عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبد اللطيف الصيرفى > وَسيعَ صَدري اِنقَضَت في ضيقِهِ حيلي

مصر

مشاهدة
680

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وَسيعَ صَدري اِنقَضَت في ضيقِهِ حيلي

وَسيعَ صَدري اِنقَضَت في ضيقِهِ حيلي
وَصَولَةَ الهَمِّ أَفضَت بي إِلى العِلَلِ
وَكادَ صَبري يَهي لَولا بِهِ بَقيتُ
بِقِيَّةٍ مِن بَقايا الحَزمِ لَم تَزَلِ
ما كُنتُ أَحسَبُ إِنَّ الدَهرَ يَبخَسُني
شَيئاً وَيَنسَخُ مِن آياتِهِ عَمَلي
وَيَستَمِرُّ عَلى حالٍ توصِلُني
بِسُلَّمِ النَحسِ مَرفوعاً إِلى زُحَلِ
وَكانَ مِن قَبلُ أَن أُبدي ساءَتهُ
حيناً فَحيناً يُواسيني وَيُحسِنُ لي
فَكانَ لِلنَفسِ أَوقاتَ تَعَلُّلِها
فيها الأَماني بَينَ اليأسَ وَالمَلَلِ
وَحَبَّذا حالَةٌ كانَت مُعَزِّيَةً
لَولا تَحَوُّلِها بِالبُؤسِ وَالعَطَلِ
جُزيتَ يا دَهرُ لَم تَجمِل مُعامَلَتي
أَينَ الوَفاءَ وَأَينَ الكَيلَ بِالكَيلِ
هَل ذا جَزاءُ اِمرِئٍ كانَت سَجينُهُ
حُبُّ التَعاوُنِ في خَصبٍ وَفي مَحلِ
لَم يَدَّخِر قَط ديناراً إِلى عَوزِ
وَلَم يُضنِ بِإِسعافٍ لَدى سُؤلِ
وَكَم أَعانَ أُناساً في مَضايِقِها
بِالمَالِ وَالجاهِ في عُسرٍ وَفي زَلَلِ
وَكَم حُقوقٌ بِمَسعاهُ لَقَد حَفِظَت
وَأَنفُسٌ وَقِيَت مِن فِتنَةٍ جَلَلِ
مَولايَ يَعلَمُ وَالإِخوانَ إِن عَدَلوا
قالوا بِذَلِكَ وَالأَعمالَ تَشهَدُ لي
لَكِنَّني لَم أَِد واحَسرَتاهُ عَلى فِعلي
مِنَ الدَهرِ إِلّا خَيبَةِ الأَمَلِ
قالوا جَنَحَت وَلا وَاللَهُ ما صَدَقوا
إِلّا إِلى الحَقِّ لا لِلأَثَمِ وَالزَلَلِ
وَكَيفَ تَقبَلُ الحُرَّ مَنقَصَةً
يَسومُ بِالسوءِ جانيها وَلَم يَقُلِ
أَم كَيفَ يَسعى إِلى ما فيهِ نَكبَتُهُ
مَن لَم يَكُن في غِنى عَن نَهلَةِ الوَشَلِ
لَكِن ذا الجَهلِ طَبعاً لا يَظُنُّ سِوى
أَنَّ المَلا مِثلُهُ في طَبعِهِ السَفَلِ
وَمَن يَوقلُ إِلى الغَيلانِ أَعيُنَكُم
حُمرٌ عَل رَأيٍ ما قالوهُ في المَثَلِ
وَمُذ فُصِّلَت وَأُغمِضَتِ الجُفونُ عَلى
قَذى الضِرارِ بِلا شَكوى وَلا جَدَلِ
عَجِلَت أَبدالَ ما أُعطِيَتِ وا أَسفا
مِنَ المَعاشِ فَكانَ الوَيلُ في البَدَلِ
وَضاقَ حالي فَحَوَّلتُ الأُمورَ إِلى
فَنِّ الدِفاعِ مَعانِ مُنتَهى الخَجَلِ
فَأَمني كُلَّ مُضطَّرٍ قَضَيتَهُ
تَحتاجُ صَرفاً وَبَعدَ النَهوِ يَنقُدُ لي
فَقُمتُ ما اِستَطَعتَ حَتّى العَجزُ أَقعَدَني
وَكانَ خَفا حَنينُ أُجرَةِ العَمَلِ
ثُمَّ اِتَّخَذتَ القُرى كَيلاَ أَرى أَبَداً
راضٍ بِما كانَ مِن عَلِ وَمِن نَهلِ
مُعَلِّلُ النَفسَ مِن يَأسٍ وَموجِدَةً
بِقَولٍ مَن قالَ إِنَّ العِزَّ في النَقلِ
هُناكَ قالوا اِغتَنى وَالكَسبُ أَفعَمَهُ
وَحَسبُهُ الطَينَ وَالأَشغالَ مِن سُبُلِ
نِعمَ غَنيتَ وَلَكِن عَكسَ ما زَعَموا
بِعِزَّةِ النَفسِ لا بِالطينِ وَالشُغلِ
أَما الشِراءُ فَما عِندي لَهُ أَثَرٌ
وَلَيتَني عَن عَناءِ الدينِ كُنتُ خَلي
وَأَينَ لي بِالغِنى مِن غَيرِ ما سِعَةٌ
وَعيشَةِ الطينِ لا تَخفى عَلى رِجلِ
لَكِنَّهُم رَجَموا يا لَيتَهُم رَجَموا
لَمّا رَأَوني عَلى حالي وَلَم أَحُلِ
وَما دَروا أَنَّهُ دونَ القِوى جَلَدُ
لِلشامِتينَ وَإِنَّ السُمَّ في العَسَلِ
لَكِن مِن يَدِهِ في الماءِ لَيسَ كَمَن
يَداهُ في النارِ فَرقُ الإِثنَينِ جَلي
وَيَعلَمُ اللَهُ أَنّي ما اِدَّخَرتُ سِوى
شُكري إِلَيهِ وَنِعمَ الحَظِّ مِن قَبلي
فَهوَ الرَجاءُ إِذا ما كُنتُ مُرتَجِياً
وَهوَ المُؤَمِّلُ في حُلى وَمُرتَحَلي
فَإِن أُقابِلُ بِالحُسنى وَأَنصَفَني
ذا الدَهرِ نِلتُ المُنى قَبلَ اِنقَضا أَجَلي
أَو لا فَحَسبي بِها وَاللَهُ مَكرَمَةَ
حُسنِ الخِتامِ وَهَذا مُنتَهي جَذَلي
عبد اللطيف الصيرفى
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/05/11 12:27:53 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com