عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > غربة الرّوح

سورية

مشاهدة
2526

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

غربة الرّوح

أترعي الكأس أدمعا ورحيقا
حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا
سلم الجمر لي وعاش بقلبي
أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا
يا شامي يا قبلة الله للدنيا
و يا راحها المصفّى العتيقا
أترع الكأس من هواك لتروى
كبدي من هواك لا لتذوقا
مزّقيها تغمرك طيبا ونورا
لا تملّي الطيوب والتمزيقا
لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا
و مجدا غمرا وعهدا وثيقا
لملم الفجر ذكرياتي فما لملم
إلاّ أقاحيا وشقيقا
كبريائي فوق النجوم ولولاها
لما كنت بالنجوم خليقا
جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ
هوان – والشعر كالعرض يوقى
ما شكوت العدو كبرا ولكنّي
شكوت المبرّأ الموثوقا
وأخا لي سقيته الودّ صرفا
فسقاني من ودّه الممذوقا
طبعي الحبّ والحنان فما أعرف
للمجد غير حبّي طريقا
وكنوزي – وليس تحرسها الجنّ
تنادي المحروم والمرزوقا
لم يضق بالعدوّ حلمي وغفراني
و أفدي بمقلتي الصديقا
لا أريد الإنسان إلاّ رحيما
باختلاف الهوى وإلاّ شفيقا
***
لي قبور كنزت فيها شبابي
و صبوحي على المنى والغبوقا
يا قبور اللدات: كل شقيق
حاضن في الثرى أخاه الشقيقا
وسعت هذه القبور فؤادي
كيف تشكو – وهي في السماوات – ضيقا
كيف لا تنبت الرّياحين والشوق
و قلبي على ثراها أريقا
مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف
و تحنو فلا يموت غريقا
ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ
و يلقى التدليل والتشويقا
***
شامة الفتح نام فارسك النجد
و حقّ الوفاء أن يستفيقا
سبقته أحبابه للمنايا
فرحمت المجلّى المسبوقا
ونعم عدت للعقيق ولكن
فارق الأهل واللدات العقيقا
أنا كالطّير ألف صحراء لفّته
مهيض الجناح شلوا مزيقا
مات أيكي ومات وردي فلا تعجيل
أعنى به ولا تعويقا
غربتي قد سئمت غربة روحي
و مللت التّغريب والتّشريقا
غربتي غربتي على النّأي والقرب
أراني إلى دجاها مسوقا
حدت عنها غربا وشرقا وطوّفت
فما اجتزت سهمها المرشقا
***
فارس المجد لم تزغرد
عذارى المجد إلاّ انتخى وكان والسّبوقا
وله الطّرفة المليحة تغني
عن نقاش وتسكت المنطيقا
وبيان تخاله الوشي والأطيا
ب شتّى واللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ
و فيه متارف الموسيقا
وضمير يكاد يسرف في الحسّ
فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم
فتستاف عنبرا مسحوقا
يا لنسر تقحّم الشمس حتّى
ملّ عزّ الشموس والنحليقا
حقّ عبئين من سنين ومجد
أن يكفّا من شأوه ويعوقا
يهرم النسر فالطريق عثار
ذكريات الصبا زحمن الطريقا
عبّ منها النسر الحبيس فردّته
لدنيا الشموس حرّا طليقا
غمرت قلبه حنينا وأشواقا
و يمناه لؤلؤا وعقيقا
عالم الذكريات نمنمه الخالق
حتّى يدلّل المخلوقا
هو من أريحيّة الله ماشئنا
رحيقا صفوا ومسكا فتيتا
***
حال بيني وبين لقياك دهر
سامني عبئه فكنت المطيقا
أنزلتني على فروق رزاياه
فحيّا عطر السماء فروقا
ضاق لبنان بي وكان رحيبا
و تنزّى حقدا وكان رفيقا
ما للبنان رحت أسقيه حبّي
و سقاني مرارة وعقوقا
أنا أغليته بلؤلؤ أشعاري
و طوّقت جيده تطويقا
وزرعت النّجوم في ليل لبنان
فرفّ الدّجى نديّا وريقا
دلهتني سمراء لبنان أطيابا
و قدّا مهفهفا ممشوقا
وجمالا غالى بزينته الله
و ثنّى وثلّث التدقيقا
وعفافا ذاد الشفاه وخلىّ
للعيون السّلاف والتّحديقا
جنّ قلب الدّجى بأهدابها الوطف
فأغنى جفنا وكحلّ موقا
***
قد أرادوا لبنان سفحا ذليلا
و أردناه شامخا مرموقا
وحمدت الجلىّ بلبنان لمّا
كشفت لي اليقين والتلفيقا
إن عتبنا على الكنانة إدلالا
فقد يعتب الصّديق الصّديقا
وهبتنا فرعونها ووهبناها
على العسر يوسف الصدّيقا
كيف يشري العبيد كافور
بالمال وكافور كان عبدا رقيقا
أرز لبنان لن يكون لكافور
متاعا وللأرقّاء سوقا
***
يا قبور في الشام ربّ قبور
أنزلتها النوى مكانا سحيقا
موحشات: إلاّ عزيفا من الج
نّ يرجّ الدّجى وإلاّ نعيقا
هائمات كالنور طارت صبابا
تي إليها فما استطعن اللحوقا
غرّبتنا العلى قبورا وأحياء
و عاثت بشملنا تفريقا
واغتراب القبور من حيل الم
وت ليخفى كنوزه والعلوقا
تسمع الرّيح حين تصغي حنينا
من فؤادي على الثرى وشهيقا
ما لقومي غال الحمام فريقا
منهم والعقوق غال فريقا
ظلم الكنز أهله فتمنّى
أن يكون المبدّد المسروقا
فارقوني معطّرين من الفتح
و خلّوا لي الأسى والشهيقا
أظمأتني وجوههم حين غابت
فأردت الذكرى سلافا وريقا
عهدها بالخلوق عهد قديم
ألفت غرّة المجلّى الخلوقا
***
يا لدات الفتوح، نسقي منايانا
و يسقينا الهوى ترنيقا
بيننا صحبة الاّباء وعزّ
أمويّ يطاول العيّوقا
وكفاح كعصف ضجّ في الدّنيا
رعودا هدّارة وبروقا
والمروءات كالغرائر في الرّيف
ملاح لا تعرف التزويقا
وعقود من السنين نظمناها
سجونا وكبرياء وضيقا
نحن كنّا الزلزال نعصف بالشرق
نرجّ الشعوب حتّى تفيقا
فابتدعنا من ألرؤى واقع الحقّ
و من غمرة الظلام البريقا
نقحم الغامض الأشمّ من المجد
و نأبى الممهّد المطروقا
نحن عطر السجون عطر المنايا
نحمل الجرح مطمئنا عميقا
نحن كالشمس جرحها وهّج الدّنيا
غروبا منوّرا وشروقا
نحن والشام والفتوحات والأحزان
دنيا تزيّنت لتروقا
ما درى الشرق قبلنا سكرة الحقّ
و لا خمرها ولا الراووقا
نحن عشق للغوطتين براه الله
حتّى يؤلّه المعشوقا
نحن في الكأس نغمة، نحن في الن
غمة صهباء: صفّقت تصفيقا
خمرة النّور خمرة الثأر والإيمان
طابت بردا وطابت حريقا
يعرف الحقّ قيمة الجوهر
الفرد ويغلى جديده والعتيقا
يعذر الحرّ حين لا يخطئ العزم
و إن كان اخطأ التوفيقا
يا رئيسي من أربعين زحمناها
إباء مرّا وبأسا حنيقا
أنت نشّأتني على الصبر والعزّ
كما تلاهف الحسام الذليقا
مننتدى الشام والوزارة ضماّنا عريقا
يفي هواه عريقا
وهموم كأنّهن الأمانيّ جم
الا ونشوة وسموقا
مترفات ترعرعت في فؤادينا
و طابت شمائلا وعروقا
يرد الخطب منك قلبا سريّا
و بيانا عفّا ووجها طليقا
من يعلّ النديّ بعدك بالشه
د المصفّى ومن يسدّ الفتوقا
هدرت بالنديّ خطبتك الشمّاء
و الريق لا يبلّ الحلوقا
أنكرتك الحياة بالشيب والسق
م فهيّء للفارك التطليقا
حمل الموت من لداتك شوقا
يستحثّ الخطى وعتبا رقيقا
وكتابا من الهوى نمّوقه
فأجادوا البيان والتنميقا
وطيوفا تبرّجت لكرى جفنيك
حتّى يرضى وحتّى تليقا
***
غيّب القبر منك شمّاء مجد
وعرة تزحم النجوم سحوقا
يتلقّاك هاشم في ربى عدن
و يستقبل المشوق المشوقا
حيّ عنّي سعدا وقبّل محيّا
كالضحى باهر السنى مرموقا
وأبا أسعد سقته دموعي
و سليمان والنّديم الصّدوقا
واسق قدري وعادلا وجميلا
من حنيني طيب الهوى والرّحيقا
واشك حزني لمظهر ونجيب
راع دهر أخاكما فأفيقا
لي حقوق على القبور الغوالي
و يوفّى قبر الكريم الحقوقا
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الثلاثاء 2007/02/13 06:41:24 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com