بالله يا سائقَ الأظْعانِ خُذْ خَبَراً |
من الكَئيبِ الَّذي أوْدى به الخَبَرُ |
واذْكُر لأهلِ الحِمى من شأنِه أثراً |
فالعَيْنُ غالَتْ بهِ والشَخْصُ والأثَرُ |
أضْحى خَيالاً ولم تُدْرِكْ حَقيقتُه |
إن يرجعِ الطَّرْفَ لم يَلْحَظْ له البَصَرُ |
يَموتُ إن سارتِ الأظْعانُ مُزْمِعَةً |
وجْداً ويُحْييهِ صَوتُ الرَّكبِ إن خَطَروا |
قدْ حَمَّلَتْهُ اللَّيالي من فِراقهم |
والهْفَ قَلباهُ ما لم يَحْملِ البَشَرُ |
يَغارُ قَلباً عَليهمْ أن يَطوفَ بِهمْ |
إذا تَجَلَّوا له من عَيْنهِ النَّظَرُ |
قالَ العَواذلُ غابوا فارْوِ سيرَتَهُمْ |
فَقُلْتُ في القلبِ إن غابوا وإن حَضروا |
لله من زفراتٍ أحْرَقَتْ كَبدي |
لأجْلِهمْ ودُموعٍ دونَها المَطَرُ |
يا سائِقَ العيسِ والألبابُ طائِرَةٌ |
أوْقفْ فُؤادي وإلا احْتاطَكَ الشَّرَرُ |
هذا حَديثي مُعْتَلٌّ به سَنَدٌ |
عَمودُهُ مُرْسَلٌ والنَّصُّ مُخْتَصَرُ |
قلبي غَنيٌّ بِهمْ عن كلِّ بارِزَةٍ |
لكنْ لَهُمْ أبداً والله مُفْتَقرُ |
يا من طَوَيتُ لهمْ كلَّ الوُجودِ على |
حَرفٍ وهَمِّي بأكْنافِ الوَرى نَشَروا |
رِقُّوا لِحالي فإني هائِمٌ دَنِفٌ |
وللمُحبِّينَ من حالي بَدَتْ عِبَرُ |
يَطوفُ قَلبي بلا قَلْبٍ بِكَعْبتِكُمْ |
وقد يَحُجُّ بِمغناكُمْ ويَعْتَمِرُ |
هذا حديثي بِكُمْ تُرْوى رِوايَتُهُ |
وسِفْرُ وَجْدي لكمْ تُتْلى بهِ السُّوَرُ |
العَيْنُ باكِيَةٌ والرُّوحُ شاكيةٌ |
والصَّبْرُ مُفْتَقَدٌ والوَجْدُ مُدَّخرُ |
والحَيُّ مُبْتَعدٌ والمَوْتُ مُقْتَرِبٌ |
والآهُ مُنْكَشِفٌ والجَمرُ مُسْتَتِرُ |
ولا صَديقٌ على هَمِّي يُساعدُني |
ولا حَبيبي لهُ في حالَتي نَظَرُ |
لو أنَّها فَعْلَةُ الفاروقِ قُلْتُ لهُ |
اعْدلْ عَليكَ سَلامُ الله يا عُمَرُ |
لكنَّها فِعْلُ من روحي بِقَبضتِهِ |
وإنَّني عَبْدُهُ يُفْدى لهُ العُمَرُ |
موسى شُؤُنيَ لم يَفْقَهْ مُعارَكَتي |
والياسُ لم يَدْرِ هذا السِرَّ والخَضِرُ |
يا للعجائبِ من سِرٍّ أُلَجْلِجُهُ |
بيني وبينَ حبيبي الدَّهْرَ يَسْتَتِرُ |
لي منه قَصدٌ وقد طالَ المَطالُ به |
والقَصدُ يَحصُلُ إن ما ساعَدَ القَدَرُ |
قد حارَبَتْني شُؤُناتُ الُجودِ به |
وضِمْنَ ضعفي به لا زِلْتُ أنْتَصِرُ |
وفي الهوى صِرتُ رَأساُ في عِصابَتِهِ |
وهُمْ أُناسٌ لقد ماتوا وما قُبِروا |
إذا رأيْتُهُمو إن مَرَّ خاطِرُهُ |
كأنَّهُمْ نشِروا من بعد ما حُشِروا |
بِحبِّهِ اشْتَهروا في الكَوْنِ أجْمَعهِ |
وطَيَّ أذْيالِهِ عن غَيرهِ اسْتَتَروا |
أفْناهُمو حُبُّهُمْ لكنْ يَحِقُّ لهمْ |
هم الحبيبُ الَّذي عَزَّتْ به مُضَرُ |
عَدْنانُ سادَ به من قبلِ أن بَرَزَتْ |
أنوارُ هَيكَلِهِ والياسُ والنَّضَرُ |
صَلَّى عليه إلهُ العَرشِ ما طَلَعَتْ |
شَمْسٌ ولألأ في أبراجِهِ القَمَرُ |
وآلِهِ والصِّحابَ الخَيِّرينَ فهم |
يَجري السَّلامُ عَليهمْ كُلَّما ذُكِروا |