إيهٍ فَما تَحتَ السَّماءِ جَديدُ | |
|
| مِثلُ الخَوالي قابِلٌ وَعَتيدُ |
|
في خاطِرِ الأَيّامِ مَوجِدَةٌ وَفي | |
|
| صَدرِ الزَّمانِ ضَغائِنٌ وَحُقودُ |
|
نارٌ هِيَ الدُّنيا يَشُبُّ أُوارُها | |
|
| لكِن لَها مُهجُ النُّفوسِ وَقودُ |
|
حَربٌ حَياةُ ذَوي الحَياةِ يَحُثُّها | |
|
| بَطَلاً طِرادٍ باسِلٌ وَعَنيدُ |
|
لَيلٌ وَصُبحٌ دائِبانِ عَلى القِلى | |
|
| وَكِلاهُما مُستَطرِدٌ مَطرودُ |
|
لا تَنقَضي أَبَدَ الأَبيدِ وَغاهما | |
|
| وَالعالِمونَ مطارِدٌ وَطَريدُ |
|
أَمّا السَّلامُ فَبَينَ أجداثِ الأُلى | |
|
| هدأت بِهِم تَحتَ التُّرابِ لحودُ |
|
وهم الأُلى زَعَموا بِأَنَّ مَقَرَّهُ | |
|
| فوَهُ المَدافِع فَالسَّلامُ بَعيدُ |
|
حَسبوا الوَعيدَ بِهِ الكَفيلَ وَما دَرَوا | |
|
| أَنَّ المَطامِعَ دونها التَّهديدُ |
|
فَإِذا استَمَرَّت بِالنُّفوسِ مَآرِبٌ | |
|
| هَيهاتِ يُطمعُ بِالسَّلامِ وَعيدُ |
|
وَلَئِن يَكُن قالَ المَقالَ مُجَرِّب | |
|
| حَنك فَآراءُ الرِّجال تحيدُ |
|
لِلسَّيفِ في كَفِّ المُدَرَّبِ نبوَةٌ | |
|
| عِندَ القِراعِ وَلِلزِّنادِ صُلودُ |
|
تِلكَ الهَريتَةُ إِنَّ في لَهواتِها | |
|
| شَرَراً يَذوبُ لِحَرِّهِ الجُلمودُ |
|
لا يَستَقِرُّ السّلمُ في أَفواهِها | |
|
| حَتّى يَكونَ مِنَ الجَحيمِ بَرودُ |
|
في الدَّهرِ يَومٌ مِن لَهيبِ كُراتِها | |
|
| لِلكَونِ مِنهُ ما رَأَتهُ ثَمودُ |
|
خُذ بِالمَقولِ وَدَع مَكانَةَ قائِلٍ | |
|
| فَالنّور مِن جِلدِ الدُّجى مقدودُ |
|
فَلَئِن تروني نِضوَ خَطبٍ بالِيا | |
|
| فَالرَّأي فَخمٌ وَالكَلامُ جَديدُ |
|
سَيَقولُ مِن أعقابِ آدَمَ قائِلٌ | |
|
| صدق المَريض وَما يَقولُ أَكيدُ |
|
أَعِدا اذدِكارَك يَوم مِتسَ وَما دَهى | |
|
| فَالخَطبُ دانٍ ما طَوَتهُ عُهودُ |
|
أَنَسيتَ يَومَ حِصارِ باريسٍ وَكَم | |
|
| فيهِ تَقَطَّعَ نابِضٌ وَوَريدُ |
|
وَتَقَوَّضت تِلكَ الحُصون وَبُدِّلَت | |
|
| تِلكَ الثُّغورُ وَمَجدُها المَشهودُ |
|
بُدِّلنَ بَحراً غَيرَ أَنَّ غِمارَهُ | |
|
| مُهَجٌ تصوبُ وَأدمعٌ وَصَديدُ |
|
تَيّارُ دَمعٍ فَوقَ لُجٍّ مِن دَمٍ | |
|
| وَسَحابُ نار وَاِرفٌ مَمدودُ |
|
فَلَكَم تَصابى لِلرَّدى مُتَهَالكاً | |
|
| هَرِمٌ وَشُيِّبَ في المهادِ وَليدُ |
|
تِلكَ الخطوب منَ القَوابِلِ ذرَّةٌ | |
|
| مَن عاشَ يُبصِر فَالمَسيرُ وَئيدُ |
|
ميتانِ بَل حَيّانِ مؤودانِ في | |
|
| جَدَثِ الزَّمانِ كِلاهُما مَلحودُ |
|
يَحيا السَّلامُ مَتى تعش روحاهُما | |
|
| إِن كانَ يَحيا مائِتٌ مَؤودُ |
|
الحَقُّ صِرفاً لا يُزنُّ بِريبةٍ | |
|
| وَالعَدلُ بَحتاً بِالهُدى مَشدودُ |
|
تَنصاعُ أطماعُ المَساعي مِنهُما | |
|
| صَرعى وَأهواءُ النُّفوسِ تَبيدُ |
|
هَيهات من عَنقاء مُغرِبَةٍ يَدٌ | |
|
| وَمِنَ السُّهى مُتَطاوِلٌ وَمُريدُ |
|
في الخَلقِ عَمّا تَبتَغي عَجزٌ وَفي | |
|
| خُلُقِ الزَّمانِ تَجهمٌ وَصُدودُ |
|
قُل لِلقُبورِ إِذاً تعهدكِ الحَيا | |
|
| فَلأنتِ وَحدَك لِلسَّلامِ مهودُ |
|
سرّانِ صانَهُما الزَّمانُ عَنِ الفَتى | |
|
| آتيهِ ثمّة حَظّه المَرصودُ |
|
مَن لَم تُدَرِّبهُ الخُطوبُ هَوَت بِهِ | |
|
| شِيَمُ السَّليقَةِ فَالزَّمانُ يَكيدُ |
|
مَن أَدبتهُ النّائِباتُ سَما لَهُ | |
|
| خُلُقٌ يَكيدُ النّائِباتِ حَميدُ |
|
فَمِنَ العَوادي لِلأَريبِ مَعاقِلٌ | |
|
| وَمِنَ الشَّدائِدِ عُدَّةٌ وَعَديدُ |
|
وَلَرُبَّما بَدَرتهُ قاضِيَةٌ فَما | |
|
| أبقى عَلَيهِ صَرفُها المريدُ |
|
كيما يَنالُ مِنَ الخُطوبِ فَوائِداً | |
|
| وَيردُّ كَيدَ زَمانِهِ وَيَذودُ |
|
ثَوبُ الحَياةِ وَإِن حرصتَ مُهَلهِلٌ | |
|
| خَلِقُ البَنائِقِ واهِنٌ مَسرودُ |
|
طوراً يُرَقِّعهُ الرّجاءُ وَتارَةً | |
|
| غِرُّ الأَماني وَالبِلى صِنديدُ |
|
خُلِقَ الأَسى تِربَ السُّرورِ وَمِثلهُ | |
|
| خُلِقَ النّواحُ وَتربهُ التَّغريدُ |
|
في السُّخطِ حِلمٌ وَالجبانةِ شِدَّةٌ | |
|
| وَالذُّلِّ عِزٌّ وَالقَناعَةِ جودُ |
|
لَولا سَجايا اللُّؤمِ ما عُرفت وَلا | |
|
| وَثُقَت خِلالٌ لِلعلى وَعُهودُ |
|
ما باتَ يَهتَزُّ الكَريمُ تَفاخُراً | |
|
| لَو لَم يَكُن لِلباخِلينَ وُجودُ |
|
ما عَزَّ قَدرُ الباسِلينَ شَجاعَةً | |
|
| في الحَربِ لَو لَم يُخلَقِ الرّعديدُ |
|
تَذوي البِلادُ وَتَستَعيدُ نَضارَةً | |
|
| وَالمَجدُ يَذهَبُ تارَةً وَيَعودُ |
|
أَرضٌ يصوبُ لَها النَّعيمُ سَعادَةً | |
|
| زَمَناً وَأرضٌ تَلتَوي وَتَميدُ |
|
لا الهونُ يَبقى لِلَّتي أقوت وَلا | |
|
| يَبقى لِرَبّاتِ السّعودِ سُعودُ |
|
لا تَحسَبَنَّ جَمالَ عَصرِك خالِداً | |
|
| ما في الحَياةِ لِذي الحَياةِ خُلودُ |
|
تِلكَ المَحافِلُ أَنت أَدرى بِالَّذي | |
|
| يَجنيهِ مِنها جاهِلٌ وَرَشيدُ |
|
خُطَطٌ دَعاها قَومُهُ حريةً | |
|
| لكِنَّها عِند الصَّحيحِ قُيودُ |
|
إِنَّ الَّذي سَمَّيتُموهُ تَمَدُّناً | |
|
| سَيُرى وَرُكنُ بِنائِهِ مَهدودُ |
|
بِالكَهرُباءِ وَبِالبُخارِ سَما لَهُ | |
|
| مَجدٌ وَفي هذَينِ سَوفَ يبيدُ |
|
ضَلَّ الأُلى قالوا الثّباتُ حَليفُهُ | |
|
| دونَ السُّقوط وَحَظّهُ التَّأييدُ |
|
ما في الغَوامِضِ ضامِنٌ لِحَياتِهِ | |
|
| حَتّى يُصاحِبَ عُمرَهُ التَّخليدُ |
|
إِن فاتَهُ حُكمُ التواءِ الدور لا | |
|
| يَعدوهُ في مَرِّ الزَّمانِ جَليدُ |
|
هَيهاتِ ما خُلِقَ الثَّباتُ وَلا البَقا | |
|
| إِنَّ الدَّليلَ عَلى الزَّوالِ سَديدُ |
|
صَعِدت وَصَوَّبتِ العُصور وَلَم يدم | |
|
| في الدَّهرِ تَصويبٌ وَلا تَصعيدُ |
|
فَانظُر إِذا كانَت تَطولُ حَياتُهُ | |
|
| أَو لا يَكونُ لِعُمرِهِ تَمديدُ |
|
أَوَ هَل يُعَمِّرُ فَوقَ ما في الشَّرقِ قَد | |
|
| عَمَر التَّمَدُّنُ قَبلَهُ وَيَسودُ |
|
وَهَلِ الفَضيلَةُ فيهِ أَنضَرُ أَيكَةً | |
|
| أَو مَجدُ هاتيكَ العُصورُ زَهيدُ |
|
فَإِذا فَطَنتَ فَلا تَرى في خُلقِهِ | |
|
| مَعنىً إِلى طولِ الحَياةِ يَقودُ |
|
كَلّا وَلا في كُنهِهِ وَصفٌ بِهِ | |
|
| يَحيا وَيَفضُلُ غَيرَهُ وَيَزيدُ |
|
هَبهُ تصعّدَ في المَعارِفِ جاهِداً | |
|
| جهداً فَإِنَّ السّاقِطَ المَجهودُ |
|
وَهَبِ الفَضيلَةَ واحِداً لِكِلَيهِما | |
|
| فَرجالُهُ غَيرُ الَّذينَ أُبيدوا |
|
ما في تَمَدُّنِ مَن مَضَوا وَهنٌ وَلا | |
|
| في مَجدِهِم لِلمُستَزيدِ مَزيدُ |
|
فَقُصورُ عَصرِكَ دونَ شُمِّ قُبورِهِم | |
|
| وَلَقَد يَلَذُّ لِعَصرِكَ التَّقليدُ |
|
ما بُرجُ إيفَلَ ذَرَّةٌ إِن قِستَ مِن | |
|
| أَهرامِ مِصرٍ وَالعيانُ شَهيدُ |
|
لَيتَ القَريضَ عَلى التَّرَسُّل مُسعداً | |
|
| كيما أعدُّ شَواهِداً وَأزيدُ |
|
لكِنَّما حَسبُ اللَّبيبِ إِشارَةٌ | |
|
| عِندَ التَّرَسُّلِ فَالقَليلُ مُفيدُ |
|
ما عِزُّ لَندَنَ فَوقَ عِزَّةِ رومَةٍ | |
|
| أَيّامَ كانَت تَزدَهي وَتَميدُ |
|
ما مَجدُ باريسَ العَتيدُ بِعادِلٍ | |
|
| مَجداً لِبابِلَ وَالزَّمانَ بَعيدُ |
|
ما في عِداءِ السِّينِ ما قَد كانَ في | |
|
| عدياتِ دِجلَةَ وَالطُّلولُ شُهودُ |
|
أَيّامَ كانَت حجرَتَيهِ وَحَولهُ | |
|
| تِلكَ القُصورُ عَلى النُّجومِ تَسودُ |
|
تِلكَ المُعَلَّقَةُ الحَدائِقِ سمكُها | |
|
| في الجَوِّ مَرفوعُ العِمادِ مَشيدُ |
|
لا بِالسَّماءِ وَلا الصَّعيدِ كَأَنَّما | |
|
| بِالخافِقاتِ سِماكُها مَعقودُ |
|
جَنّاتُ آطامٍ وَحُوُّ خَمائِلٍ | |
|
| نُضرٍ لَها بَينَ الغَمامِ رُكودُ |
|
مُتَهَدِّلاتٌ في السّحابِ كَأَنَّها | |
|
| لِلزّاهِراتِ خَلاخِلٌ وَعُقودُ |
|
تِلكَ الأَواهِلُ بِالعَواهِلِ أَصبَحَت | |
|
| مَغنى أَوابِد في القفارِ تَرودُ |
|
تِلكَ الغَرائِبُ بالعظائمِ بُدِّلَت | |
|
| دمناً غرائبَ بالهوان تؤودُ |
|
عَفَّت مَعالِمُها السّنون وَأَظلَمَت | |
|
| فيها وهادٌ أَقفَرت وَنُجودُ |
|
ما دامَتِ الدُّنيا لِآشورٍ وَلا | |
|
| حازَ البَقاءَ بِمَجدِهِ نَمرودُ |
|
هَلَكَ الفَراعِنَةُ الَّذينَ عَهدتهُم | |
|
| وَمَضى الأَكاسِرَة المُلوك الصيدُ |
|
دَرَجَ القَياصِرَةُ الأُلى خَفَقَت لَهُم | |
|
| في الخافِقينِ حَجافِل وَبُنودُ |
|
أَقوت مَعاهِد قَومِ يونانَ الأُلى | |
|
| راضوا اللَّيالي وَالزَّمانُ شَرودُ |
|
خَوَت العُروشُ عُروشُ فَونيقى وَقَد | |
|
| كانَ الزَّمانُ بِما تُقِلُّ يَؤودُ |
|
أَينَ العَظائِمُ حَولَ صور وَقَبلها | |
|
| صيدونُ تَزأَرُ في ذُراهُ أسودُ |
|
لَو أَنَّ آثارَ الرِّجالِ تُعيدُهُم | |
|
|
فَهُمُ الأُلى صَرَعوا البِحارَ وَذَلَّلوا | |
|
| تَيّارها وَالماخِراتِ جُنودُ |
|
خَلَقوا المَفاخِرَ لِلزَّمانِ وَمَهَّدوا | |
|
| سُبُلَ المَعارِفِ حَبَّذا التَّمهيدُ |
|
إِنَّ الَّذي بَدَعَ الكِتابَةَ فَوقَ من | |
|
| بَدَعَ البُخارَ إِذا اِستَقَلَّ عَميدُ |
|
لَولا الكِتابَةُ ما فَخَرتَ وَلا عَلا | |
|
| صَوتُ البُخار تَضُجُّ مِنهُ رُعودُ |
|
ما نفع أَسلاكِ البروقِ أَو الَّذي | |
|
| يَطوي المَفاوِزَ وَالسراطُ حَديدُ |
|
إِن لَم تصرَّ عَلى الطُّروسِ يَراعَةٌ | |
|
| تُدني القَصِيَّ فَينفدُ التَّبعيدُ |
|
تِلكَ الشُّعوبُ مَضَت وَما أبقَت سِوى | |
|
| أَثَرٍ يُجَدِّدُ ذِكرَها وَيُعيدُ |
|
خَلَعوا عَلى الدُّنيا الضّياءَ وَأظلَموا | |
|
| وَاِستَأثَرَت بِهِم اللَّيالي السّودُ |
|
أقوى تَمَدُّنهم وَبُدِّدَ شَملُهُم | |
|
| وَلِكُلِّ شَملٍ لائِمٍ تَبديدُ |
|
بادوا وَبَدَّلتِ العُصورُ جَمالَهُم | |
|
| تِرباً وَرَبُّكَ دائِماً مَوجودُ |
|
ثَوبُ العُلُوّ عَلى الهُبوطِ مُفَصَّلٌ | |
|
| لا يَخدَعَنَّك إِن صَعِدتَ صُعودُ |
|
لا تَطمَعَنَّ مِنَ النَّعيمِ بِطائِلٍ | |
|
| كُلٌّ لِيَومِ كَريهَةٍ مَولودُ |
|
ما في الحَياةِ سَعادَةٌ أَمّا الَّذي | |
|
| خَشِيَ الإِلهَ فَإِنَّهُ لَسَعيدُ |
|