فدىً ليوسف مِن دُنياهُ وامِقُهُ | |
|
| وَصَحبُهُ مِن بَعيدِ الهَمِّ خضرمِهِ |
|
وَلَو جعلتُ فداهُ كاشحيهِ لما | |
|
| ودَيتُ غَيرَ ذَميمِ الخُلقِ مُسقَمهِ |
|
في كُلِّ يَومٍ لَهُ بِالفَضلِ مُعجِزَةٌ | |
|
| مِن كُلِّ مُنقَطِعِ التَّمثيلِ مُعدَمِهِ |
|
جَلا بِتَأليفِهِ المَيمونِ طالِعهُ | |
|
| عَن وَجهِ مُندَرِسِ التاريخِ مُظلمِهِ |
|
نَشَرتَ قَوماً وَفَصَّلتَ الخُلودَ عَلى | |
|
| قَومٍ بِكُلِّ بَديعِ الوَشيِ مُحكَمِهِ |
|
فَهَبكَ أحييتَ أرواحاً لَهُم مِدَحاً | |
|
| أَنّى أعدتَ لِكُلّ رَسمَ ميسمِهِ |
|
لَو أَنصَفوكَ عَلى صُنعٍ مُكافَأَةً | |
|
| باعوا القَلانِسَ إيفاءً لمكرَمِهِ |
|
لكِنَّما قِلةُ الإِنصافِ ما برحت | |
|
| في الخلقِ مِن يَومِ هابيلٍ وَمَأتمِهِ |
|
وَإِنَّكَ الغانِمُ المُجدي عَلَيهِ إِذا | |
|
| لَم يَستَثيروا الأَذى مِن عِند مَجثَمِهِ |
|
لكِنَّ مِثلكَ يَأتي العُرفَ تَكرِمَةً | |
|
| لِلعُرفِ عَن خُلُق بِالفَضلِ مُغرمهِ |
|
أَمّا الكِتابُ الَّذي أَهدَيتَني كَرَماً | |
|
| فَإِنَّني غَيرُ مُحصٍ وَصفَ مَغنَمِهِ |
|
رَتَّلتَهُ بِبَديعٍ غَير مُنثَلِمٍ | |
|
| نِتاجَ فِكرٍ غَزيرِ الصَّوبِ مُفعَمِهِ |
|
وَمُشرِقاتٍ سَطَعنَ مِنهُ في فلَكٍ | |
|
| مُرَصَّعاتٍ تُباهي زُهرَ أَنجُمِهِ |
|
لَو أَنهُ الصدرُ كانَت عَقدَ لُبَّتِهِ | |
|
| أَو أَنَّهُ الزَّندُ كانَت حَليَ مِعصَمِهِ |
|
فَما يَزالُ بِرَوضٍ مِنك مُؤتَنِفٍ | |
|
| غَيرُ الغَمائِمِ ساقٍ غَضَّ مَنجمِهِ |
|
عَوَّذتَهُ بِدُعاءِ الأَكرَمينَ تُقىً | |
|
| فَصانَ عارِبهُ تَرتيلُ أعجمِهِ |
|
إِنّي لمُهدٍ إِلَيك اليَومَ مُعتَذِراً | |
|
| عدادَ مُهملِهِ حَمداً وَمُعجَمهِ |
|
جُهدُ المُقِلِّ بَدَأتَ المكرُماتِ لَهُ | |
|
| فَما أَراكَ بعذرٍ غَيرَ مُكرِمِهِ |
|
وَما شَكَرتُ وَفي ما ترتبي عوَزٌ | |
|
| يهدى الكَريمُ فُضولاً مِن تَكَرُّمِهِ |
|
هَبني سَكَتُّ فَفي البَرنامِجِ اِتَّفَقَت | |
|
| لُسنُ البَيانِ عَلى إِطرا مُنَظِّمِهِ |
|
أَنتَ الغَنِيُّ وَلكِن غَيرُ مُغتَفَرٍ | |
|
| لمحرِزِ الدُرِّ كُفرانٌ بِمُنعمِهِ |
|
وَرُبَّ مُمتَدَحٍ يَهجوهُ مادِحُهُ | |
|
| وَيغنَمُ الحَمدَ وَفراً مِن مُذممِهِ |
|
وَناطِقٍ وَزُعافُ السمِّ نَفثَتُهُ | |
|
| وَساكِتٍ وَربابُ المُزنِ في فَمِهِ |
|
يولي السَّحابَ عُبابُ البَحرِ وَاِبلهُ | |
|
| وَيستَقي نُغَباً مِن سَيلِ مُستَجمهِ |
|
وَالظَّبيُ يستافُ لا مُستَنكِراً عبقاً | |
|
| رَيّا عرار النقا والطيبُ في دَمِهِ |
|
وَخَيرُ مُفتَخِرٍ في الخَلقِ مُتَّجِرٌ | |
|
| تَغدو العُقولُ مُزَجّاةً بِمرزمِهِ |
|
إِن صَدَّقَ العِلمُ شَيئاً أَنَّهُ حَسَنٌ | |
|
| بِذاتِهِ فَهوَ الحالي بِمُعلِمهِ |
|
فَشاعِرٌ يَقتَريكَ المَدحَ مُكتَسِبٌ | |
|
| حَمداً مُنَمِّقُهُ مولىً بِأَكرمِهِ |
|
نَداكَ بِالشكرِ مَوهوبٌ بِهِ خَطَراً | |
|
| يَسودُ نائِلُهُ وَهّابَ دِرهَمِهِ |
|
حُسنُ الصَّنيعِ لَهُ مِن نَفسِهِ لسنٌ | |
|
| يُثني عَلَيهِ بِوافي القَولِ مُفعَمِهِ |
|
فَما الضِّياءُ عَنِ الرّائي بِمُحتَجِبٍ | |
|
| وَلا الكَريمُ بِخافٍ نورُ مَيسَمِهِ |
|