من خلفِ مسدَلِ سِتْرِ الغيبِ لاحَ لنا | |
|
| بدرٌ ويا طالما في برجِهِ انْحَجبَا |
|
وقد رفعْنا له الأبصارَ خاشِعَةً | |
|
| تشُقُّ من سُجُفِ الغيبِ المَنيعِ خِبَا |
|
فطَلَّ من شُرُفاتِ المنعِ مُبْتسِماً | |
|
| لمَّا رأيناهُ مِتْنا كلُّنا طَرَبَا |
|
قال أرْجِعوا الطَّرفَ لي كي يحيى ميِّتُكُمْ | |
|
| كما أرادَ فعلْنا موْتُنا انقَلَبَا |
|
تلك الشُؤُنُ علينا في العَما كُتبتْ | |
|
| وفي البُروزِ جرتْ سبحانَ من كَتَبَا |
|
للهِ دُرُّ عُيونٍ فيه شاخِصَةً | |
|
| قد شاهدتْ من معاني حسنِهِ العَجَبَا |
|
وما أُحَيْلى كُؤوساً أُترِعَتْ وجلَتْ | |
|
| من خمرِهِ مشرباً فوْزاً لمن شَرِبَا |
|
مرَّ الحبيبُ ومذْ وافَى أَمرَّ لنا | |
|
| ذيْلاً على مُقَلِ الأَحبابِ مُنْسَحِبَا |
|
هِمْنا فلم ندرِ من صفوِ الغرامِ به | |
|
| طالَ المُقامُ بنا معنًى أَمِ اقْتَرَبَا |
|
هبَّ النسيمُ على الرَّوضِ البسيمِ وقدْ | |
|
| صَبا فُؤادٌ أَصابَتْهُ رِياحُ صَبَا |
|
رُدَّ العِنانَ رسولَ العِشْقِ إِنَّ لنا | |
|
| قلباً متيناً عن المحْبوبِ ما انقلَبَا |
|
لم يقضِ زيدُ هوانا في الرُّبا وطَراً | |
|
| ولم ينلْ من أُهَيْلِ المُنْحَنى أَرَبَا |
|
من أجلِ ذلك جُدْنا بالدُّموعِ لهم | |
|
| حتَّى أَسلْنا على أَطلالِهِمْ سُحُبَا |
|
يا حادِيْ العِيسِ والبَيْداءُ مقفلَةٌ | |
|
| خذ بالضَّليعِ الهُوَيْنا فهو ما ركِبَا |
|
وارفقْ بروحِ سَقيمٍ جسمُ صاحِبُها | |
|
| غير التَّلهُّفِ والآلامِ ما اصطَحَبَا |
|
قد رقَّ هيكلُهُ من سُقْمِهِ وغَدا | |
|
| مثل الهباءِ وهل يقوَى العِراكَ هَبَا |
|
هباؤهُ صارَ منثوراً لحرقَتِهِ | |
|
| من نارِ قلبٍ غَدا بالشَّوقِ ملتَهِبَا |
|
أَبوهُ شيخٌ كبيرٌ قلبُهُ قلِقٌ | |
|
| عليه صارَ له مذ غابَ مَكْتَئِبَا |
|
أَلقتهُ إخوتُهُ في جُبِّ حسرتِهِ | |
|
| وجرَّدوهُ قميصَ العزْمِ فاستُلِبَا |
|
ونازَعوهُ قميصاً في غَيابَتِهِ | |
|
| رشُّوا عليه كما راموا دَمَّ كذِبَا |
|
ما اهتزَّ برقُ الحِما الشَّرقِيِّ مضْطَرِباً | |
|
| إِلاَّ ومنه الفُؤادُ الوالِهُ اضْطَرَبَا |
|
مضى غريباً وتحقيقاً لغربَتِهِ | |
|
| قالَ الحبيبُ له يا أغرَبَ الغُرَبَا |
|
ما أَفرطَ الدَّمعُ منه في مُحَرَّمِهِ | |
|
| إِلاَّ وشوَّالُهُ أبكى الدِما رَجَبَا |
|
يبيتُ يطوي على الأَشجانِ بردَتَهُ | |
|
| ويستشِبُّ لها من قلبِهِ وصَبَا |
|
يا ربِّ هيِّئ لنا من أمرِنا رَشَداً | |
|
| واجعلْ لنا منكَ في آدابِنا سَبَبَا |
|
وافتحْ قلوباً لنا بالحُزنِ قد غُلِقَتْ | |
|
| يا من إذا شاءَ إعْطاءَ المُنى وهَبَا |
|
ندعوكَ بالرَّحمةِ العُظمى التي سبقَتْ | |
|
| في عالمِ الأَمرِ شأْوَ السَّادةِ النُّجَبَا |
|
أعني به المُصْطَفى المُختارَ من مُضَرٍ | |
|
| من أنتَ أَنتَجْتَهُ خيرَ الورَى نسَبَا |
|
فقامَ المِدِّينِ حِصناً لا يبيدُ وقد | |
|
| أَعزَّ دهراً بعالي عزمِهِ العَرَبَا |
|
بآلِهِ الأَوصِياءِ الغُرِّ سادتِنا | |
|
| أهلِ المَعارِجِ في المعَنَى ومن صَحِبَا |
|
يسِّرْ شُؤُناً أردْناها وجدْ كَرَماً | |
|
| بمحضِ فضلٍ فلم نقضِ الذي وجَبَا |
|