سَمَحَ القَريضُ إِلَيكَ بَعدَ شِماسِ | |
|
| فَاثنِ الخَليطَ عِن اجتِلاءِ الكاسِ |
|
ما الرّاحُ بالِغَةٌ عَلى غُلَوائِها | |
|
| ما تَنتَحيهِ خَمرَةُ الأَنفاسِ |
|
لا تَشتَفي الأَرواحُ مِن برحائِها | |
|
| حَتّى يَكونَ مِنَ العُقولِ مُؤاسِ |
|
أَطرِف بِحالِيَةِ النِّظامِ غَرائِباً | |
|
| يُؤنِسنَ وَحشَةَ فاقِدِ الإيناسِ |
|
مِن كُلِّ قافِيَةٍ إِذا أَورَدتها | |
|
| صَدَرَت بِلُبِّ الأَروَعِ القنعاسِ |
|
فَالحَليُ ما نَظّمتَ مِن نَفَس النُّهى | |
|
| لا ما تُنَظِّمُ مِن كَريمِ الماسِ |
|
وَهِمَ الَّذي حَسِبَ الأُلى سلَفوا مَضوا | |
|
| بِالشِّعرِ غَيرَ مَعاهِدٍ أَدراسِ |
|
لكِن قَضى القَومُ الَّذينَ تُظِلُّهُ | |
|
| أَكنافُهُم فَغَدا طَريدَ الياسِ |
|
وَإِذا الدِّماغُ تَناوَلتهُ عِلَّةٌ | |
|
| خابَ الرَّجاءُ وَضاعَ جُهدُ الآسي |
|
وَالخطب بِالأَفكارِ أُحكِمَ قَيدُها | |
|
| لا بِالرقابِ تُشَدُّ بِالأَمراسِ |
|
لا يَرتَوي الصادي رَأى غَمراً وَمِن | |
|
| دونِ الوُرودِ مَناصِلُ الأَحراسِ |
|
وَمُكَلّفُ الفِكرِ الأَسيرِ تَبارِياً | |
|
| مُتطَلّبٌ ماءً مِنَ الأَقباسِ |
|
وَالشِّعرُ إِن لَم يَحدُهُ حادي النَّدى | |
|
| حرِنُ المَقادَةِ مولَعٌ بِشِراسِ |
|
كَم غادَرَ الشُّعَراءُ مَعنىً لَم يَزَل | |
|
| في خاطِرِ الأَيّامِ رَهنَ مِراسِ |
|
في كُلِّ يَومٍ لِلخَواطِرِ شارِقٌ | |
|
| يَكفي المُغَلِّس شعلَةَ النِّبراسِ |
|
مِن كُلِّ مَعمورِ المَحاسِن جدَّةً | |
|
| يَكسوهُ مِن وَشيِ المِلاحَةِ كاسِ |
|
وَيَكادُ يَفهَمُهُ المِدادُ لِحُسنِهِ | |
|
| وَتُحِسُّ فيهِ صَفحَةُ القرطاسِ |
|
لا يَنتَهي صَوب النُّهى إِلّا إِذا | |
|
| أضحى لَهُ وَطَنٌ بِغَيرِ الرّاسِ |
|
وَالدَّهرُ ذو غِيرٍ فَما أَطوارُهُ | |
|
| مِمّا يقيسُ مُجَرِّبٌ بِقِياسِ |
|
لا خَلقَ أتعَبُ من فَثى آمالُهُ | |
|
| صَرعى وَمَرمى نَفسِهِ ذو باسِ |
|
فَتَناسَ بادِرَةَ الأَنامِ فَإِنَّما | |
|
| خَيرُ الأَنامِ النابِهُ المُتَناسي |
|
وَتجافَ من جَحد الصَّنيعَةِ دَأبُهُ | |
|
| ذَنبُ الجُحودِ خِلافَ ذَنبِ النّاسي |
|
يَبغي الجَوادُ ثَوابَ ما أسدى وَلَو | |
|
| حمداً فَلا ثمرٌ بِدون غراسِ |
|
مُعطي الطَّريفِ اسحّ كَفّاً مِن فَتىً | |
|
| يُعطيك مِن جَبَلِ التَّليدِ الرَّاسي |
|
ما عزَّ دينارُ التّلادِ كَدِرهَمٍ | |
|
| رَيّانُ مِن عَرَقِ الأَسِرَّةِ حاسِ |
|
وَالشَّيءُ لَم تَجهَد بِهِ أَيدي الفَتى | |
|
| لَيسَ الفُؤادُ عَلى نواه بقاسِ |
|
مَهلاً وَما يَحتاجُ مُرتادُ اللُّهى | |
|
| إِقدامُ عَمروٍ أَو ذَكاء إِياسِ |
|
لكِنَّما السّمحُ الكَريمُ يَعوزُهُ | |
|
| قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الحَديدِ القاسي |
|
لَيسَ المُفَرِّقُ في الكَريهَةِ جحفَلاً | |
|
| مثلَ المُفَرّقِ جَحفَلَ الأَكياسِ |
|
يَلقى الفَتى زُرقَ الأَسِنَّةِ في الوَغى | |
|
| وَيَهابُ صَولَةَ جامِحِ الإِفلاسِ |
|
مَن لَم تُؤَرِّقهُ النَّوائِبُ لَم يَذُق | |
|
| لَو عاشَ دَهراً لذَّةً بِنعاسِ |
|
وَمَتى يكن حكمَ المَحاجز خَصمُهُ | |
|
| فَسَبيلُهُ قصدٌ إِلى الأَرماسِ |
|
كَم جائِرٍ في الحاكِمينَ وَعُذرُهُ | |
|
| أَنَّ المُجيزَ لما أَتاهُ سِياسي |
|
وَحراً بِرَحمَةِ رَبِّهِ رَجُلٌ غَدا | |
|
| لِبنايَةِ الإِصلاحِ رُكنُ أَساسِ |
|
وَمِنَ المواطن يَلقَعٌ لَو كاثَرَت | |
|
| سُكّانُهُ تِعدادَ شَعر الرّاسِ |
|
ما القَفرُ أَكثَرُ وَحشَةٍ مِن مَعهَدٍ | |
|
| حَيثُ الخَواطِرُ فيهِ كَالأَغلاسِ |
|
وَحَياةُ يَومٍ في بِلادٍ حُرَّةٍ | |
|
| عمرٌ يُطاوِلُ مُدَّة الأحراسِ |
|
وَمِنَ العَزاءِ إِذا قَضى ذو عِلَّةٍ | |
|
| أَنَّ الَّذي وَصَفَ الدَّواءَ نطاسي |
|