إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
فراشاتيْ.. |
وحُلمُ الروحِ بينَ مراقيَ القمَرِ |
مَسَحنَ الحُزنَ عن أحداقِ أخيلتي |
،وكُنَّ النورَ في السَفَرِ.. |
فإنّ الظُلمةَ الخرساءَ أضنَتْ ماضيَ الزّهرِ |
حَمَلنَ الدِّفءَ ألواناً مُبَعثَرةً |
لِتُرسَمَ لوحةُ العُمُرِ |
فيصفو ما تبقّى من سرائرِ صَحْفَةِ القَدَرِ |
فراشاتيْ.. |
وهُنّ النُبلُ في قلبي وفي قَلمي.. |
هَدَيْنَ الروحَ للعليَا |
لِتَحمِيَها مناراتُ الفضا |
مِنْ خوفِ تيهِ الخُطْوَةِ الحَيرى |
إذا اشتدتْ عليّ غشاوةُ البَصَرِ |
فلا حِقدٌ يُراوِغُ صبرَ أنفاسيْ على دُنيا |
بلا عقلٍ |
بلا قلبٍ |
تَسُوقُ الصفوَ للكَدَرِ |
ولا غِلٌّ يَحُدُّ النشوةَ البيضاءَ |
حينَ يُرَدِّدُ العصفورُ في صُبحِ النّدى |
ترتيلَةَ الشّجَرِ |
خُذيني أيْ فراشاتي لأنهارٍ |
يَصبُّ الضوءُ في جَرَيانِها دُرَرَاً |
وسلسالاً مِن الفِكَرِ |
خُذيني من صِراعاتي.. |
وأوهامٍ.. |
تُجادلُها بقايا الحُزنِ في داري ومُدّخَرِي |
فإنّ الروحَ قد ضاقت بأغلال الورى |
وبشَاعَة الصِّوَرِ |
وخُبثٍ في النفُوسِ أحالَ فِطرتَها |
كُسَاراتٍ مِنَ الحَجَرِ |
تَعالَيْنَ احتوِيْنَ لَجَاجةً تهفو |
لِبَسطِ الروحِ بينَ خمائلَ النسيانِ |
والتحليقِ فوقَ مَكَامنَ الأزمانِ |
في أُفْقٍ منَ الفيروزِ ظُلّتُهُ |
لعلّ السّبْحَ يُوصلُها لكوكبِها |
فتنسى كوكبَ البَشَرِ.. |
هناكَ.. |
سفائنُ الإحسانِ تَحمِلُها رياحُ الحُبِّ |
حيثُ جزائرَ الغُفرانِ والسّلوى.. |
بضَاعتُها... |
قلوبٌ تَنبضُ الأشواقُ في أَعْراقِها |
فُلّاً ورَيْحاناً وباقاتٍ مِنَ الزَّهَرِ |
وعِند العودةِ الغَرَّاءِ تَحملُ هَالةَ الغفرانِ.. |
ترفعُهَا .. |
إلى الآفاقِ غَيْماً رائقَ المَطَرِ |
فَتَغتسِلُ الحياةُ من الحياةِ.. |
وتَطهُرُ الأرواحُ مِنْ أجسادِها.. |
فكأنَّها نَثْرٌ مِنَ الشِّعْرِ.. |
فهاتيْ الآنَ أجْنَحتي |
لَنَبدَأَ رحلةَ المَجهولِ والخَطَرِ |
فلا أشهى مِنَ النيرانِ تَحرِقُنا.. |
وتَسلِبُنا |
جَليدَ الخوفِ والقَهَرِ.. |
وَيَا إنسانَ ذا الزّمَنِ المُكَوّمِ |
تحتَ أغشيةِ الضبابِ |
وفَلسَفاتِ الأغبياءِ |
وثَرثَراتِ الشّارعِ الضّجِرِ.. |
تَرَفّعْ عن عُروشِ العنكَبوتِ |
..عَنِ اغتصابِ المالِ للسُّكْنَى، |
وأسمارِ البيوتِ.. |
وَطِرْ.. |
إلى حيثُ الجنونُ يُحَرِّرُ الأنفاس مِنْ أَثقَالِها.. |
والعُمرَ منْ صَفَعاتِهِ.. |
إنّ ابْنَ آدمَ ينْهَبُ الدنيا على عَجَلٍ |
،ولا يدري.. |
بأَنَّ مَدى ذُراها..أعمقُ الحُفَرِ!! |