عَهدي بِكُم جِيرَةَ البَطحاءِ مَوصول | |
|
| يا ناسِيَ العَهدِ إِنَّ العَهدَ مَسؤولُ |
|
أَشِيمُ بَرقاً سَرى مِن نَحو رَبعِكُم | |
|
| وَفَضلُ ذَيلي بَوبل الدَمع مَبلولُ |
|
فَيُلهِب الشَوقُ أَحشاءً مُرَوَّعة | |
|
| مِنّي وَلِلشَوق تَرويع وَتَهويلُ |
|
يا لَيتَ شِعريَ وَالأَيّامُ شِيمَتُها | |
|
| تَمَنّع وَضمير الغَيب مَجهولُ |
|
هَل مِن وَفاءٍ بِوَعدٍ مِن أَحبَّتنا | |
|
| وَالوَعدُ عِندَ حسان الدَلّ مَمطولُ |
|
وَهَل تَرَى مُقلَتي داراً عَهِدتُ بِها | |
|
| بِيضاً يلاحظها سُمرٌ بَهاليلُ |
|
سُقِيتُ حُبَّهُم قِدماً عَلى ظَمأٍ | |
|
| فَحُبُّهُم في ضَمير الروح مَجبولُ |
|
يا حَبَّذا في هَواهُم ما غَدَوتُ بِهِ | |
|
| كَأَنَّني طافِحٌ بِالراح مَعلولُ |
|
لا أَجتَلي أَحَداً إِلّا تَمثَّل لِي | |
|
| في وَجهِهِ مِن أَحِبَّتي تَماثيلُ |
|
وَذاكَ أَن قَد سَرى في الكَون سِرُّهُم | |
|
| وَلَيسَ أَنّ الهَوى زورٌ وَتَخييلُ |
|
فَوالَّذي سَجَدت في شَطر كَعبَتِهِ | |
|
| أَهلُ الخُشوع لَهُم ذِكرٌ وَتَهليلُ |
|
لَقَد سَرى سَرَيان الروح في جَسَدي | |
|
| غَرامُهُم فَأَنا مِن ذاك مَتبُولُ |
|
يا لائِمي إِنَّ فَرطَ الحُبّ مَعذِرَتي | |
|
| وَفِي الصَبابَةِ لِي عِرقٌ وَتَأصيلُ |
|
فَكَيفَ أُصغِي إِلى اللّاحين إِن عَذَلوا | |
|
| فَعاذِلي المُبتَلى بِالحُبّ مَعذولُ |
|
نَعَم فَلي كَبِدٌ تَهتاج لَوعَتُها | |
|
| إِذا دَنا مِن رَبيع النُور تَحليلُ |
|
شَهرٌ تَشرَّف بِالإِسلام حُقَّ لَهُ | |
|
| بَينَ المَواسم تَعظيمٌ وَتَبجيلُ |
|
شَهرٌ تَعاظَم مَجداً أَن يَماثِله | |
|
| عِيدٌ وَلا زَمَنٌ بِالفَضل مَشمُولُ |
|
شَهرٌ غَدا غُرَّةً في كُلِّ مَكرُمَة | |
|
| وَأَينَ مِن غُرَّةٍ في الفَخر تَحجِيلُ |
|
فِيهِ تَكَوَّنَ كَونُ الفَضل وَاِنفَتَحَت | |
|
| أَبوابُهُ وَأَتانا العزّ وَالسُولُ |
|
فِيهِ تَفجَّر كُلُّ الخَير مُنبَجِساً | |
|
| عَلى الخَلائق طَرّاً فَهوَ مَبذُولُ |
|
فِيهِ البَشائِرُ قَد لاحَت أَشِعَّتُها | |
|
| فِيهِ تعيَّنَ للخَيرات تَسهيلُ |
|
وَزُخرِفَت لِعباد اللَه جَنَّتُهُ | |
|
| وَاِستَبشَرَ المَلأُ الأَعلى وَجبريلُ |
|
في لَيلة المَولد الأَسمى وَسُحرته | |
|
| يا أُمَّةً سعِدت بِالمُصطَفى قُولوا |
|
قُولوا وَتيهُوا عَلى الأَكوان وَاِفتَخِرُوا | |
|
| فَقَولُكُم لِمَكانِ الصِدق مَقبولُ |
|
أَهلاً بِمَولد خَير المُرسَلين وَمَن | |
|
| لَهُ عَلى الكُلّ تَسييدٌ وَتَمويلُ |
|
بِمَولد الصَفوة الأَعلى الرَسول إِلى | |
|
| كُلّ الوُجود وَما لِلحَقِّ تَبديلُ |
|
سِرُّ العَوالم وَالأَرواح عُنصرُها | |
|
| مِن ذكرهُ في قَديم الذكر مَنقُولُ |
|
أَلواحُ مُوسى بن عمرانٍ مُبَشِّرَةٌ | |
|
| بِبَعثِهِ وَبِقُرب البَعث إِنجيلُ |
|
يا مَن بَدا روحه للخَلق مُبتَدئِاً | |
|
| وَجسمه لِمَناط الوَحي تَكميلُ |
|
يا دَوحَةَ الحَقّ يا مَجلى المَحامد يا | |
|
| مَن نُطقُه كُلُّه وَحيٌ وَتَنزيلُ |
|
لَكَ اللِواءُ لِواءُ الحَمد يَشمَلُنا | |
|
| مِن ظِلِّهِ عِندَ هَولِ العَرشِ تَظليلُ |
|
لَك الشَفاعةُ وَالحَوضُ المُعَدُّ لَنا | |
|
| لَكَ الجِنانُ جِنانُ الخُلد تَنفيلُ |
|
لَكَ المَقامُ الَّذي قَد عَزَّ مَدرَكُه | |
|
| بِرُؤيَةٍ ما لَها في الصدق تَأويلُ |
|
إِن لَم يُطِق حَملَها مُوسى الكَليمُ فَقَد | |
|
| عايَنتَ رَبَّك وَالتَقديسُ مَسدولُ |
|
لَك الوَسِيلَةُ وَالجاهُ العَظيم إِذا | |
|
| ما أَنتَ فَوقَ نِطاق العَرشِ مَحمولُ |
|
يا مَن يُخَلِّصُ مَن أَضحى لِمدحَتِهِ | |
|
| عَلى جَنابٍ كَريمٍ مِنهُ تَطفيلُ |
|
هَذِي مَدائِحُ راجٍ أَن يَكون لَهُ | |
|
| مِنَ الرَسُولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ |
|
صَلّى عَلَيكَ مُفِيضُ الجُودِ مِنكَ عَلى | |
|
| كُلّ الخَلائق وَالتَعميمُ تَسجيلُ |
|
وَالآلِ وَالصَحبِ ما زُمَّت عَلى مَرَحٍ | |
|
| إِلى زِيارَتِكَ العِيسُ المَراسيلُ |
|
يا حاشِرَ الخَلق يا ماحِي الظَلام وَيا | |
|
| مَن مَدحُهُ لِرِضى الرَحمَن تَوسيلُ |
|
يا واضِعَ الإِصر عَنّا في شَريعَتِهِ | |
|
| فَضلاً وَمَن قَبلَنا بِالإِصر مَغلولُ |
|
تَرَكتَنا وَسَبيلُ الحَقّ واضِحَةٌ | |
|
| أَعلامُها وَمُحَيّا الدِين مَغسولُ |
|
بآل بَيتِك وَالذِكر الحَكيم لَنا | |
|
| كُلُّ اِعتِصامٍ إِذا ما اِغتالَتِ الغُولُ |
|
هَذا حَفيدُك سُلطانُ المُلوك أَبو | |
|
| زَيد إِمامٌ بِنَصر الدين مَشغُولُ |
|
سِبط الخَلائِف باني العزّ في شَرَفٍ | |
|
| عالٍ عَلى مَجدِهِ لِلنّاسِ تَعويلُ |
|
قَرمٌ تَدارَكَت العَليا سَعادَته | |
|
| لَمّا غَدا وَإِلَيهِ الأَمرُ مَوكولُ |
|
ما زالَ مُجتَهِداً في اللَه مُنتَصِراً | |
|
| بِاللَه وَالسَيف في يُمناه مَسلولُ |
|
حَتّى اِستَنارَت نُجومٌ لِلهُدى فَلَها | |
|
| وَالحَمدُ لَلّه تَقويمٌ وَتَعديلُ |
|
فَهوَ المُؤَمَّلُ لِلسمحا يُجَدِّدُها | |
|
| مِن بَعد ما عَزَّ لِلتَجديد تَأهِيلُ |
|
وَهوَ الَّذي سُنَّةُ المُختار قَد حُبِيَت | |
|
| بِهِ وَقد سامَها وَهنٌ وَتَعطيلُ |
|
وَهوَ المُؤَيَّد بِالإِسعاد هِمَّتُهُ | |
|
| لبنية العزِّ تَشيِيدٌ وَتَطويلً |
|
فَفَضلُهُ رَوضَةٌ غَنّاءُ دانِيَةٌ | |
|
| قُطُوفُها وَجَنى كَفَّيه مَعسولُ |
|
وَبَأسُهُ في دِيار الكُفر صاعِقَةٌ | |
|
| فِيها لِحِزبِ ذَوي الأَهواء تَنكيلُ |
|
يا خِزيَ مَن حادَ عَن منهاج طاعَتِهِ | |
|
| وَيلُمِّه إِنَّهُ وَاللَه مَثكولُ |
|
إِن سارَ يَوماً إِلى الهَيجاء تَتبَعُهُ | |
|
| أَجنادُ جُردٍ أَبابِيلٌ أَبابيلُ |
|
مِن كُلِّ أَروَعَ في إِقدامه بَطَرٌ | |
|
| وَسَيفُهُ مِن قِراعِ الهام مَفلُولُ |
|
يَجرُّها كَعَديدِ الطِيس عابِسَةً | |
|
| وَما لَهُ غَيرُ وَجهِ اللَهِ مَأمُولُ |
|
يُعنى بِها النَصر لا يَنفَكُّ يَلزَمُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ عِلَّةٌ وَالنَصرُ مَعلولُ |
|
وَعَزمُهُ نافِذٌ لا شَيءَ يَحجُبُهُ | |
|
| فَكُلُّ ما يَبتَغي في الحين مَفعولُ |
|
وَتِلكَ سُنَّةُ رَبّي في عَزائِمِهِ | |
|
| وَما لِسُنَّة رَبّ الناس تَحويلُ |
|
وَلِلسَعادة أَسبابٌ مُقَدَّرة | |
|
| في سابق العلم لا كَسبٌ وَتَحصيلُ |
|
مِن أُسرَةٍ زيَّنَ الأَقطارَ مُلكُهُم | |
|
| كَأنَّ مُلكهُم تاجٌ وَإِكليلُ |
|
بَنُو عَلِيٍّ أَدامَ اللَهُ عزَّهُم | |
|
| فَهم لِمَغرِبنا عِزٌّ وَتَأصيلُ |
|
يا أَيُّها المَلِك الأَتقى المُحيطُ بِهِ | |
|
| مِن الجَلالة إِجمالٌ وَتَفصيلُ |
|
بَقِيتَ لِلمَولد المَشهور تَشهَدُه | |
|
| وَعِزُّهُ بِجَلالٍ مِنكَ مَكفولُ |
|