إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ياربنا، نثروا الدماءَ على الغصونْ |
أتتِ البلابلُ تنتحبْ |
حصروا التنافسَ في الرغيفْ |
فتقلّبتْ فينا القلوبُ وراقَها طحنُ الغضبْ |
ما همّهم أرقُ السنابلِ، والسماءُ بلا غيومْ |
ونيوبُهم مخفيةٌ بين الردى والياسمينْ |
ما همّهم أن تنزعَ الغربانُ أفئدةَ العنبْ |
أو تُنزفَ الغلاتُ من ضرعِ الحقولْ |
وتساقطتْ زيتونةً زيتونةً، والغصنُ يخشى أن يطولْ |
أو تمنع الأمطارُ من حقِّ النزولْ |
وتساءلَ الخلفُ الغريرُ عن السببْ؟ |
لم شعرُنا لم يستطعْ كشفَ الغلولْ؟ |
أو كلما همّتْ بلادي ترتقُ الجرحَ النفورْ |
تأتي العناكبُ تنسجُ الأكفانَ من صمتِ العربْ |
هيَ فتنةٌ قد جاوزتْ صبرَ الحليمْ |
لكنّها في عُرفنا لم تحتسبْ |
حلقاتُها شُحنتْ من الهمجِ الطغامْ |
تُخفي الخناجرَ، والسمومُ تنوعتْ تحتَ الطلبْ |
وحروفها تحمرُّ من صدعِ المكائدِ للوطنْ |
أدمنتُها حتى توسّدَ حبرُها قلبَ الكتبْ |
***** |
من ذا الذي كرهَ التبسمَ فى صباي |
في كلّ ناحيةٍ أرى ظلاً يسيرُ على خطاي |
وأراهُ يقعدُ خلسةً وسطَ الصراطِ المستقيمْ |
كتفتُ عمري بالتوددِ للذي يشري دماي |
وملأتُ دربي بالعهودِ وما وهنْ |
أوكلما فُتحتْ لنا الأبوابُ ننظرُ للنسورْ |
تأتي خطوبٌ تذهلُ العينانِ منها والشفاهْ |
لا تعجبوا أن تكتسي سكينُهم دوماً دمي |
من يستجرْ بالليلِ يعثرْ في خطاهْ |
**** |
وعلى يدي حطتْ غصونُ التينِ تبكي صمتَنا |
ومسكتُ رغبةَ قلبيَ المكلومِ من أنّاتِها |
فعسى أُبلّغُ بنتَنا بابَ الحرائرِ والمنى |
أوكلما حاولتُ رسمَ طريقِ فجري بالعبيرِ وبالندى |
سيقَ الحمامُ لكلّ باغٍ مُنتقَي |
واختلَّ صبري والأناةُ لما أرى |
هي غربةٌ تهدي إلى جبّ النّوى |
فليتركوا قراصةَ الوادي تمدُّ جذورَها |
فالحقلُ أولى بالنسيمِ وبالفدا |
***** |
أوكلما بسطتْ بلادي كفّها |
تغري العواصمُ ذئبةَ القومِ الهجينْ |
تلدُ الجراءَ وتشتكي وطناً يطالبُ أن يكونْ |
والصدرُ طافٍ باللهبْ |
هي دهشةٌ حطتْ على طيرِ النواصي والعيونْ |
فتذللتْ لغةُ السؤالِ من التعبْ |
***** |
لو أستطيعُ إحالةَ الدمعِ المراقِ على القبورْ |
لملأتُ أوديةَ السهولْ |
وطفتْ سفائنُ طيرِنا فوقَ الشجونْ |
وتهللتْ كلُّ السنابلِ تحتفي بجراحِنا |
فدعوا بلادي في هدوءٍ تعتشبْ |
ودعوا النهارَ يمدُّ شمساً للمروجْ |
فترابُنا عرفَ الحدودَ ومن نهبْ |
***** |