إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تغوص رقبته في السواد |
يكتب الآن أمراً باحتلال البلاد |
دمروا كل شيء يدب |
واحرقوا تاريخهم |
لا تتركوا أثراً لهم .. لكتاباتهم .. |
أشعارهم ... |
واحرصوا على منبع النفط |
ليس للأغنام حق بالرواد |
*** |
تغوص رقبته في البلاد |
يحصي عدد القتلى |
في الجزائر |
في اليمن |
في ماليزيا |
وفي القاهرة |
من هي العاهرة؟ |
من يرتدي صوته؟ |
ومن ذلك الذي يسن السياط |
من هو المذنب |
والمذنب |
من يقتل من؟ |
لماذا؟ |
كيف؟ |
*** |
يختم الضبط |
مدير محق |
عنصر مدان |
صار للقوة يدان |
*** |
تغوص رقبته في المداد |
يفكر في القيصر: |
كيف يبول إذا كان في أول الاجتماع؟ |
ماذا تقول السفارات عنه |
إذا غاب برهة |
ثم عاد |
ثم غاب برهة |
ثم عاد |
ثم غاب برهة ثم عاد |
هل يداهمه المغص |
أم يبحث في الدهاليز |
عن مرتع للكلام؟ |
*** |
تغوص رقبته في العباد |
يكتب نعياً على مرأى من غصة النهر |
داهموها |
كي يفسدوا موعداً للغرام |
كسروا الجرة |
ومضوا منتشين |
لم يزل العاشق |
يرقب سرب الحمام |
يرسم زنبقة على صدر عاشقة |
تداهم رأس الحبيب |
يغفو على حلم لا يفيق |
يرسل زفرة كالحة |
ويفتح مقبرةً على فمٍ لا يليق |
*** |
تغوص رقبته في السواد |
يقيء على رجلٍ |
يستلّ مسدسه بامتعاض |
يستهل الرصاصة ببسملةٍ عارمةْ |
تغوص رقبته في البياض |
يذرف دمعةً على غصن زيتونٍ |
ينبئ باللهجة الصارمةْ: |
لم يكن يأذن الله للغاصبين |
بأن يفقؤوا عين البلاد |
باسمه الرؤوف |
*** |
تغوص رقبته في المداد |
متردداً يراقب كل الوجوه |
التي ترقب الاقتراع |
تدوخه الحروف الرتيبةُ |
من يدٍ ليدٍ ... يستعيدُ ذات الحروف |
يغافل صاحبَه ذات حزن |
يرسم عصا فوق كرسي |
الملوك |
يثبّتها فوق لامٍ خجولة |
ويختفي بعبّ ابتسامته |
خلف مقلةٍ ظامئة |
والأكفّ |
تسوق صاحبَهُ |
إلى معبر الصمت |
يختفي في السواد |
*** |
يختفي في السواد |
يعدّ من يأتي إلى الأمسياتِ |
كئيباً |
ومن يمتطي النقد ليعلو |
ومن يغرز في الأمسيات هلوسةً |
لا يعيها |
يعدّ الكلام البذيء |
يعدّ الخُطى والحصى والبلاد |
*** |
هذا الذي يكتب كلَّ شيءٍ |
يبقى على فمه سؤال: |
من يكتبُ عنه؟ |
من يكسبُ في فيه بياضا ً |
يتقن كلَّ الألوان |
دوّخه اللونُ |
أزرق لا يشبه بحراً |
أخضر يحمل بستاناً في جنبيه |
أحمر في رأسه جرحٌ ينزف |
أسود يرسم موتاً باستمرار |
يرتكب الآثام حزيناً |
وحزيناً يسأل: |
من يمنحُهُ برج الصّمت |
هذا الذي يكبو |
له حدٌّ وله ولهٌ وشجون |
وله جَدٌّ: |
يصير أعمى |
أو تنمو له |
في لجّة الليل عيون |
*** |
وحين ينشغلُ صاحبُه |
يعدّ النّقود |
يمتطي فرصةً للسقوط |
ثم ينتشي |
حين طفل ي دهسه |
غير عابئ بالألم |
تبعثره الريح |
إلى لا مكان |
يعلن الحاسوب عن |
موت القلم |