إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وأحبها حب الشموس إلى الصباح |
تذرو ضياء حنينها عند الرجوع |
عطراً يضوع |
على الأعالي والبقاع |
وأحبها دون انقطاع |
حب الطيور إلى الصداح |
إلى المراح .. إلى مغازلة الرياح |
وأحبها .. آهٍ وآح |
هي نخلةٌ في كل حين |
منها التمور تقطرت ملء القداح |
منها تباريح المنى ألقت عصاها في دمي |
منها نمت في القلب أشواق تأبت أن تلين |
هي زورقٌ |
يسري على بحر الشموس |
مدارج الصبح البهي معانداً هوج الرياح |
يختال كالحلم الحبيب .. ولا يبين |
تتكسر الأمواج في مجدافه روحاً وراح |
عند اللقاء تقول لي: يا شاعري هاتِ القداح |
وانسَ الجراح |
وتصب في سمع الزمان وفي فمي |
سحراً |
بألفاظٍ سهت عنها معاجمنا الصحاح |
فأهيم فيها .. أنتشي |
متنقلا بين القطوف الدانيات |
متمتعا بالطيبات |
تدنو بها الأشواق طوعا بيننا |
من غير هات |
التوت والرمان والعناب |
تحت مظلة المسك الذي ملأ الجهات |
وإذا بها ترمي الوشاح |
فيفوح ذياك الأقاح |
تزكي الهوى بنسيمها |
ونعيمها المخبوء في أنفاسها |
يشفي الجراح |
فأحبها .. وأذوب في أنغامها |
لحناً تردده بلابل صوتها |
طفلاً تخلص من شقاوته فمدد جسمه |
في حضن أمٍ واستراح |
فارتاد آفاق التمني وانتشى |
في عالم الحلم المباح |
فأحبها |
وتطل في قلبي الشموس ملوحات للصباح |
راح الهوى والجرح باح |
يا ليلها المنساب في موج البحار |
ياصوتها المرتد من قلب الجدار |
اطلق سراح حمائمي وأزح عن الدرب الغبار |
يا جفنها الوسنان أشبه بالمحار |
والمقلتان السحر آية حسنها |
كحلَ الليالي حوله ضوءُ النهار |
والريش فوقهما كصقرٍ سابحٍ مدّ الجناح |
وأحبها حب المقاتل للسلاح |
كانت معي |
والكون دار مموسقاً |
والأغنيات تسربلت برنينها |
والآن تلتئم الجراح |
كيف استطاعت |
أن تغير مهجتي كسحابة هطلت على ظمأ البطاح |
كيف استطاعت أن تعانقني بشوقٍ وانشراح |
كيف استطاعت أن تغوص إلى العميق من الفؤاد |
كيف استطاعت أن تجدد فيه أنفاس الوداد |
كيف استطاعت أن تكون اللون في رسمي |
وفي قلمي البساطة والمداد |
كيف استطاعت أن تصادر بقعتي |
وتكون لي كل الأماكن والبلاد |
الشوق أرقني وأحرقني وفاح |
يا ليتها نبتت بطين القلب |
أو سبحت بأوردتي |
ولاذت بالمتاح |
هبي إذن شوقاً إليها يا صباباتي |
ورشي فوقها غيمي |
وصري كالرياح |
سأحبها وأحبها وأحبها |
وأطرز المرج الخصيب لها وشاح |