عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > باقر حيدر > سرى البرق يحدو المثقلات من الوطف

العراق

مشاهدة
362

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سرى البرق يحدو المثقلات من الوطف

سرى البرق يحدو المثقلات من الوطف
فألقت عز إليها وخفت على الطف
ولو أن ماء العين يشفي ربوعها
بكيت دماً لكن دمعي لا يشتفي
فللَه ما ضمته أكناف كربلا
من الجود والمجد المؤثل والعرف
لقد حسد المسك الفتيق ترابها
فما مثله الدراري من المسك في العرف
فلهفي لقومٍ صرعوا في عراصها
عطاشى على الشاطي وقل لهم لهفي
بنفسي هم من ظاعنين وعطلوا
منازل وحي من أنيس ومن إلف
سروا يلبسون اللثل لكن وجوههم
تمزق أبراد الدجى وهو في سدف
يؤم بهم من بطن طيبة سيد
له لا يطيب العيش في دارة الخسف
على ضمر مثل القسي تعطفاً
سواهم وأمثال السهام من الوجف
وملن على رمل العقيق وأقبلت
إلى الطف تهوى وهي دامية الخف
أناخوا بها حيث المنايا مناخةً
وشوك الوشيج اللدن يلتف كالحتف
بها أرخصوا الأرواح وهي عزيزة
فداً لهم روحي وما ملكت كنفي
أماجد أما مالهم فهو في الندى
مباح وأما عرضهم فهو في كهف
لهم أنفس أوفت على النجم مرتقىً
إذا عطفت للند تأبى على العطف
مساعير حربٍ داوسوها فلم تزل
تؤجج ناراً في الكريهة أو تطف
صفائحهم خط الردى في متونها
فراقت به من علم الخط في الصحف
فما تضرب الهامات إلا تنصفت
وخير الضبا ما يقسم الهام بالنصف
إذا وصفوا في الصف رعباً تفرقت
صفوف العدى والأسد تفتك في الوصف
بأيمانهم يستأنس السيف في اللقا
كما في التلاقي يأنس الإلف بالإلف
وبادين والأبطال حشو دروعها
لتخفي فتبديها البوارق بالخطف
إذا قابلتهم في النزال قبيلةً
تعود وفي آذانها العار كالشنف
كأن بريق المرهفات لديهم
مباسم غيدٍ عذبة الريق في الرشف
إذا ما انثنت تيهاً معاطف معشرٍ
فما لسوى العلياء يشنف بالعطف
كأن حدود البيض ضرجن بالدما
خدوداً بها قد نبع الورد للقطف
حييون في أبياتهم أغير أنهم
عليهم إذا شبت وغى سمة الصلف
يكرون في الهيجا سراعاً إلى اللقا
وأن ينثنوا عادوا بطاء بلا خف
ولما رأوا لا شك في الموت أقدموا
وما كل رائي الحتف يقدم للحتف
على حين لاح النجم في رونق الضحى
من النقع والشمس المنيرة في كسف
مشوا مشي مشبوح الذراعين حسراً
وما أدرعوا إلا القلوب على الصف
وسل سمرهم إذ أوردوا الطعن صدرها
أهل عدن حمزاً وهي راعفة الأنف
أما والذي أعطاهم البأس والندى
ومنهم تعاطى الناس صنف إلى صنف
وقال لهم في الحرب كونوا رواسيا
فكانوا جبالاً لا تميد مع العصف
لموقفهم في الطف أنبى مواقفاً
بصفين جازت في الوغى منتهى الوصف
قضوا كالحسام المشرفي نقيةً
ثيابهم لم تحو غير فتى عف
وماتوا وهم حلف المكارم والعلى
كراماً فما ذموا بعهد ولا حلف
ومن عجب تروي الظلماء أكفهم
وأكبادهم حرا نضجن من اللهف
تراهم كأمثال الكواكب في الثرى
فتحسبهم نشوى سقواً من طلى صرف
فقل لصروف الحادثات تصبري
خذي بيد الأرزاء ما شئت أوكف
فلسنا على ملك من الناس نتقي
ولا سوقة بعد ابن فاطم من صرف
كأن قريشاً إذ أصيب كواكب
رمى بدرها الوضاح سهم من الحتف
فلا رأي فيهم للشعور مسدد
ولا راية للفتح ترفع في كف
ردي يا قريش اليوم ورداً مرنقا
تكدر واديهم فمن دا له يصفي
بني غالب الغلب المطاعين في اللقا
ومطعمة الأضياف في الحجج العجف
لئن كان نوم الناس فوق وسادها
فنومكم تحت العجاج في الوصف
إلى م إليكم يرقب الطرف ليله
كما باتت الحرقاء دامعة الطرف
أتكحل عين من أمية في الكرى
ولم تكتحل بالطعن في السمر والقصف
رموا بالقذا أجفانكم فهدأتموا
فكيف العيون الرمد في ليلها تغف
لقد أوهنت منك الكواهل والذرى
وما كنت قبل اليوم واهنة الكتف
أجيلوا عليهم كل غوج لبانه
أقب طويل اخطوه سابح وطرف
مصل إذا ما البيض صلت على الضبا
مجل إذا ما النقع أسدن في وحف
ولا نصف حتى يحكم السيف فيهم
فما حكمت فيكم أمية بالنصف
فكم هتكوا خدراً وكم نهبوا خبا
وكم ذبحوا منكم رضيعاً على لهف
وأعظم شي حملهم فتياتكم
إلى الشام تطوي البيد قذفاً على قذف
تحلي السياط الأصبحية جيدها
وتسلب من حلي الأساور والوقف
وليس لها إلا المعاصم عاصم
فتدفع في كف وتستر في كف
فابرزن من سجف النبوة حشراً
فللَه ماذا أبرزوه من السجف
وسيقت على الإعجاز نحفاً جسومهم
فللَه من نحف تساق على نحف
وكافلها زين العباد مغلل
وأنى لمغلول الأكف من الكف
لقد عنف الحادي بهن فلم تطق
من الضعف أن تشكو إليه من الضعف
ولما رأت أبصارهن حماتها
مضرجةً مثل الأضاحي على الجرف
خمشن بأيدٍ كالدراهم أوجهاً
بلين كما تبلى الدنانير في الصرف
وأبدين ما تخفي الضمائر من جوى
وإن الذي أبدته دون الذي تخفي
ونادت وحادي العيش طوح بالسرى
وأعينها تومي إلى الركب بالوقف
فقدناك غيثاً يخلق الغيث جوده
إذا السنة الشهباء تنحل بالوكف
وما ذات خشف أتلفتها يد الردى
فغادرها ولها تلفت بالخشف
بأوجع منها حين سارت ورهطها
على الأرض صرعى قد أضرت من العنف
باقر حيدر
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/06/29 01:37:02 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com