أَميرَ الشِعرِ لا نورٌ وَحقُّ | |
|
| وَلكِن سوءُ مُنقَلَبٍ وَخَرقُ |
|
إِذا أَيَّدتَهم أَيَّدتَ حَقّاً | |
|
| أَبي تَأييدَهُ شَرفٌ وَخُلقُ |
|
أَميرَ الشِعرِ وَالثَوراتُ تَرقى | |
|
| عَلى نُظُمٍ يُمَهِّدُها الحقُ |
|
وَلا تَرقى عَلى مُهَجِ الأَيامى | |
|
| فَإِنَّ دَمَ الأَيامى لا يحقُّ |
|
أَباحوا في القِتالِ دَمَ النَصارى | |
|
| وَفي أَجفانِهِم لِلبغضِ وَدقُ |
|
وَما رَفَقوا بِأَيتامٍ صغارٍ | |
|
| فَجازوهُم بِما لَم يَستَحقوا |
|
وَقالوا نَهضَة الأَوطانِ تَقضي | |
|
| وَعاثوا في بِلادِهِم وَشَقّوا |
|
وَقِدرُ الدينِ في الجَهّالِ تَغلي | |
|
| وَلم يُسمَع لِطَبل الدينِ طَرقُ |
|
أَتَحتَرِمُ الحُقوقَ وَفي فَضاها | |
|
| من الأَحقادِ زَوبَعَةٌ وَبَرقُ |
|
وَفي راياتِها لَهفُ اليَتامى | |
|
| لَهُ في كُلِّ ثانِيَتَين خَفقُ |
|
أَلإستِقلالُ يَنمو بِالتَآخي | |
|
| وَيَضمر بِالشقاقِ وَيستدقُّ |
|
وَبِالحُبِّ الصَحيحِ يشيدُ صَرحاً | |
|
| أَساسُ خُلودِهِ شَرفٌ وَصِدقُ |
|
أَلَسنا في الهمومِ أولي اِتِّفاقٍ | |
|
| فَلِم لا يَنتحِيا اليَومَ وفقُ |
|
وَلم يَسعى إِلى التَفريقِ قومٌ | |
|
| يوحّدُ بَينَهُم وَطَنٌ وَنُطقُ |
|
أَعادوا سوءَةَ الماضي بِنزقٍ | |
|
| وَلم يَنبِض لَهُم في الحُبِّ عِرقُ |
|
كَأَنَّهُم أَرادوا نَفيَ رقٍّ | |
|
| بِجَهلٍ فيهِ لِلأَوطانِ رِقُ |
|
كِلانا شاعِرٌ بِالظُلمِ يَرثي | |
|
| بِلاداً بِالمَظالِمِ تسترقُ |
|
وَنَحنُ نؤيِّدُ الثوراتِ لكِن | |
|
| نَخُطِّئُها إِذا هيَ لا تَرُقُ |
|
أَميرَ الشِعرِ حَسبُ دِمَشقَ حُزنٌ | |
|
| بِأَنَّ جنانِها يبسٌ وَطرقُ |
|
فَأَزهرُها من الأَرزاءِ صَفرٌ | |
|
| وَأَنهرُها من الأَهوالِ بلقُ |
|
وَما في الغَوطتين سِوى زَفير | |
|
| يصعِّدُهُ مِن الآلامِ عُمقُ |
|
وَما في الجامِعِ الأَمَوِيِّ إِلّا | |
|
| صُراخٌ من تَفَجُّعِهِ وَشَهقُ |
|
كَأَنَّ الجِنَّ تَخطُرُ في دُجاه | |
|
| وَفي جنباتِهِ لِلبومِ نعقُ |
|
وَأَجفانُ السُموأَلِ فيهِ تَبكي | |
|
| وَأَدمُعِها شكاياتٌ وَعِشقُ |
|
أَلا أَينَ الخَرائِبُ من قُصورٍ | |
|
| لَها بِمَذاهِبِ الآفاقِ سبقُ |
|
وَأَينَ من السُمُوِّ جلالُ نَسق | |
|
| هَوى رِضماً فَما بِدِمشقَ نَسقُ |
|
وَأَينَ مَعاهِدُ الآثارِ فيها | |
|
| وَأَينَ الحُسنُ وَالفَنُّ الأَدقُ |
|
جَلائِلُ كُنَّ في الماضي مزاراً | |
|
| جُموعُ حجيجِهِ خُلقُ فَخُلقُ |
|
مطهَّرة العُصور بَغى عَلَيها | |
|
| حَزازاتٌ من التَدنيسِ حُمقُ |
|
عَلى مَن تَبعة الآثامِ تُلقى | |
|
| وَكُلُّ هَوىً يَقولُ أَنا المُحقُ |
|
غَمزَت إِباءَهم فَمَضى حَقوداً | |
|
| وَضَجَّت مِن صَغارَتِهِ دِمَشقُ |
|
وَلَو عَقلوا لَحرَّرهم نِظامٌ | |
|
| عَلى أَبوابِ حَقِّهِمِ يدقُ |
|
تخذتَ الشِعرَ لِلإِصلاحِ مرقىً | |
|
| فَهل أَصلَحتَ خُلقَهُم لِيَشقوا |
|
وَهَل عَلَّمتَهُم رميَ القَوافي | |
|
| لِيَرموا بِاليَتيمِ وَليسَ رِفقُ |
|
سَلِ الأَهرامَ يا اِبنَ المَجدِ عَنّا | |
|
| يُجِبكَ الدَمعُ وَالنَفسُ الأَرقُ |
|
فَفي الأَهرامِ يا شَوقي بَقايا | |
|
| مِنَ النسبِ المُؤَثَّلِ لا تَعُقُ |
|
وَفي النيلِ المُرَقرَقِ عاطِفاتٌ | |
|
| مَشى مِنها إِلى لُبنانَ رزقُ |
|
يَعزُّ عَلَيهِ أَن تَشقى بِلادٌ | |
|
| بِها من شيمَةِ الأَجيالِ عتقُ |
|
أَلَستَ تَرى أُميَّة كَيف تَرنو | |
|
| إِلى لُبنانَ عَن مُقلٍ تُشقُ |
|
وَكلٌّ مِنهُما يَهوي بِنَزعٍ | |
|
| وَفي دَمِعِ من الأَهوالِ حَرقُ |
|
وَلِلمُستَقبَلِ الآتي عَجيجٌ | |
|
| عَلى قَدَمَيهِ لِلأَوطانِ زَهقُ |
|
أَميرَ الشِعرِ حَسبُ الشِعرِ فَخرٌ | |
|
| بِأَنَّ لماكَ لِلإيحاءِ فَتقُ |
|
أَنا مُصغٍ إِلى قَطَراتِ سِحرٍ | |
|
| لَها من شِعرِكَ العَلويِّ دَفقُ |
|
أَلا هَذِّب شَبابَ الشَرقِ هَذِّب | |
|
| لِيَرقى مَوطِنٌ لَهُمُ وَيَرقوا |
|
وَقُل لَهُم أَخاكُم فَاِعضدوهُ | |
|
| تَنالوا المَقصَدَ السامي وَتَبقوا |
|