يا نَبياً سَمَت بِكَ العَلياءُ | |
|
| وَأَضاءَت بِنورك الظَلماء |
|
حَيث ما لا بتدا عُلاك اِنتِهاءُ | |
|
| كَيفَ تَرقى رَقيَّك الأَنبياءُ |
|
يا سَماءَ ما طاوَلَتها سَماءُ
|
إِن شضمس الهُدى مَحياك أَضحى | |
|
| مَطلَعاً في سَما الرِسالة صُبحا |
|
وَالبُدور الَّتي بِها الغَيُّ يَمحي | |
|
| لَم يُساووك في عُلاك وَقَد حا |
|
|
لَكَ بِالوَجد يَبَسُ الجزع حَنّا | |
|
| وَعَلَيك الإِلَه بِالقُرب مِنّا |
|
وَالنَبيون إِذ تَعاليت مَعنى | |
|
| إِنَّما مَثَلوا صِفاتك لِلنا |
|
س كَما مثل النُجوم الماءُ
|
بِكَ ذو العَرش في المَحَبَة قَد خَص | |
|
| وَجَميع الكَمال فيكَ تَلخص |
|
وَمِن اللَه في ثَناك أَتى النَص | |
|
| أَنتَ مِصباح كُل فَضل فَماته |
|
درُ إِلّا عَن ضوئك الأَضواءُ
|
نَشر أَوصافَك اِستَحال عَن الطَي | |
|
| وَباياتك انمحت أَسطُر الغَي |
|
يا سِراجاً بِنوره أَشرَق الحَي | |
|
| لَكَ ذات العُلوم مِن عالم الغَي |
|
|
رَحمَةً لِلوَرى مِن الحَق جِئنا | |
|
| وَخِتاماً لِلأَنبياء بَعَثنا |
|
وَبِمَجلي الصِفات حينَ ظَهرتا | |
|
| لَم تَزَل في ضَمائر الكَون تَختا |
|
رُ لَكَ الأُمَهات وَالآباء
|
بِسني هَديك الوُجود تَحلى | |
|
| وَظَلام الضِلال وَالشُرك وَلّى |
|
لِأُمَراءَ في صدق دَعواك كَلا | |
|
| ما مَضَت فَترة مِن الرُسُل إِلّا |
|
بشَّرت قَومَها بِكَ الأَنبياء
|
ليَ في رَسم ماد حبك بَدا اسمُ | |
|
| وَنَصيبٌ مِما مَنَحت وَقِسمُ |
|
أَنتَ روح الوُجود وَالكَون جسم | |
|
| تَتَباهى بِكَ العُصورُ وَتَسمو |
|
بِكَ عَليا بَعدَها عَلياء
|
أَنتَ بِالمُؤمنين برٌ رَحيم | |
|
| وَصِراط إِلى الهُدى مُستَقيم |
|
وَلمجلاك بانَ سرٌّ عَظيمُ | |
|
| وَبَدا لِلوجود مِنكَ كَريم |
|
|
أَصلُ مَجدٍ زَكا بِفرع عُلاه | |
|
| بَدر هَدي حَمى حِماه الإِلَهُ |
|
طابَ مِنهُ نِجارهُ فَجَلاه | |
|
|
قَلَدتُهُ نُجومَها الجَوزاء
|
كَعب كَعبٍ بِكَ اِرتَقى وَنِزارٍ | |
|
| وَتَسامى لِوا لَويٍّ لِسارِ |
|
نسبةٌ أَسفَرَت لَنا عَن درارٍ | |
|
| حَبَذا عِقد سُؤدد وَفَخارٍ |
|
أَنتِ فيهِ اليَتيمة العَصماء
|
عَيشنا بِاليَقين فيكِ هَنيء | |
|
| أَو تَرضى في النار مِنا مُسيءُ |
|
لَكَ خَلق مِن كُل عَيب بَريءُ | |
|
| وَمحيّا كَالشَمس مِنكَ مُضيءُ |
|
أَسفَرَت عَنهُ لَيلَةٌ غَراء
|
قُل لِمَن هامَ فيهِ قَبلي وَبَعدي | |
|
| مِن أُولي الفَضل وَالتُقى يا اِبن ودي |
|
لَيلة القَدر لا تُعادل عِندي | |
|
| لَيلَة المَولد الَّذي كانَ للدّ |
|
نِ سُرورٌ بِيَومِهِ وَاِزدِهاء
|
في رَبيع كَم مِن رَبيع تَجَدَد | |
|
| لِلوَرى مِن ضِياءِ وَجه تَوقَد |
|
وَبذا اللَهُ نار فارس أَخمَد | |
|
| وَتَوالَت بُشرى الهَواتف أَن قَد |
|
وَلَد المُصطَفى وَحَق الهَناء
|
نَحنُ بِالفَخر في ولادك أَولى | |
|
| مِن جَميع الوَرى وَأَثبَت قَولاً |
|
بِكَ ذاقَت مُلوك ساسان هَولا | |
|
| وَتَداعى إِيوان كِسرى وَلَولا |
|
آية مِنكَ ما تَداعى البناء
|
أَصبَح الدين فيهِ أَبهى وَفيهِ | |
|
| بالِغاً مِن هُداه ما يَصطَفيهِ |
|
وَبَدا الدَهر ضاحِكاً ملءَ فيهِ | |
|
| وَغَدا كُل بَيت نارٍ وَفيهِ |
|
كربة مِن خُمودِها وَبَلاء
|
وَلَقَد باتَ كُلأ مَن حازَ مُلكا | |
|
| أَخَرساً وَاِنَزَوَت مَواليهِ هَلكا |
|
وسَماوي أَجري بِواديهِ فُلكا | |
|
| وَعُيون لِلفُرس غارَت فَهَل كا |
|
نَ لِنيرانِهُم بِها اطفاء
|
كَعبة الأَمن في حِمى حيّه طف | |
|
| وَلِخَمر الغَرام في حُبِهِ أَرشَف |
|
وَبَدا السر وَالأسرة تَرجف
|
مَولد كانَ مِنهُ في طالع الكُف | |
|
|
حُبُ طَهَ عَلى البَرية يَفرض | |
|
| وَبِنا عَهد وَده لَيسَ يَنقض |
|
حِجة اللَهُ لِلأَباطيل ادحض
|
فَهنيئاً بِهِ لآمنة الفَض | |
|
| ل الَّذي شَرفت بِهِ حَواء |
|
رَفَعَ مِقدراَها بِوَضعٍ تَرجح | |
|
| وَسَنى مَجدَها الرَفيع توضح |
|
فَضل حَوا مِن فَضلِها قَد تَرشح
|
مَن لِحَواءَ أَنَّها حَمَلَت أح | |
|
| دَ أَو أَنَّها بِهِ نَفساء |
|
لَو راثَ ما بَدا لِشَرقٍ وَغَربٍ | |
|
| مِنس َنى هَديهِ لِعجمٍ وَعربِ |
|
أَضمَرَت في الفواد غِبطَة حُبٍ | |
|
| يَوم نالَت بِوضعِهِ اِبنَةُ وَهبٍ |
|
مِن فَخار ما لَم تَنَلهُ النِساء
|
حَيث بَعد إِنفِصالِهِ سَمعتهُ | |
|
| أُمُّهُ مُعلِناً بِجمدِ وَعنهُ |
|
بَل وَعَين الرِضا لَما رَعَتهُ | |
|
| شَمَّتته الأَماك إِذ وَضعتهُ |
|
وَشفتنا بِقَولِها الشِفاه
|
عَرَفَ أَهل النَعيم فيهِ تعرَّف | |
|
| وَبِهِ كُل مُرسَلٍ قَد تَشَرَّف |
|
وَلَدى وَضعِهِ تَبَدّى المشرّف
|
رافِعاً رَأسَهُ في ذَلِكَ الرق | |
|
|
عَجِبَت أُمُهُ لَدى الحَمل مِما | |
|
| أَبصَرتَهُ مِن العَجائب ثَمّا |
|
وَلَدتهُ وَالنور لِلكَون عَمّا | |
|
| رامِقاً طَرفَهُ السَماء وَمَرمى |
|
عَينٌ مِن شانِهِ العُلوُّ العَلاء
|
رَنَّ إِبليس مِن وبال عَلَيهِ | |
|
| عِندَ ميلادِهِ يعضُّ يَدَيهِ |
|
وَتَرأت أَعلام نور لَدَيهِ | |
|
| وَتَدَلَّت زَهر النُجوم إِلَيهِ |
|
فَأَضاءَت بِضوئِها الأَرجاء
|
مَولِدٌ سَعدهُ لَنا مُستَمر | |
|
| وَبِأَنوارِهِ العُيون تَقر |
|
مَدَّ فيهِ ديباج حُسن يسرّ
|
وَتَرآت قُصور قَيصر بِالرو | |
|
| م يَراها مِن داره البَطحاء |
|
بَدر هَدي آياتُهُ بَينِاتُ | |
|
| وَمَعاني كَمالِهِ باهِراتُ |
|
وَبِميلادِهِ تَوالَت هبَباتُ | |
|
| وَبَدَت في رِضاعِهِ مُعجِزاتُ |
|
لَيسَ فيها عَن العُيون خفاء
|
إِذا تَلالَت أَوصافَهُ بارِعات | |
|
| لاحَ بَدرُ أَنوارِهِ ساطِعات |
|
وَالعِنايات نَحوَهُ مُسرِعات | |
|
| إِذ أَبَتهُ لَيتمه مُرضِعات |
|
قُلنَ ما في اليَتيم عَنا غِناء
|
وَمِن الطَير وَالوُحوش ذَوات | |
|
|
فَأَتى اللَهُ إِذ وَلَتهُ سُراة | |
|
| فَأَتَتهُ مِن آل سَعدٍ فَتاة |
|
قَد أَبَتها لِفَقرِها الرَضعاء
|
سابِقات الفَخار هَل سَبَقَتها | |
|
| في مَجال العُلا أَو لَحقتها |
|
وَعُيون الحَبيب مُذ رَمَقتَها | |
|
| أَرضَعتهُ لبانها فَسَقَتها |
|
|
دَهشت هَيبة لَهُ مُذ أَحَسَّت | |
|
| ما بِهِ مُدرَج وَلِلصَدر مَسَّت |
|
وَنِعاج لَها مِن الجَذب بسَّت | |
|
| أَصبَحَت شَوَّلاً عجافاً وَأَمسَت |
|
|
وَدَّعت أَمهُ وَسارَت لِأَهلٍ | |
|
| مِن مَوالي سَعدٍ أَكارم أَصلٍ |
|
وَبِهِ اللَهُ مُذ حَباها بِفَضلٍ | |
|
| أَخصَب العَيش عِندَها بَعد مَحل |
|
مُذ غَدا مِنها لِلنَبي غِذاء
|
كَم لِكَرب الهزال وَالضَنك فَرَّج | |
|
| وَجهَهُ عَن حَليمَةٍ إِذ تَبَلج |
|
بَل وَأَغنامَها مِن الخَصب تَبهج
|
يا لَها منة لَو ضوعف الأج | |
|
| رُ عَلَيها مِن حُسنِها وَالجَزاء |
|
قَد كَساها فَضل الرِضاع لِباسا | |
|
| حبر العَقل مُدرِكاً وَقِياسا |
|
وَبَنوها أَضحَت لَدَيهِ قِياسا | |
|
| وَإِذا سَخَر الإِلَهُ أُناسا |
|
لِسَعيد فَإِنَّهُم سُعَداء
|
حَيث طَهُ بِثَديها الأَيمَن اِختَص | |
|
| تارِكاً لإِبنِها مِن الأَيسر المص |
|
|
حَبة أَنَبَتَت سَنابل وَالعص | |
|
| فُ لَدَيهِ يَستَشرف الضُعَفاءَ |
|
نَظَرت لِانتِفاعِهِ إِذ علته | |
|
| وَهلة مِن قَوادمٍ أَوجَلَتهُ |
|
وَعَلبه مِن خَوفِها اِحتَمَلته | |
|
| وَأَتَت جَده وَقَد فَصَلتهُ |
|
وَبِها مِن فِصاله البَرحاء
|
مُفرد فيهِ جُملة الحسن قُل لا | |
|
| شَطره حازَ مِنهُ بَل حازَ كَلّا |
|
معقل العَقل مِن حَليمة حلى
|
إِذ أَحاطَت بِهِ مَلائِكة ال | |
|
| لمِه فَظَنت بِأَنَّهُم قُرَناء |
|
أَبصَرَت وَجهُهُ مِن الشَمس أَبهَجِ | |
|
| أَفلَج الثَغر أَزهَر اللَون أَدعَج |
|
سامَها جَدهُ الرُجوع وَقَد لَج
|
وَرَأى وَجدَها بِهِ وَمِن الوَج | |
|
| دِ لَهيب تَصلى بِهِ الأَحشاء |
|
أَمَعَنَت فيهِ وَهُوَ بَينَ يَدَيها | |
|
| رافِعاً رَأسَهُ الشَريف إَلَيها |
|
ثُمَ لَما حَمَ القَضاء عَلَيها | |
|
| فارَقَتهُ كُرهاً وَكانَ لَدَيها |
|
ثاوِياً لا يُملُّ مِنهُ الثَواء
|
لا يَليق الثَناء إِلا بِمَن هُوَ | |
|
| أَشرَف الرُسل مَنصِباً فَاِستَبنه |
|
وَلِنَفي الأَكدار وَالرَيب عَنهُ | |
|
| شَقَ عَن قَلبِهِ وَأُخرِجَ مِنهُ |
|
مصغةٌ عِندَ غَسلِهِ سَوداء
|
مِن ختان الوَرى لَو صَحَ درءُ | |
|
| خيفةً مِن أَن يَرى الشَيء مَرء |
|
وَبِخَتم لَهُ السَعادة ردء
|
خَتنتهُ يمنى الأَمين وَقَدأُ و | |
|
| دَع ما لَم تذع لَهُ أَنباه |
|
مُرسل تَحسد السَماء بِهِ الأَرض | |
|
| وَلَهُ اللَهُ كُلَما شاءَ فَوَّض |
|
ذو فواد بَرق الهُدى مِنهُ أَومَض
|
صانَ أَسرارهُ الخِتان فَلا الفَض | |
|
|
وَعَلى شَرعِهِ القَويم المُكمل | |
|
| قامَ صَدق البُرهان بِالعَقل وَالنَقل |
|
أَحمَد الحامِدين أَكرَم مُرسل
|
أَلف النسك وَالعِبادة وَالخُل | |
|
| وة طفلاً وَهَكَذا النَجباء |
|
أَنا وَاللَه لَم أَزَل فيهِ صِبا | |
|
| وَبِهِ أَبتَغي مِن اللَه قُربا |
|
كَيفَ لِلهَدي لا أَكون مُحِبا | |
|
| وَإِذا حَلَت الهِداية قَلبا |
|
نَشطت لِلعِبادة الأَعضاءِ
|
فاتح في العِدى تَمكن بَطشِهِ | |
|
| وَبِهِ اللَهُ قَد تَزين عَرشَه |
|
خاتم تَم في الرِسالة نَقشَه
|
بَعَث اللَهُ عِندَ مَبعَثِهِ الشَه | |
|
| ب حُراساً وَضاقَ عَنها القَضاء |
|
مُعجِزات لِمَن بِهِ اللَهُ أَقسَم | |
|
| وَبِهِ دابر الشَياطين يَحسم |
|
ثاقِبات فيها السَعير تَجسم
|
تَطرد الجنَّ عَن مَقاعد للسم | |
|
| ع كَما تَطرد الذِئاب الرعاه |
|
قَد صَبا كُل كاهن لِلمَنايا | |
|
| مُذ تَلاشَت أَرصادهُ لِلخَبايا |
|
وَأَرادوا إِثبات تِلكَ القَضايا
|
|
| تٌ مِن الوَحي ما لَهُنَ اِنمِحاء |
|
محسن للعفاة بِالوَعد أَنجَز | |
|
| وَبِهِ الدين قَد تايد وَاِعتَز |
|
خَشيت سَيفَهُ العِدى قَبل ما اِهتَزَ
|
وَرَأَتهُ خَديجة وَالتُقى وَالزَه | |
|
|
|
| وَيجير لِعَمه عَنهُ أَخبر |
|
أَيقَنت إِن أَمرءً سَوفَ يَظهَر
|
وَأَتاها إِن الغَمامَة وَالسر | |
|
| ح أَظَلتهُ مِنهُما أَفياء |
|
سرها مِن غُلامَها ما توضح | |
|
| مِن شُؤون النَبا الَّذي عَنهُ أَفصَح |
|
وَرَأَت فيهِ لِلسَعادة مَلمح
|
فَدَعَتهُ إِلى الزَواج وَما أح | |
|
| سَنَ ما يَبلغ المُنى الأَذكياء |
|
زانَ حُسنُ الجَمال مِنها الجَميل | |
|
| إِذ وَفى وَعدَها النَبي النَبيل |
|
وَلَها بانَ مِنهُ سرٌ جَليل | |
|
| وَأَتاهُ في بَيتِها جبرئيل |
|
وَلذي اللُب في الأُمور إِرتِياء
|
الهَمَت حِكمَة بِمَكنون سر | |
|
| بِمَجيء الروح الأَمين لِأَمرِ |
|
وَأَحَسَت بِما اِعتَرى بَدر بَدرِ | |
|
| فَأَماطَت عَنها الخِمار لِتَدري |
|
أَهو الوَحي أَم هُوَ الإِماء
|
قَد أُقيمَ الدَليل مِن غَير نَكر | |
|
| إِنَّها في النِسا كَليلة قَدرِ |
|
وَأَرادَت غَوط الغَطا لِلتَحري
|
فَاِختَفى عِندَ كَشفِها راس جَبر | |
|
| يل فضما عادَ أَو أُعيدَ الغِطاءُ |
|
|
| أَم مَحال إِيمانَهُم حَيثُ أَمكَن |
|
جَهل القَوم ما بِهِ قَد تَمَكَن
|
فَاِستَبانَت خَديجة أَنَّهُ الكن | |
|
| زُ الَّذي حاوَلتهُ وَالكيمياءُ |
|
أَرسَل اللَهُ لِلبَرية رُسُلاً | |
|
| خَلفاه عَن مَن لَهُم كانَ أَصلا |
|
قعد الكُل عِندَما الأَمرُ جَلا
|
ثُمَ قامَ النَبي يَدعو إِلى اللَ | |
|
| هِ وَفي الكُفر نَجدة وَآباء |
|
مَعدن الحلم وَالحَيا وَالتَعَفُف | |
|
| مَنبَع اللُطف وَالسَخا وَالتَطعف |
|
مَن دَعا لِلهُدى بِغَير تَخَوف
|
أمماً أَشرَبَت قُلوبَهُم الكُف | |
|
| ر فِداءُ الضَلال فيهُمُ عَياءُ |
|
وَبِحَمد الإِلَه تَم لَدَينا | |
|
| نورَهُ حَيث بِاليَقين اِرتَدَينا |
|
وَبِقُرآنِهِ العَظيم اِفتَدَينا | |
|
| وَرَأَينا آياتُهُ فَاِهتَدَينا |
|
فَإِذا الحَقُ جاءَ زال المراءُ
|
كَم لَهُ مِن مَناقِبٍ وَمَزايا | |
|
| مُعرِباتٍ عَن حُسن تِلكَ السَجايا |
|
صِحتُ مُستَشفِعاً بِخَير البَرايا
|
رَب إِن الهُدى هُداك وَآيا | |
|
| تُكَ نورٌ تَهدي بشها مَن تَشاءُ |
|
وَإِلَيهِ الأَشجار تَسعى وَتَرفل | |
|
| وَوُحوش الفَلا أَتَت بِالتَوَسُل |
|
وَمِن المُعجِزات ياذا التَأَمُل
|
كَم رَأَينا ما لَيسَ يُعقل قَد أُل | |
|
| هم ما لَيسَ يُلهم العَقلاءُ |
|
لاحَ في وَجهِ جَدِهِ حالَ كَشفٍ | |
|
| نور خَير الوَرى يَدور بِلُطفٍ |
|
كَم رَشادٍ في غَير ذي العَقل تَلفي
|
إِذا بي الفيل ما أَتى صاحب الفي | |
|
| ل وَلَم يَنفَع الحجى وَالذَكاء |
|
أَصبَح الشُرك موهِناً بِالتَرضخ | |
|
| يَبتَغي في الرَمادِ ناراً فَينفَخ |
|
وَبِهِ طيبَةٌ زَكَت بِالتَضمخ
|
وَالجَمادات أَفصَحَت بِالَّذي أَخ | |
|
| رَس عَنهُ لِأَحمَد الفَصحاء |
|
فيهِ أَرجو النَجاةَ في يَوم عَرضِ | |
|
| راغِباً في أداء فَضلٍ وَفَرضٍ |
|
وَالبَرايا تَقول بَعضاً لِبَعضٍ | |
|
| وَيحَ قَومٍ جَفوا نَبيّاً بِأَرضِ |
|
|
فازَ غار بِهِ وَخابَت بُيوت | |
|
| فارَقَت مِن هَواه لِلروح قوت |
|
وَدَعَتهُ إِلى الثَبات نُعوت | |
|
| وَكَفتهُ بِنَسِجها عَنكَبوت |
|
ما كَفتهُ الحَمامة الحَصداء
|
بادروه كَيلا يَفرَّ وَيَنأى | |
|
| بِقُلوب مِن الضَغائن مَلأى |
|
شامهم إِذ نَحوه عنوداً وَبَدَأَ
|
وَاِختَفى مِنهُم عَلى قُرب مرآ | |
|
| ه وَمِن شَدة الظُهور الخِفاء |
|
ثُمَ لَم يَبرَحوا عَلى الغَي حَتّى | |
|
| زادَهُم غَيهم خبالاً وَمَقتا |
|
وَاِنثَنوا وَالقُلوب بِالخَزي شَتى
|
وَنَحا المُصطَفى المَدينة وَاشتا | |
|
| قَت إِلَيهِ مِن مَكة الأَنحاء |
|
إِن لِلمُصطَفى مَع اللَهِ وَقتا | |
|
| كَنههُ في العُقول لَن يَتَأتى |
|
وَعَلَيهِ حزقيل اثنى وَمَتى | |
|
| وَتَغَنَت بِمَدحِهِ الجن حَتّى |
|
أَطرَب الإِنس مِنهُ ذاكَ الغِناء
|
رَب شفَّع فينا نَبيّاً بَعَثتُهُ | |
|
| رَحمة لِلوَرى بِشَرعِ حفظته |
|
رام قَوم خَذَلانه فَنصرتهُ
|
وَاِقتَفى أَثَره سراقة فَاسته | |
|
| وَتهُ في الأَرض صافن جَرداء |
|
ظَنَ الثَرى لَهُ صارَ مرمس | |
|
| حينَ غاصَت بِهِ وَبِالحَتف قدمس |
|
كادَ مِما دَهاه يَعمى وَيَخرس
|
ثُمَ ناداهُ بَعدَ ما سَيمت الخس | |
|
| ف وَقَد يَنحد الغَريق النِداء |
|
مُذ مِن المَسجد الحَرام تَساوى | |
|
| فَوقَ ظَهر البُراق للنجم ساوى |
|
ثُمَ أَم الإِتصال بَعَزم تَقاوى
|
فَطَوى الأَرض سائِراً وَالسَمَوا | |
|
| ت العُلى فَوقَها لَهُ إِسراء |
|
قَد رَقى مُرتَقى رَفيع التَشمخ | |
|
| لِمَقامٍ مُشرفٍ بِالتَبذخ |
|
صاحَ في العلم أَن تَكون ذا تَرسخ
|
فصف اللَيلة الَّتي كانَ لِلمخ | |
|
| تارِ فيها عَلى البُراق اِستِواء |
|
وَعَلى الصَخرة المُكَمَلة الزي | |
|
| قَد أَقامَ المِعراج جبريل لاري |
|
ثُمَ حَفت بِهِ مَلائِكة الحَي
|
وَتَرقى بِهِ إِلى قاب قَوسين | |
|
| نِ وَتِلكَ السِيادة القَعساء |
|
فَرَأى اللَهُ رُؤيَةً لَيسَ تَدري | |
|
| حينَ أَدناهُ لِلتَخاطُب جَهرا |
|
وَرَوت عَن حَضائر القُدس سِرا | |
|
| رتبٌ تَسقط الأَمانيُّ حَسرى |
|
دونَها ما وَراءَهُنَّ وَراءُ
|
جَلَ مَولى بِأَعظَم الرُسُل قَدرا | |
|
| شَرَف العَرش وَالمَلائك طَرّا |
|
وَلَقد عادَ بِالمَواهب جَهرا | |
|
| ثُمَ وافى يحدث الناس شُكرا |
|
إِذ أَتَتهُ مِن رَبِهِ النَعماء
|
يا لَهُ مِن منبئٍ وَمُنيبٍ | |
|
|
جاءَ بِالوَحي مِن إِله مُجيبٍ | |
|
| وَتَحدّى فَاِرتابَ كُلُ مُريب |
|
أَو يَبقى مَع السُيول الغِثاء
|
سَيفَهُ في مَفارق الشرك إِبرق | |
|
| بَل وَشَمل الضَلال فيهِ تَمَزَق |
|
منذر قامَ يُرشد الخَلق لِلحَق
|
وَهُوَ يَدعو إِلى الإِلَه وَإِن شَق | |
|
| قَ عَلَيهِ كُفرٌ بِهِ وَازدرا |
|
لِسِواه أَعناقَهُم لَم يَحلوا | |
|
| لَهُم مِنهُ مَلجأ أَينَ وَلوا |
|
ظَل يَهدي الَّذينَ بالغي ضَلوا
|
وَيدل الوَرى عَلى اللَهِ بِالتَو | |
|
| حيد وَهُوَ المَحجَة البَيضاء |
|
وَلَهُ العرب وَالأَعاجم دانَت | |
|
| وَلَدَيهِ المُلوك ذُلَت وَهانَت |
|
وَقُرَيش لِلَحق لَما اِستَبانَت | |
|
| فيما رَحمة مِن اللَهِ لانَت |
|
|
كَم بِسَيفٍ غَزا العِداة وَرمحٍ | |
|
| حينَ مِنهُ لَم يَقبَلوا محض نُصحٍ |
|
فَاتَتهُ كُنوز وَهبٍ وَمخٍ | |
|
| وَاِستَجابَت لَهُ بِنَصرٍ وَفَتحٍ |
|
بَعدَ ذاكَ الخَضراء وَالغَبراء
|
كَم لِأَهل العِناد وَالكُفر أَنذَر | |
|
| وَلِأَهل الإِيمان بِالفَوز بَشَر |
|
وَعَلا دينهُ القَويم المطهر
|
وَأَطاعَت لِأَمرِهِ العَرَب العَر | |
|
|
مِنهُ باتَت كُفار مَكة تَندُب | |
|
| فَقَد أَصنامَها وَلِلمَوت تَطلب |
|
وَرَأى كُلَما يَشق وَيصعب
|
وَتَوالَت لِلمُصطَفى الآية الكُب | |
|
| رى عَلَيهُم وَالغارة الشَعواء |
|
إِن لَيل الضَلال وَالشُرك وَلّى | |
|
| بِنَبيٍّ عَلَيهِ ذو العَرش صَلى |
|
صادق الوَعد يَتبع القَول فَلا | |
|
| فَإِذا ما تَلا كِتاباً مِن اللَه |
|
|
حَبَذا الماجد الَّذي طابَ غَرساً | |
|
| وَسَما المُرسَلين لُطفاً وَإِنسا |
|
صانَهُ رَبُهُ فَلَم يَخشَ بُؤساً
|
وَكَفاهُ المُستَهزِئين وَكَم سا | |
|
| ءَ نَبيّاً مِن قَومِهِ اِستهزاء |
|
مَعشَر ساغَ غَيَهُم في القَبائل | |
|
| عِندَما اِستَهزَأوا بِزاكي الشَمائل |
|
فَشَاكَهُم لِمَن وَفاه الغَوائل | |
|
| وَرَماهُم بِدَعوَةٍ مِن فَناءِ آل |
|
بَيتِ فيها لِلظالِمين فَناء
|