كَالمُستَبشر |
|
وَالجاريات تَأَزرت بقلوعها | |
|
| وَالريح قَد لَعِبَت بِفَضل المئزر |
|
رقصت عَلى نَقر النَسيم بدفها | |
|
| وَتمايلَت بالتيه كَالمُستَكبر |
|
طارَت بِنا نَحو الحَديدة سرعة | |
|
| مِثل السَوابق في العَجاج الأَكدَر |
|
حملت لَها جَيشاً مُذ اِنتَبَذَت بِهِ | |
|
| غَربيها وَضعت أَسود العَسكَر |
|
من كُلِ مَولوج لَدَيها لَم يَزَل | |
|
| في النَقع يَلعب بِالحسام الأَبتَر |
|
وَلَدوا عَلى مَهد العُلى وَقد اِغتَدوا | |
|
| بَدَم العِدى وَتَكَحلوا بِالعَثير |
|
رَفَعوا الخِيام عَلى النُجوم وَأَوقَدوا | |
|
| في الأَرض ناراً بِالقَنا المُتَكَسَر |
|
وَلَقَد أَقاموا بِالأَسنة سَوقها | |
|
| في يَوم حَرب بِالسُيوف مسعّر |
|
فَقَضَت بِبيع المُعتَدين سُيوفَهُم | |
|
| لِلنسر لما غابَ عَنها المُشتَري |
|
وَتَواثَبوا نَحوَ الحُصون فَزَلزَلَت | |
|
| وَالقَوم بَينَ مُجَندل وَمعفر |
|
حَتّى إِذا اِقتَلَعوا القِلاع وَأَسبَلوا | |
|
| ذَيل العَفاف رَأَيت كُل مشمر |
|
أَسد إِذا نَزَعوا الدُروع لِرَغبة | |
|
| في حَتفهم لَبِسوا دُروع تَصبّر |
|
قَوم عَصوا إِلّا لِأَمر أَميرَهُم | |
|
| ملك بَفعل خَطيئة لَم يَأمر |
|
فَضحت مَناقِبُه المُلوك وَأَظهَرَت | |
|
| تَقصير كِسرى عَن عُلاه وَقَيصر |
|
فَتح المَمالك لا لِكَثرة رَغبة | |
|
| فيها وَلَكن رَغبة في المَفخر |
|
وَلَقَد نَحاها وَالبُنود خَوافق | |
|
| وَالرُعب في قَلب الحُسين وَحَيدَر |
|
طَلَبوا السَلامة مِن سطاه وَسالَموا | |
|
| ملكاً عَلَيهِ عَسيرَهُم لَم يَعسر |
|
وَقَد اِستَقالوا عَثرة الحَسَن الَّذي | |
|
| زَلَت بِهِ قَدَم الضَرير المُبصر |
|
وَتَزاحَموا حَولَ البِساط لِيَنظُروا | |
|
| حَرَم الوفود وَكَعبَةَ المُستَغفر |
|
حَتّى إِذا ثَبَتت بِهَم أَقدامَهُم | |
|
| نَكَسوا الرُؤوس لذي المَقام الأَكبَر |
|
نَظَروا إِلى ملك لَديهِ كُلُ ذي | |
|
| ملك كَبير كَالأَقَل الأَصغَر |
|
وَلَو أَن مَن قادَ الجُيوش إِلَيهُم | |
|
| غَير ابن عون عاد غَير مظفر |
|
إِن كُنتُ تَجهَل فعله فَاسأل بِهِ | |
|
| مِن شئتهُ مِن أَبيض أَو أَسمَر |
|
وَسَل الحِجاز وَأَرض نَجد وَالمُخا | |
|
| عَمّن دَحاها بِالخُيول الضمّر |
|
ذلّت لَهُ أُسد الوَغى مِن حَمير | |
|
| مُذ أَيقَنَت مِنهُ بِمَوت أَحمَر |
|
حَتّى إِذا ما أَذّنوا بِقدومه | |
|
| هَبط الإِمام وَكانَ فوقَ المنبر |
|
وَتَسابَقوا طَوعاً لَهُ في مَشهَد | |
|
| وَالكُل بينَ مُهلل وَمكبر |
|
سَجَدوا وَقَد نَظَروه شُكراً لِلّذي | |
|
| خَلَقَ العِباد وَخابَ من لَم يَشكر |
|
دَهشوا لَدَيهِ وَفل صارم ملكهم | |
|
| سَيف الخِلافة دَهشة المُتَحير |
|
فَكَأَنَّهُم لَما غَدوا في حيرة | |
|
| أَهل العِراق أَتاهُم ابن المُنذر |
|
كادَ ابن يحيى أَن يَموت لرعبه | |
|
| لَولا تَبسمه وَحُسن المَنظَر |
|
أَمّ الحَديدة آملاً لَما رَأى | |
|
| غَوث اللَهيف بِها وَكَهف المعسر |
|
جاءَ الحِمى فَرَوى بِفَضل وَاِنثَنى | |
|
| يَروي الحَديث عَن الرَبيع وَجَعفَر |
|
رَويت بِجَدوى آل مُحسن أَرضَهُم | |
|
| حَتّى اِكتَسَت زَهواً بِثَوبٍ أَخضَر |
|
لِلّه قَوم لَم يَزَل مِن دَأبِهُم | |
|
| خَوض البِحار وَكُل برّ مقفر |
|
حَرثت رُبى نَجد حَوافر خَيلَهم | |
|
| قَدماً وَكَم زَرَعوا بِها مِن سَمهري |
|
وَسَقوا الرِياض بجودهم فَتَزاهرت | |
|
| وَغَدَت بِغَير مَديحهم لَم تثمر |
|
آلت رِماحهم وَقَد خاضوا الوَغى | |
|
| إِن لَم تَرد صَدر العِدى لَم تَصدر |
|
وَسُيوفَهُم رَأَت القراب محرماً | |
|
| إِلّا الرِقاب وَرَأس كُلُ غَضَنفَر |
|
فسلوا المَمالك عَن نَداهُم وَاَخبَروا | |
|
| في أَي قطر جودَهُم لَم يَقطر |
|
ما رَوضة ماسَت حَدائق زَهرها | |
|
| طَرَباً وَتَيهاً بِالرَبيع المُزهر |
|
غَنى الحَمام عَلى قُدود غُصونِها | |
|
| سحراً فَأَغنى عَن سَماع المزهر |
|
يَوماً بِأَحسَن مِن مَديح صغتهُ | |
|
| فيهُم بنظم قَلائد لَم تنثر |
|
فَإِذا شَدَت وَرق الحمى ناديتها | |
|
| يا ورق في ورق الغُصون تَستري |
|
وَإِذا رَأَيت الجَوّ مِني قَد خَلا | |
|
| وَهَممت بِالترحال بيضي وَأَصفَري |
|
أني لِقاموس العُروض وَنظمه | |
|
| أَروي الفَرائد عَن صحاح الجَوهَر |
|
لا تعدلوا في الشعر كل معمم | |
|
| كَالثَور ذي القرنين بِالاسكندر |
|
ما كُل مَن يُملي القَصيدة ناظم | |
|
| قَد يَنتَمي للشعر مَن لَم يَشعر |
|
لَو كانَ فيهُم شاعر لوقَفَت في | |
|
| ديوانِهِ أَدَباً وَلَم أَتَكَبَر |
|
لَكنهم جَهِلوا بِهِ ثَمَ اِدَعوا | |
|
| ما قَصَرَت عَنهُ شُيوخ زمخشر |
|
حَجوا وَلَكن بَيت كُل قَصيدة | |
|
| وَسَعوا وَلَكن في اِستراق مُنكر |
|
وَحبوتموهم لا لِشائب غَفلة | |
|
| لَكن لحلمكم وَطيب العُنصر |
|
يا آل مُحسن لَم يَزل اِحسانَكُم | |
|
| يَدع الدَنيء عَلى حِماكم يَجتري |
|
وَلَقَد جَلَوت عَلَيكُم مَنظومة | |
|
| في فكر غَيري مثلها لَم يَخطر |
|
بكراً عروباً بِالبَديع تَقَلَدَت | |
|
| لَما بَدَت وَتَخَتمَت بِالبُحتري |
|