نادَيتَ حِلمَكَ فَاِستَفاقَ مُجيبا | |
|
| وَدَعوتَ رُشدَكَ فَاِنتَدَبتَ أَريبا |
|
فَاقرِ التَجَلُّدَ مِن تَريبِكَ إِن يَكُن | |
|
| تَركَ المُلِمُّ مِنَ الخطوبِ تريبا |
|
وَمِنَ الفَطانَةِ أَن تُري مُتَغابِياً | |
|
| إِن كانَ فَضلُ العارِفينَ عُيوبا |
|
فَلَقَد يُضِرُّ الفَضلُ مُحرِزَ خَصلِهِ | |
|
| وَتُعَدُّ أنفاسُ الكَريمِ ذُنوبا |
|
ما في الحَياةِ لِعاقِلٍ أَو جاهِلٍ | |
|
| صَفوٌ يَذوبُ لَهُ النَّعيمُ صَبيبا |
|
يَشقى اللَّبيبُ بِعِبءِ مُطَّلِبِ النُّهى | |
|
| وَكَفى الغَباوَةَ بِالغَبِيِّ لُغوبا |
|
فَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تَكونَ مُغَفَّلاً | |
|
| وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تَكونَ لَبيبا |
|
فَإِن اِستَطَعتَ وَما أَخالكَ فَاِعتَزِل | |
|
| وَاِجعَل نُهاكَ مُنادِماً وَقَريبا |
|
وَإِذا صَحِبتَ مُسامِراً فَمُهَذَّباً | |
|
| وَإِذا قَصَدتَ مَمدحاً فَنجيبا |
|
سَمحٌ مَتى تَعمُر فِناءَ رِحابِهِ | |
|
| تَحتَلّ رَوضاً بِالرّجاءِ خَصيبا |
|
يَلقاكَ لا مُتَجَهِّماً أَرزاً وَلا | |
|
| مُتَبَرِّماً حذَرَ السُّؤالِ قَطوبا |
|
يُعطي وَصَفحَةُ وَجهِهِ مَصقولَة | |
|
| بشراً كَنورِ الأقحُوانِ رَطيبا |
|
لا يَبلُغُ الدينارُ غُفرَةَ ردنِهِ | |
|
| حَتّى يُفارِقَ راحَتَيهِ سَليبا |
|
فَكَأَنَّما آلَت يَميناً كَفُّهُ | |
|
| أَن لا تَضُمَّ الدِرهَمَ المَضروبا |
|
لَو أَنَّ مُهجَتَه العَزيزَةَ لَم تَكُن | |
|
| وَقفاً عَلى حُبِّ المَليكِ حقوبا |
|
خَلَعَ الحَياةَ عَلى مُؤَمِّلِ رِفدِهِ | |
|
| إِن لَم يَكُن إِلّا الحَياةَ طلوبا |
|
زَندُ الخَليفَةِ عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ | |
|
| دَهياء تزجي أَبؤساً وَكروبا |
|
في كُلِّ يَومٍ فِعلَةٌ مَأثورَةٌ | |
|
| غَرّاءُ تَنهَجُ لِلفخارِ دُروبا |
|
ما جازَ أَيّامَ الشَّبابِ وَإِنَّما | |
|
| جازَ الَّذي يَدعُ الشَّبابَ مَشيبا |
|
نُوَباً مِنَ الأَحداثِ موثَقَةَ العُرى | |
|
| ظُلَماً دَجونَ نَوازِلاً وَخُطوبا |
|
جَلّى دُجنَّتها بِوامِضِ بارِقٍ | |
|
| من رَأي أَروَعَ ما يَزالُ صيوبا |
|
فَكَأَنَّ سِرَّ الوَحيِ كانَ نَجِيَّه | |
|
| أَو كانَ في نَجوى الخَفاءِ رَقيبا |
|
دَرِبٌ إِذا دَجَتِ السِّياسَةُ أزمَةً | |
|
| لا يُبصِرُ الحَدَثَ العَجيبَ عَجيبا |
|
ثَبتُ الجَنانِ عَلى الكَريهَةِ ينتَحي | |
|
| صِدقَ المَقالَةِ سائِساً وَمثيبا |
|
إِنَّ السِّياسَةَ ما حَرِصتَ نَباهَةً | |
|
| لا ما يُقالُ بأن تَكونَ كَذوبا |
|
سَمِّ اِسمَهُ إِن ناصَبَتكَ سِياسَةٌ | |
|
| يَنقدُ إِلَيكَ جموحُها تَلبيبا |
|
رَجُلٌ إِذا نَظَرَ الطَّوارئُ نَظرَةً | |
|
| يَجتازُ مِن علمِ الأُمورِ غُيوبا |
|
يُنسيكَ ناسِمَةَ الصَّبا مُتَحَبِّباً | |
|
| وَيُريكَ تَيّارَ الخضمِ غضوبا |
|
وَيَرى التَّأَدّبَ أَن يُرى مُستَبسِلاً | |
|
| وَيرى البَسالَةَ أَن يَكونَ أَديبا |
|
خُلُقٌ كَسته المكرماتُ رَصانَةً | |
|
| بُرداً مِنَ الشَّرَفِ الرَّفيعِ قَشيبا |
|
فَكَأَنَّما كانَ الرّبابُ حَليفَهُ | |
|
| أَو كانَ لِلصُّبحِ الأَغَرِّ نَسيبا |
|
لا يَرتَضي المَجدَ المُؤَثَّلَ مَورِداً | |
|
| حَتّى يَكونَ مِنَ النُّجومِ قَريبا |
|
إِن تَدعه تَدعُ الحُسامَ عَزيمَةً | |
|
| وَالطَّودَ حلماً وَالنَّوافِجَ طيبا |
|
وَإِذا سَما لَكَ يَومَ مُعتَركِ النُّهى | |
|
| طَلقَ الأَسِرَّةِ بِالخُطوبِ لَعوبا |
|
وَغَدَت تحرّك مِن دَقائِقِ ذِهنِهِ | |
|
| نارٌ تُغادِرُ بِالقُلوبِ وَجيبا |
|
أَيقَنتَ أَنَّ مِنَ اللَّهيبِ خَواطِراً | |
|
| وَدَرَيتَ أَنَّ مِنَ الذَّكاءِ لَهيبا |
|
عَطَفَ المَليكُ عَلَيهِ عَطفَةَ وامِقٍ | |
|
| تَرَكتَ بِعاطِفَةِ الحَسودِ ندوبا |
|
حَلّى بِهِ دست الوزارَة مَنصِباً | |
|
| خَطِراً إِذا عَثَرَ الهمامُ رَهيبا |
|
لا تَستَقِلُّ إِلَيهِ هِمَّةُ ماجِدٍ | |
|
| إِن لَم يُعَدُّ مِنَ الدَّهاءِ ضَروبا |
|
يَجري عَلى نَهجِ النَّجيبِ مَتى يرد | |
|
| وِردَ المَفاخِر يَمترِ الشّؤوبا |
|
طَرِبٌ إِلى نَغَمِ الحَقيقَةِ إِن يَقُل | |
|
| صَدَعَ الزَّمانُ بِما يَقولُ خَطيبا |
|
فاهنَأ أَميرَ الفَضلِ إِنَّ المَجدَ ما | |
|
| أنشَأتَ مِن كَرَمِ الفِعالِ غريبا |
|
وَاعذُر تَحَرُّقَ حاسِديكَ فَما هُمُ | |
|
| بِالظالِميكَ وَلا أَتوا تثريبا |
|
فَسناءُ مَجدٍ مِثلُ مَجدِكَ خازِنٌ | |
|
| لِلنَّجمِ يَحسده السماكُ طليبا |
|
شَأوٌ بَلَغتَ إِلَيهِ غَيرَ مواكل | |
|
| عَدوَ الظَّليمِ وَتارَةً تَقريبا |
|
عُنُقي لِحَدِّ المَشرفية إِن يَكُن | |
|
| أو كانَ مِثلُكَ خَضرَماً وَنَجيبا |
|
يَروي شَمائِلَك المِدادُ عَنِ النُّهى | |
|
| فَيَكادُ يَسطَعُ بِالبَياضِ خَضيبا |
|
تَعِبَ القَريضُ مِنَ الثَّناءِ وَلَم يَنَل | |
|
| مِمّا يُحاوِلُ أَن يَنالَ نَصيبا |
|
إِنَّ المرجّي عَدَّ وَصفك مادِحاً | |
|
| مِثل المرجى لِلبِحارِ نضوبا |
|
وَمُؤَمِّلٌ مَسَّ السُّهى بِيَمينِهِ | |
|
| مُتَطلب لَكِ في الزَّمانِ ضَريبا |
|
إِن كانَ لَيسَ لِشَمس فَضل مَغرِبٌ | |
|
| أقسَمتُ أَنَّكَ لا تُسامُ غروبا |
|