أبا اليتامى جزاك الله بالحسنى | |
|
| وجاد مثواك غيث هاطل أسنَا |
|
إن الذين على الخيرات قد جُبلوا | |
|
| يلقون فى دار عدن روضةَ غنَّا |
|
|
| لم تحل فى هذه الدنيا لك السكنىَ |
|
وليس في هذه الدنيا الإقامة بل | |
|
| هى السبيل وفي الأخرى لنا المغنى |
|
فَرُحتَ مغتبطَا والقوم في حزن | |
|
| وغَالَبَ الدمعُ في تسكابه المُزنَا |
|
عقائل نُحنَ فى شجو وفى جزع | |
|
| يوم ارتحلت حثيثاٌ نائياً عنَّا |
|
هو الفِراق يذيب الكبد موقفه | |
|
| فلا تلم من عليه البعد قد أخنَى |
|
آيات فضلك لاحت يوم إن خرجت | |
|
| بك الجموع بصمت ناطقِ المعنى |
|
وقد بكتك العذارى والأرامل فى | |
|
| بكائهن بكاء يُقرح الجفنَا |
|
نعم ففيك مَبراتٌ قد اتضحت | |
|
| كالزهر يعبق أو كالكوكب الأَسنى |
|
في مالِكِ الجَمِّ حقٌ تنقصه | |
|
| لسائل بائس بالقوت لا يهنَا |
|
لبَّيتَ كلّ دواعى الخير مستتراً | |
|
| طى الخفاء فلا زهو ولامَنَّا |
|
وكم أسوت جراحاً اثخنت ولكم | |
|
| أقلت عثرة من ألقى بك الظَّنَّا |
|
بررت ذا اليتم حتى هان والده | |
|
| وكنت والده الحانى وكان ابنَا |
|
|
| كنت الكفيل ولا شحٌ ولا وَهنَا |
|
آويت أسراب منكوبى الزمان فلا | |
|
| يكاد يلفظ بالشَكوى لك المُضنَى |
|
أوفيت صحبك فى السراء مبتدراً | |
|
| وفى الشدائد كنت الساعد الأَدنى |
|
|
| فى كل ناد عليه المجد قد أثنَى |
|
فكنت فى الخير فنَّاناً ولا حرج | |
|
| إن المكارم عزت في الورى فَنَّا |
|
وكم اضفت اليتامى فى مراحلهم | |
|
| حتى تغنوا بما أكرمتهم لحنا |
|
الآن نغماتهم قد بُدِّلت أسفاً | |
|
| كما استحال رثاءً شكرهم أنَّى |
|
بدراوى يا ذا اليد البيضاء مانحةً | |
|
| أثرت لا عجتى تستأثر الوزنا |
|
هذا وفائى يوم البين أذرفه | |
|
| والدمع فى الشعر لا يبلى ولا يَفنَى |
|
فنم قريرا بما قدمت متخذاً | |
|
| بجار ربك جنات العلى واهناَ |
|