عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > من كسعد ؟

سورية

مشاهدة
1540

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

من كسعد ؟

سأل الصبح عن أخيه المفدّى
أيّها الصبح لن تشاهد سعدا
غيّب الدّهر من سيوف نعدّ
مشرفيّا حمى وزان معدّا
كلّما عارضوا الصّوارم فيه
كان امضى شبا وأصفى فرندا
***
حاسنوا غرّة الصباح بسعد
فعلمنا أيّ الصباحين أهدى
طلعة تفرح العيون وتسبيها
و تغزو القلوب كبرا ومجدا
وحديث كأنّه قطع الروض
تنوّعن أقحوانا ووردا ....
بدعة الظرف والأناقة يرضيك
دعابا عفا ويرضيك جدّا
تنهل العين من بشاشة سعد
ريّها والعيون تروى وتصدى
الحضارات في شمائل سعد
إذا سمته الهوان تبدّى
مترف في رجولة واعتداد
راع زيّا وراع وجها وقدّا
زعم الخصم أنّه مستبد
حبّذا الحكم عادلا مستبدّا
إنّ شرّ الأمور ظلم الجماهير
و أهون بالظلم إن كان فردا
***
من كسعد وللشباب هواه
قدرة تتعب الخيال وزهدا
يا صفيّ الأحزان تسقي البرايا
كأسها مرّة وتسقيك شهدا
رضيت نفسك الهموم رفيقا
اريحيّا على الشدائد جلدا
بورك الهمّ عبقريّا جوادا
لا كهمّ أعطى قليلا وأكدى
قل لمن يحسد العظيم ترفّق
إنّ خلف الأمجاد همّا وسهدا
***
من كسعد الملاحم جنّت
و تلقّى حدّ من الهول حدّا
وعلى راية الشام كميّ
يقحم الدرعين أشقر نهدا
هتكوا حرمة العرين فهاجوا
أسدا دامي البراثن وردا
حشدوا جندهم وأقبل سعد
يحشد البأس والعقيدة جندا
ضاحك الثغر والضحى مكفهرّ
روّعوه قصفا وبرقا ورعدا
والتقينا لا وإيمان سعد
ما تحدّوا بالموت إلاّ تحدّى
ضرب الظلم ضربة رنّحته
فتداعى مزمجرا فتردّى
زعموا أنّه جلاء وما كان
جلاء بل كان خزيا وطردا
ما على العبد أن يسوّد عار
بدعة العار أن ترى الحرّ عبدا
***
من كسعد وللنديّ احتدام
جمرة الحرب عنفوانا ووقدا
حمم كالجحيم مستعرات
ردّها حلمه سلاما وبردا
ما حملت الجراح داء ملحّا
بل حملت الجراح غدرا وصدّا
حزّ في قلبك الوفيّ صديق
صار في الندوة الخصيم الألدّا
***
من يهزّ النديّ بعدك بالخطبة
عصماء تحشد البأس حشدا
ملهم حاضر البديهة تغريه
بأحلى ممّا اصطفى وأعدّا
مترف الفكر والبيان غنيّ
بالآلي يصوغ عقدا فعقدا
يجمع الحقّ والبيان على الخصم
فلمّا تملّك الأمر شدّا
يطعن الطّعنة العفيفة لا
تدمي ولكنّه أباد وأردى
***
برّأ الله قلب سعد من الحقد
وفاء للكبرياء وحمدا
خدع الحقد أهله فهو ذلّ نكّروا وجهه وسمّوه حقدا
وبنات الصدور يتعبها الذ
لّ خفاء عن العيون ووأدا
والقويّ النبيل يحنو على الدنيا
و يسمو بها وفاء وودّا
حنّت الغوطة الرؤوم لسعد
و رواح له عليها ومغدى
طالما باكر الرياحين فيها
و سقاها الندى حنينا ووجدا
وشكى همّه فيا لك شكوى
نوّرت في الرّبى أقاحا ورندا
قال لي والرّبيع غاف على الزّهر
يذيع الأحلام عطرا وندّا
والغروب النديّان في الغوطة المعطار
يحنو على الظلال فتندى
وقطيع من الشياه ورعيان
و أغنّية ترقّ فتردى
ما أحبّ الحياة في غوطة الشام
و أفجع الموت هجرا وفقدا
أيّ ورد للحسن تشتفّه عيني
و يبقى بقدرة الله وردا ..
هل رأت هذه الخمائل فبلي
من رآها عينا وثغرا وخدّا
هي عندي شمائل وعطور
و قلوب تهوى ودلّ يفدّى
أعشق الحسن دوحة وغديرا
و بيانا سمحا وفجرا مندّى
***
ما رأى السقم قبل سعد حنانا
و حياء من السّقام ورفدا
كبقايا السيف اطمأنّت إلى الجفن
و راحت تبلى الهويني وتصدا
روعة الشمس في الغروب ولا أعشق
للشمس عنفوانا ورأدا
***
رنّح الشعر والكريم طروب
ذكر سعد لا يبعد الله سعدا
وحدونا به المعاني فحنّت
حنّة العيس بالأغاريد تحدى
ما لسعد في الموت يزداد قربا
من فؤادي ما ازداد هجرا وبعدا
وإذا رفّ طيفه في خيالي
رفّ ريحانة من الله تهدى
أنت في خاطري وعيني وقلبي
و على الهجر لا أرى منك بدّا
صور لو ينال من حسنها النّور
لكانت بنور عينيّ تفدى
وأصون الطيوف بين جفوني
لو تطيق الجفون للطّيف ردّا
وأنا الصاحب الوفيّ فما خنت
حبيبا ولا تناسيت عهدا
لم يرعك الزّمان في حالتيه
و تحدّيته وعيدا ووعدل
ما وفيناك بعض حقّك فاعذر
إنّ عذر الكريم أسمى وأجدى
إنّ دين العظيم في كلّ شعب
لا يوفّى وحقّه لا يؤدّى ...
شغل الناس بالعظيم وأرضوا
نزوات النفوس هدما ونقدا
حسدوه على المزايا فكان ال
موت بين الأهواء والحقّ حدّا
إنّ من ينكرونه وهو حيّ
ربّما ألهوه رمزا ولحدا
***
عيّروا بالمشيب إخواني الصيد
أيّ لوم على الكهول وخاضوا غمرات العلى شبولا وأسدا
ما لأبنائنا تجنّوا علينا
و غفرنا ما كان سهوا وعمدا
أنكرونا على المشيب كأنّا
لم نكن قبلهم غرانيق مردا
حاسبونا على هنات المعالي
ثمّ غالوا بها حسابا وعدّا
نحن روّادكم طلعنا الثنايا
و زحمنا الصعاب غورا ونجدا
وبنينا لكم ونعلم أنّا
لن نملّى به بقاء وخلدا
أيّها النازل المقيم تعهّد
بالرضى والحنان ركبا مجدّا
***
قل لشكري العظيم أشرقت في
السدّة يمنا وكبرياء ورشدا
يا أبا الدّولة الفتيّة تبنيها
و يلقى الباني عناء وجهدا
إن حضنت استقلالها وهو في
المهد فما اختار غير نعماك مهدا
لا تخف عثرة عليه ووهنا
بلغ الطفل في حماك الأشدّا
يا وريث الشموس من عبد شمس
ملكوا العالمين روما وهندا
بفتوح هنّ الملوك من العزّ
و بعض الفتوح غرثى عبدّى
أسلم القدس من يحجّ إلى القدس
و يتلو الإنجيل وردا فوردا
إن يناموا عنها نبّه الثأر
على الغوطتين أروع نجدا
مدن القدس كالعذارى سبوها
و أرادوا لكلّ عذراء وغدا
كالسّبايا لطمن خدّا ومزّقن
شفوف الحرير بردا فبردا
ضجّ سوق الرقيق في ندوة القوم
و نخّاسه طغى واستبدّا
يعرضون الشعوب عرض الجواري
عرّيت للعيون نحرا ونهدا
غيرة الله! أين قومي وعهدي
بهم ينهدون للشرّ نهدا
نعشق القدّ للعوالي وأحببنا
لهنديّة الصوارم هندا
ودفنّا الكنوز يوم دفنّا
في ثراها الآباء جدّا فجدّا
رضي الله عن أخ لك كالسيف
المحلّى يروع نضلا وغمدا
أين سعد؟ ولا ألوم اللّيالي
و هب الدّهر غاليا واستردّا
أيّ بدع إذا بكيت لسعد
إن بكى السيف حدّه ما تعدّى
لو رأى هذه الدّموع الغوالي
لبكى رحمة وحيّا وفدّى
غاب سعد عن العيون وما
غاب ضياء يهدي القلوب فتهدى
ثورة في الحياة والموت جلّت
ثورة الحقّ أن تقرّ وتهدأ
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الثلاثاء 2007/02/13 06:27:11 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com