قُل لِلمَعالي تُرَطِّبُ مَسمَعي طَرَبا | |
|
| بِذَكرِ مَن قَدَّرَهُ مَتنَ العُلا رَكبا |
|
وَاِسمَع مَناقِبَ ما كُنّا نُصَدِّقُها | |
|
| لَو لَم تَكُن قَد أَتَتمَوثوقَةَ بِنَبا |
|
وَلا تَقُل أَينَ ذا أَو كَيفَ مَن عَجِبَ | |
|
| بَل قُل تَبارَكَ مَن أَعطى وَمَن وَهَبا |
|
وَلِلزَمانِ عِناياتٌ وَإِن نُدِرَت | |
|
| حَبلى اللَيالي بِها كَم أولِدَت عَجَبا |
|
وَفي السُوَيدا رِجالُ شَأنِهِم جَلَلِ | |
|
| ما شانُهُم زَلَلُ طَوعاً وَلا رَهبا |
|
لَهُم مَكارِمُ كَم فاضَت مَناهِلُها | |
|
| وَعادَ خَصباً بِها ما كانَ قَبلُ هَبا |
|
مِن نُخبَةِ العَصرِ قَد حازوا سَنا وَثَنا | |
|
| بِحُسنِ خُلقٍ وَعِزٌّ باذِخٌ وَإِبا |
|
مِنهُم أَخَصَّ جَليلَ القَدرِ أَكمَلُهُ | |
|
| خُلاصَةَ الشَرقِ إِن فَضِلا وَإِن أَدَبا |
|
الفارِسُ الشَهمُ قاصي الشَاوِ مَن سَبَقَت | |
|
| جِيادُ آلائِهِ الأَجيادَ وَالنُجُبا |
|
الفائِقُ البِرِّ لا مِنّا وَلا رَيَّةِ | |
|
| الصادِقِ البِرِّ فيما قالَ أَو كَتَبا |
|
خَليل باشا الوَفي الخَيّاطِ مَن نَسَجَت | |
|
| لَهُ المَعالي ثِياباً حاكَتِ الشُهُبا |
|
ذاكَ الأَميرُ الَّذي باهى الزَمانُ بِهِ | |
|
| وَطالِعُ اليَمَنِ عَن يُمناهُ ما غَرَبا |
|
مَن أَخلَصَ السَعدُ إيفاءً بِخِدمَتِهِ | |
|
| وَلَم يُفارِق لَهُ طولَ المَدى عَتبا |
|
فَلَو تَمِسُّ أَجاجَ الضَنكِ أَنمُلَهُ | |
|
| بِقُدرَةِ اللَهِ أَمسى مُلِحُّهُ ضَرَبا |
|
أَو أَنَّ نَعلَيهِ إِطلالُ الضَنا وَطِئَت | |
|
| لَخِلتُ في التُربِ تِبراً وَالحَصا ذَهَبا |
|
إيهٍ أَخا الوُدِّ أَن تَطلُبَ لَهُ مَثَلا | |
|
| فَاِذكُر وَفا النيلِ وَاِستَشهِد بِطيبِ رُبى |
|
وَقُل لَهُ ما تَشا وَاِعدُد فَضائِلَهُ | |
|
| لا يَعرِفُ الفَضلَ إِلّا مَن إِلَيهِ صَبا |
|
وَاِشرَح وَفَصِّل لِما يُسديهِ مِن نِعَمِ | |
|
| وَما لَهُ مِن مَسامِعِ شُكرِها وَجَبا |
|
فَيا لَها مِن فِعالٍ كُلُّها حُكمٌ | |
|
| وَيا لَهُم مِن حَكيمٍ في الثَنا رَغِبا |
|
قَد زايَلَ الشامَ تَبكي بَعدَهُ أَسَفَا | |
|
| وَغَرَسَ خَيراتِهِ فيها اِزدَهى وَرَبا |
|
وَحَلَّ مِصرَ فَحَلا ثَغرُها فَحلاً | |
|
| بِما اِنتَقى مِن جَميلِ الصُنعِ وَاِنتَخَبا |
|
وَهَكَذا كُلُّ حَيٍّ رامَ يُسعِدُهُ | |
|
| بِحَيث أَصبَحَ لِلحُسنى أَخاً وَأَبا |
|
أَما تَراهُ أَدامَ الَهُ طَلعَتُهُ | |
|
| وَمَدَّ في عُمرِهِ طولَ المَدى حِقَبا |
|
بِأَكمَلِ العِزِّ مُذ وافى سَعادَتُهُ | |
|
| دارُ السَعادَةِ يَبغي زَورَةً وَحَبا |
|
أَجادَ صُنعاً بِما أَولاهُ مِ مِنَنٍ | |
|
| بِها تَخَلَّدَ ذِكري جودَهُ عَقِبا |
|
وَكانَ ما كانَ مِن حَمدٍ وَحُسنِ رِضا | |
|
| مِنَ المَليكِ وَإِقبالٌ بِهِ اِقتَرَبا |
|
فَزيدَ مَجداً عَلى مَجدٍ وَتَمَّ لَهُ | |
|
| مِن وافِرِ الحَظِّ ما لَم يَأتِهِ طَلَبا |
|
وَحازَ فَخراً عَلى مَجدٍ وَتَمَّ لَهُ | |
|
| مِن أَوفَرِ الحَظِّ ما لَم يَأتِهِ طَلَبا |
|
وَحازَ فَخراً بِهِ أَنوارُهُ اِزدَوَجَت | |
|
| فَكانَ نوراً عَلى نورٍ زَها وَسَبى |
|
بِرُتبَةٍ قَدرُها عالٍ مُفَخَّمَةٍ | |
|
| لِواؤُها في ذُرى العَلياءِ قَد نَصَبا |
|
رَومَلي بيلَر ناهيكُم بِها شِرَفا | |
|
| وَإِن يَكُن قَدرُهُ قَد فاقَها حَسَبا |
|
وَأُمَّنا بَعدَ مَشكوراً وَما بَرَحَت | |
|
| لَهُ العِنايَةُ فَلَكا وَالسَهيُ طَنَبا |
|
فَلا تَسَل ما اِعتَرى أَسَلاً مَبولَ مِن أَسَفِ | |
|
| إِذ لِلنَوى قَد نَوى مُستَتَبِعُ السَبَبا |
|
وَلا تَسَلنا إِذِ الأَنباءِ قَد وَرَدَت | |
|
| بِحُسنِ عودٍ لَهُ شَوقاً لِلقا طَرَبا |
|
|
| يُؤَرِّخُهُ عُدتُم بِيُمنٍ في العُلا رُتَبا |
|
وَالعودُ أَحمَدٌ بِالبُشرى نُقابِلُهُ | |
|
| وَنَشرَبَنَّ المُنى في أُنسِهِ نُخبا |
|
يا غايَةَ القَصدِ جَدا وَالنَوالُ جَدا | |
|
| وَصَفوةُ المَجدِ جِدّاً وَالفِخارَ أَبا |
|
هاتيكَ تَهنِئةً مِنّي أَقدَمَها | |
|
| أَرجو بِها مِن حَظايا وُدِّكُم نَسَبا |
|
وَقَبلَها كانَ ما أَومى لِتَرقِيَةٍ | |
|
| بِها الخَليفَةُ حَيّاهُ الإِلهُ حَبا |
|
فَاِشكُر إِلَهَكَ تَستَغنِم مَواهِبَهُ | |
|
| وَلا زِمِ الخَيرَ لا تَعدِم بِهِ نَشَبا |
|
وَاِنظُر بِعَينِ الرِضا شِعراً أَتَيتَ بِهِ | |
|
| مُحبَتى فيكَ قَد كانَت لَهُ السَبَبا |
|
وَرَدَّ عَنّي دِفاعاً مَن يَعيبُ لَهُ | |
|
| فَلَستُ شاعِرٌ لَكِن حُبَّكُم غَلَبا |
|
وَكُن لِوُدّي إِذا ما شِئتَ مُحتَفِظاً | |
|
| فَعِندي الوُدُّ أَحلا مِن نَوى وَصَبا |
|
وَدُم وَرُم ما تَشا حالاً وَمُقتَبِلاً | |
|
| فَاليُمنُ يَضمَنُ وَالحُسنى لَكَ الأَدَبا |
|