مِن عَهدِ إيزيسٍ وَإيزيريسا | |
|
| قَبلَ المَسيحِ وَقَبلَ شِرعَةِ موسى |
|
بَل قَبلَ ذاكَ الناسُ دانوا بِالَّذي | |
|
| دانوا وَقَد كانَ المَجوسُ مَجوسا |
|
دانَ الفَراعِنُ قَبلَ موسى وَاِرتَدى | |
|
| بِالدينِ بوذا قَبل مَظهَر عيسى |
|
مُذ كانَ خَلقُ الناسِ كانَ الدينُ في | |
|
| أَرواحِهم مُتَأَصّلاً مَغروسا |
|
فَمَضوا بِهِ شَتّى المَذاهِبِ شُرَّداً | |
|
| يَتَخَبَّطونَ دُجنَّةً أُدموسا |
|
كَثُرَت لَهُم وَتَجنسَت أربابُهُم | |
|
| فَلَو استَوَت جَيشاً لَكانَ خَميسا |
|
ما زالَ حُبُّ الذّاتِ يَعمَلُ فيهِمِ | |
|
| حَتّى اقتَنوا لِمُلوكِهِم تَقديسا |
|
فَأَبوا لَهُم إِلّا النُّبُوَّةَ مَنزِلاً | |
|
| وَأَبوا لَهُم إِلّا التَأَلُّهَ خيسا |
|
وَإِذا بَلَغتَ مِنَ الخَبيءِ رَأَيتَ ما | |
|
| عَبَدوهُ شَيئاً واحِداً تَأسيسا |
|
رَمَزوا بِهِ عَن جَوهَرٍ مُتَرَفِّعٍ | |
|
| يَحتاطُ أَرواحاً لَهُم وَنُفوسا |
|
فَتَصَوَّروهُ لهبَةً مَشبوبَةً | |
|
| وَتَخَيَّلوهُ أَشِعَّةً وَشُموسا |
|
وَرَأَوا بِهِ عِظَمَ العَظائِمِ كُلِّها | |
|
| وَالحسنَ اجمَعَ وَالرَّخا وَالبوسا |
|
فَالزَّهرَةُ الحسنا وَميليتا وَعِشتا | |
|
| روتُ وَالعِزّى إِلى إِيزيسا |
|
هَبَلٌ وَباعَلُ قَبلَهُ وَأَمونُ مَع | |
|
|
وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ المُنيرُ وَأَنجُمٌ | |
|
| سَطَعَت وَنيرانٌ تَشُبُّ قبوسا |
|
هِيَ رَمزُ شَيءٍ واحِدٍ وَلَو انَّهُم | |
|
| قَد أكثَروا التَّنويعَ وَالتَّجنيسا |
|
مَعناهُ أَنَّ وَراءَ عِلمِكَ عِلَّةً | |
|
| ما زالَ فهمُكَ دونها مَحبوسا |
|
فَدَعِ الحَنيفَة وَاليَهودَ وَشَأنهم | |
|
| وَالعيسَوِيَّ وَصحب كَنفاشوسا |
|
وَذَرِ التَكَهُّنَ وَالتَعَرُّف وَالرُّقى | |
|
| وَالسِّحرَ وَالتَّنجيمَ وَالتَّحبيسا |
|
وَالجِنَّ وَالأَملاكَ طرّاً وَالَّذي | |
|
| يَدعونَهُ في عُرفِهِم إِبليسا |
|
وَاعمَد إِلى الوِجدانِ لا تَعدِل بِهِ | |
|
| شَيئاً وَلَو مَطَرَ الغَمامُ طقوسا |
|
فَالدينُ ما سَنَّ الضَّميرُ مُحذِّراً | |
|
| يَوماً عَلى المُتَعَطِّلينَ عَبوسا |
|
جلَّ الَّذي خَلَقَ الوُجودَ وَأَوجَدَ | |
|
| الإِنسانَ حُرّاً مِثلَهُ قدّوسا |
|
إِن شاءَ نالَ كَما يَشاءُ سَعادَةً | |
|
| أَو شاءَ كانَ كَما يَشَأ مَتعوسا |
|
وَإِذا نَظَرتَ إِلى الوُجودِ رَأَيتَهُ | |
|
| بِالحُبِّ يَحيا سائِساً وَمَسوسا |
|
وَرَأَيت حُبَّ الذّاتِ فيهِ لَم يَزَل | |
|
| مِن يَومِ رَبِّكَ لِلبَقا ناموسا |
|
لَولاهُ ضاعَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها | |
|
| مَعنى الحَياةِ أَو اِغتَدى مَدروسا |
|
وَالناسُ لَولا حُبُّهُم لِلذّاتِ ما | |
|
| شَرِبوا عَلى بَعضِ الأُمورِ كُؤوسا |
|
وَبِغَيرِ صَرحِ الدّينِ عِندَ اليَأسِ لا | |
|
| تَجِد النُّفوسُ معاذَها مَأنوسا |
|
قالوا المُجَرّبُ خَيرُ من وَصَفَ الدَّوا | |
|
| إِنّي لذاكَ فَخُذ بِقَولي توسا |
|
فَأَنا الَّذي اتَّخَذَ المَصائِبَ خِلَّةً | |
|
| وَاليَأسَ خِدناً وَالعَذابَ جَليسا |
|
وَالدين آخِرُ ما يَزولُ إِذا اغتَدَت | |
|
| هذي العوالِمُ ظُلمَةً حنديسا |
|