الحَمدُ للَّهِ مولي الخَيرِ والنِّعمِ | |
|
| ومُذهبِ الشّرِّ والضرّاء والنِّقمِ |
|
سُبحانَه مِن إِلَهٍ لا شريكَ له | |
|
| أجرى الأمورَ بما في العِلم بالحِكَمِ |
|
كما حادثٍ قد رآه الناسُ يهلكهُم | |
|
| وَآلَ مِن لُطفِهِ فيهِم إِلى العدَمِ |
|
اُنظُر طرابلُسَ الشّام الّتي حُصِرت | |
|
| فَعَمَّها اللُّطفُ عندَ الحادِث العَممِ |
|
أَتى إِلَيها الوزيرُ العَظمُ يهلكُها | |
|
| في عَسكَرٍ ماجَ مثلَ البحرِ في العظَمِ |
|
فَحَطَّ ما حَولَها يَبغي مُحاصَرةً | |
|
| إِنْ لَم يمكِّن بمشتقٍّ منَ الظُّلَمِ |
|
هَلّا دَرى أَنّ ليثَ الغابِ يَمنعُه | |
|
| مَنعَ الغَيورِ لِمَن يجني عَنِ الحُرَمِ |
|
الضّيغَمُ البطَلِ الجَزّارِ مَلجؤُها | |
|
| رَبُّ المُروءَةِ والأَخلاقِ والشيَمِ |
|
وَمَن لَهُ البيضُ في نَحرِ العِدا قَلمٌ | |
|
| تَخطّ مِن غَير حِبرٍ أَسطُراً بدمِ |
|
أَغاثَها بِجُيوشٍ لا مِثالَ لَها | |
|
| وَفي سَفائِنَ كَالعالي مِنَ الأطُمِ |
|
وَصَدَّهُ عَن مُناهُ في مُصادَمةٍ | |
|
| لَيثُ الشّرى مُصطَفى العَلياءِ وَالكَرمِ |
|
الفارِسُ الفَحلُ مَن لو سَلّ باترَهُ | |
|
| خَلّى لُيوثَ الوغى لَحماً على وضَمِ |
|
بازي الحروبِ لَهُ الأَسيافُ أَجنِحَةٌ | |
|
| إِن مَدَّها خِلتَ أسْدَ الحربِ كالرَّخَمِ |
|
مَن بِالرّصاصِ كَوى الأعدا ونقَّطَهم | |
|
| فَلَم يَدَعْ حَرفَ جِسمٍ غير منعجمِ |
|
مَنِ اِستَمدَّ مِنَ الجَزّارِ مُنتَصِراً | |
|
| فَمَدّهُ مدّ ذي القُربى وذي الرّحِمِ |
|
وَمُذ أَتَته مِنَ الجَزّارِ خِلعتهُ | |
|
| فَرَّ العدوُّ بِداجي اللّيلِ والظّلَمِ |
|
إِنّي أُهنّيهِ إِذ عَنهُ نَأت نِقَمٌ | |
|
| بِما أُنيلَ مِنَ الآلاءِ والنعَمِ |
|
وَإِنّني أَرتَجي تَوفيقَهُ أَبَداً | |
|
| في حُسنِ سابِقَةٍ مَع حُسن مختتمِ |
|