لا زال عهد فؤاد عهد عمرانِ |
له من النصر والتأييدُ عمرانِ |
تاهت به مصر ماضيها وحاضرها |
والنيل يزهى فخوراً جد نشوانِ |
تأَلقَت في سما الأوطان أنجمه |
وزهره افترّ عن ورد وريحانَ |
عهد له كل يوم آية بهرت |
حتى غدا سفره السامى كقرآنِ |
يدنى الأمانى ويحبو كل حاضرة |
وقفرةٍ كلَّ إصلاح وإحسانِ |
يمهد الأمانى ويحبو كل حاضرة |
ويكفل الشعب من قاصٍ ومن دانِ |
رأى السويس على بعدٍ ومرحلةٍ |
طريقها أعوجٌ أقصى بلا شانِ |
فشاء أن يغمر الثغر البسيم رضاً |
ويرفع الشأن في صحرا وبلدانِ |
وشاء أن يأسُوَ البعد الممِلُّ بما |
يبرى الشجون ويشفى غلة العانى |
فكان خطُّ حديدىُّ قد اندفعت |
في صنعه أسد في ثوب إنسانِ |
لآن الحديدُ لنا مذ كان يرمقنا |
من المليك لدى الصحراء عينانِ |
في ذلك الخط آلاءٌ بلا عَدَدٍ |
محض اقتصادٍ لأَموال وأزمانِ |
سيذكُر الناس والتاريخ منفعة |
تفيض منه كغيثِ جدِّ هتانِ |
يا أيها الحفل أهلاً جئتمو كرماً |
ومرحباً بذوي فضل وأعيانِ |
لله دركمو من سادةٍ نُجُبٍ |
مقدّرين لتشييد وبنيانِ |
أثرتموفى نفوس العاملين قوى |
تغزو الصعاب بإقدام وإمعانِ |
ولا غرابة أنتم خيرُ من ولدت |
ميناؤكم من رجالات وشهبانِ |
تلك الذبائحُ قربانٌ ومكرمةٌ |
للنيل ذى الحرم المفدِى وشجعانِ |
يا صفوة القوم مرحى أنتمو مثل |
للمجد متّضحاً فى خير أردانِ |
حباكمو الله ما أندى شمائلكم |
لم يجز فضلكمو شعرى وتبياني |