عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > المغرب > الكنسوس المراكشي > أرَكباً سَرى إِذ شامَ بَرقاً يَمانيا

المغرب

مشاهدة
942

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أرَكباً سَرى إِذ شامَ بَرقاً يَمانيا

أرَكباً سَرى إِذ شامَ بَرقاً يَمانيا
لِيَهنِكُم أَنّا بَلَغنا الأَمانيا
تَأَلَّق في ظَلمائِهِ فَكَأنَّهُ
مَباسِمُ تَحكِي في سَناها اللّآلِيا
زَجَرنا بِهِ الآمالَ فَاِبتَسَمَت لَنا
وَضاءَت كَما أَضحى يُضِيءُ الدَياجِيا
وَروَّع أَحشاءً تَحِنُّ لِمَعهَدٍ
تَقَضَّت بِهِ عَهدَ الشَباب تَقاضيا
وَما زالَ هَذا البينُ يُوقِدُ لَوعَةً
أَبَت في فُؤاد الصَبِّ إِلّا تَماديا
فُؤادٌ دَعاه الحُبُّ مِن بَعد كَبوَةٍ
وَما لِلهَوى بَعدَ المَشيبِ وَما ليا
وَلَكنَّ أَدواءَ الهَوى إِن تَمكَّنَت
لَواعِجُها لَم تُلف مِنهنّ شافيا
أَلا حَيِّ مَغنىً لِلحَبيب وَإِن نَأى
وَماذا عَلى صَبِّ يُحيِّي المَغانيا
وَنَحنُ وَقَد حَقَّ الكتابُ مَعاشِرٌ
رَضينا الهَوى فليَقض ما كانَ قاضيا
رَعى اللَهُ أَهل الحُبِّ مِن كُلّ حادثٍ
وَلا راعَهُم عَذلٌ لِمَن كانَ لاحِيا
نَرُدُّ عَلى الأَعقاب صَوبَ مَدامع
حَذار رَقيبٍ لَيسَ يَبرحُ وَاشيا
وَلولا عُيونُ الكاشِحينَ لَأَخلَفَت
مَدامِعُ نُجرِيها الغَمامَ الغَوادِيا
وَهَيهاتَ إِطفاءُ الهَوى بِجَوانِحٍ
تَذوب إِذا ما الرَكبُ أَصبَحَ غاديا
يَهيج الصَبا أَن هَبَّ مِن أَرض حاجِرٍ
كَوامِنَ أَشواقٍ تُزِيلُ الرَواسيا
عَذير غَريرٍ في الهَوى لَعبت بِهِ
صَباباتُ ذِكراه الرُبوع القَواصِيا
إِذا غَرَّدَت في الأَيكِ وَهناً حَمامَةٌ
تَذكَّرَ نَجداً وَالنَقا وَالمَغانيا
وَبَيتاً عَتيقاً في أَباطِحِ مَكَّةٍ
رَفيعاً مِن الدِيباجِ ما زالَ حاليا
إِذا ما دَنا مِنها الرِّكابُ تَجَرَّدوا
وَطافوا بِها شُعثاً ظِماءً بَواكيا
وَأَيقَن كُلٌّ أَنَّهُ بِبُلوغه
لِذاك الحِمى نالَ المُنى وَالأَمانيا
وَأَضحى أَميناً مِن عَذاب إِلاهِهِ
وَمِن بَعد سُخط يَستَبيح المَراضيا
هَنيئاً لِقَومٍ ناظِرينَ جَمالَها
عُكوفاً عَلَيها يَحمَدون المَساعيا
قَضوا تَفَثاً بَعدَ الإِفاضة وَاِنثَنوا
لِطَيبَةَ يُزجون القِلاصَ النَواجيا
وَراحُوا عَلى إِثر الوَداع وَحَصَّبوا
عَلى مَرَحٍ يَطوون تِلكَ الفيافيا
وَما فَصَلُوا حَتّى تَراءَت بَعيدَةً
مِن الغَور أَنوارٌ تُنيرُ المَحانيا
وَهَبَّت رِياحٌ عاطِراتٌ بِليلة
كَما فاحَ رَوضٌ بِالأَزاهِر حاليا
فَجدَّت عَلى الأَينِ الرِكابُ وَهَيمَنَت
رَكائِبُهُم كَيما تَنال التَدانيا
وَلَمّا دَنَت أَرض الحَبيب تَرجَّلُوا
وَأَظهَرَتِ الأَشواقُ ما كانَ خافيا
وَعَفَّرَ كُلٌّ في التُراب وُجوهَهُم
تُراب بِهِ خَيرُ الوَرى كانَ ماشيا
وَخَرَّت مُلوكُ الأَرض فيهِ جَلالَةً
لِمَن كانَ فيهِ يَسحَبون النَواصيا
أَلا يا بقاعاً في البَقيعِ وَوادِياً
بِهِ خِيرَةُ الرَحمَنِ حُيِّيتَ واديا
فَوَاللَهِ لا أَنسى زَمانا قَطَعتُهُ
بِمَغناكَ حَيثُ السَعد كانَ مواتيا
وَيا وافِداً قَد أَنزَلَته عِنايَةٌ
هُناكَ فَأَضحى بِالكَرامَة راضيا
لَكَ اللَهُ ما أَهنا وَأَكرَم مَوطِناً
ثَوَيتَ بِهِ حَيّاك رَبّي ثاويا
فَعَنّي لِخَير الرُسل أَدِّ رِسالَةً
وَإِيّاك تَنسى أَو تُرى مُتَناسيا
فَقُل بَعدَ إِهداءِ السَلام تَحِيَّة
تَعُمُّ ضَجِيعَيه الكرام المَواليا
إِلَيك رَسول اللَه مِن أَرضِ مَغرب
عَنِ المُذنب الجاني أَتيتُك شاكيا
عَن ابنِ هِشامٍ الأَسير لِنَفسه
وَأَهوائِهِ يَبغي لَديكَ التَفاديا
عَن ابنِ هِشامٍ الَّذي قَد تَقاعَدَت
بِهِ عَنكَ أَشغالٌ أَصارَته عانيا
عَنِ ابنِ هِشام الَّذي لَيسَ يَرتَجي
سِواك فَحَقِّق فيكَ ما كانَ راجيا
يُحاوِلُ إِصلاحاً لِأُمَّتِكَ الَّتي
رَجَوناك تَنفي عَن حِماها الأَعاديا
رَجَوناكَ تَكفِينا المَخاوف كُلَّها
فَما زِلتَ في كُلّ المَخاوف كافيا
رَجَونا لَدَيك النَصرَ في كُلِّ حالَةٍ
عَلى مَن غَدا بِالغَيِّ في الناس باغيا
رَجَوناك تَرعانا مِنَ الفِتَن الَّتي
غَدا أَهلُها فيها الأُسود الضَوارِيا
فَلَيسَ لِهَذا السَرح غَيرُك كالِئاً
فَكُن يا رَسول اللَه لِلسَرح كاليا
وَلَيسَ لَنا إِلّا بِمِلَّةِ أَحمَدٍ
دُعاءٌ إِذا ما الغَيرُ أَصبَحَ داعيا
وَحاشاكَ مَن يُنمى إِلَيك تَملُّه
وَتُسلِمُه إِن أَصبَحَ الهَولُ داجيا
وَحاشى نَدى كفَّيك وَهوَ مُفَجَّر
عَلى سائر الأَكوان يَترُك صاديا
أَلا يا رَسولَ اللَهِ إِنّي خائفٌ
وَأَنتَ مُجيرُ الخائِفين الدَواهيا
وَلي رَحِمٌ مَوصُولة بِكَ أَبتَغي
لَها صِلَةً تُولي لَدَيك التَراضيا
وَمثلُكَ لِلأَرحام يَرعى ذِمامَها
وَلا شَكَّ تَرعى لِي كَذاكَ ذماميا
فَرُحماك لِلرُحم القَريب وَعَطفةً
فَأَولى بِعَطفٍ مِنكَ مَن كانَ دانيا
وَعَوناً لَنا مِن صَولَةِ الدَهر أَنَّنا
بِغَيرِك لا نَرجُو مِن الدَهر واقِيا
فَقَد أَحكَمت فينا المَقاديرُ حُكمَها
سِياسَة أَقوام تُحاكي الأَفاعيا
وَقَد أَلزَمَتنا أَن نُعاشِرَ مَعشَراً
يُسِرُّون شَيئاً غَيرَ ما كانَ باديا
عَلى قِلَّةِ الإِنصاف وَالخَير فيهم
وَكَثرة أَقوالٍ تُطيل التَناجيا
سَوابِقُ للأَطماع يَنتَهبونها
كَواسِلُ عِندَ الرَوع تَخشى التَلاقيا
عَزائِمُهُم في نَيلِ مِلءِ بُطونِهم
فَندعُوهم رَبّي بِطاناً بَواطيا
وَلا عَونَ إِلّا مِن عِنايتك الَّتي
بِها نَتَّقي هذي الذِيابَ العَواديا
وَلا مَلجأ إِلّا إِلى عزِّك الَّذي
نَلوذُ بِهِ حِصناً مِن الضَيم عاليا
بِجاهِك يا قُطبَ العَوالم كُلِّها
وَيا مَنبعَ الإمداد نَرجو الأَمانيا
فَوَجِّه مِن النَصر إِلهي عاجِلاً
لَنا مَدداً ما دامَ عزُّك باقيا
وَصلّى عَلَيكَ اللَهُ في كُلّ لَمحةٍ
بِكُلّ صَلاةٍ لا تَروم التَناهيا
الكنسوس المراكشي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/05/17 12:47:59 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com