دِمشقُ لكِ البُشْرى بِعَودِ المَحاسني | |
|
| فَطيبي بِأنْسٍ ماؤُهُ غيرُ آسِنِ |
|
وَطيري مِنَ الأَفراحِ وَالصّفوِ وَالهنا | |
|
| بِأَجنِحَةِ السرّا بِدونِ تَهاوُنِ |
|
وَتيهي عَلى الدّنيا بِشَمسِ أَكارِمٍ | |
|
| إِلَيكِ لَقَد رُدَّت بِأَعلى الأَماكِنِ |
|
وَعاد بِها فيك السّعودُ عَلى الصّفا | |
|
| وَأَنورتِ أَرجاءً عَلى كلِّ ساكِنِ |
|
وَهاتيكِ شَمسُ الفضلِ وَالمَجدِ والعُلى | |
|
| تَميلُ عَلى المَعروفِ نَحوَ المَيامِنِ |
|
وَما هيَ إِلّا أَسعدُ الجدِّ وَالذّرى | |
|
| وجوهرُ عِقد الفضلِ بين المعادِنِ |
|
وَمَن كانَ شِبلَ المَجدِ وَاِبنَ مَحاسنٍ | |
|
| لَدى كَونِهِ حَملاً ونَجل الأحاسِنِ |
|
وَقَد عادَ بِالفَتوى فَيا فَخرَ جِلَّقٍ | |
|
| وَكانَ لَها أَهلاً وليس براشِنِ |
|
وَيَومَئِذٍ قالَت دِمشقُ تَفاخراً | |
|
| أَنا الرّوضَةُ الغنّاءُ طوبى لِساكِني |
|
وَفي أَسعَدٍ إِذ عادَ عادَ تَشَرُّفي | |
|
| وَلي الشّرفُ الأَعلى بِبَيتِ المَحاسِنِ |
|
وَهَل كانَ في البلدانِ بَدرٌ كَأَسعَدٍ | |
|
| وَلَم تَحوِ مِن بَدرٍ كَبدريَ بائِنِ |
|
هُمامٌ وَحيدٌ وَهوَ في الفضلِ مُفردٌ | |
|
| وَما إِن لَهُ مِثلٌ وَلَيسَ بِكائِنِ |
|
فَقيهٌ نَبيهٌ صادِقُ الفِكرِ حاذقٌ | |
|
| رَفيعٌ لَهُ بِالطبعِ حسنُ التطامُنِ |
|
مَهيبٌ لَهُ هابَت لُيوثٌ أَفاضِلُ | |
|
| وَكَم عِندَهُ ذَلّت ذَوات البراثِنِ |
|
كَريمٌ أَخو بَذلٍ كَثيرُ دَواخنٍ | |
|
| وَما كُلُّ ذي بَذلٍ كَثيرِ الدواخِنِ |
|
لَهُ ظاهِرٌ قَد عَمَّه الحسنُ كلُّهُ | |
|
| وَظاهِرُهُ لا شكّ عُنوانُ باطِنِ |
|
وَقَد رَكِبَ المَعروفَ في طَلَبِ العُلى | |
|
| وَنالَ إِلَيها السّبقَ يَومَ التراهُنِ |
|
وَما كانَ نَيلُ السّبقِ يَوماً لِغَيرِهِ | |
|
| وَلَيسَ يَنالُ السّبقَ كلُّ مُراهِنِ |
|
وَقَد ظَلّتِ العلياءُ تَخدُمُ بَيتَهُ | |
|
| وَما خَدمَت إِلّا لِخَيرِ المَساكِنِ |
|
تَحلَّى بِحُسنِ الصّفحِ وَالحِلمِ وَالنّدى | |
|
| وَقَد رَكِبَ المَعروفَ أَكرَمُ صافِنِ |
|
إِمامٌ بِفَتواهُ تَتيهُ دِمَشقُهُ | |
|
| تَجرُّ ذُيولَ الفَخرِ بَينَ المَدائِنِ |
|
وَلَم تحسُنِ الفَتوى وَلَيسَ حَميدةً | |
|
| إِذا لَم تَكُن يَوماً بِبَيتِ المَحاسِني |
|
أُهَنّئه بالعَودِ والعَودُ أَحمَدٌ | |
|
| على صِدق ودٍّ لَستُ فيهِ بِمائِنِ |
|
وَعَوَّذتُهُ بِاللَّهِ مِن كلِّ حاسِدٍ | |
|
| وَمِن كلِّ شَيطانٍ وَعَين لِعائنِ |
|
فَلا زالَ مَلحوظاً بِعَينِ عِنايَةٍ | |
|
| وَلا زالَ مَحفوظاً لِيَومِ التغابنِ |
|