جَرَّدتَ مِن لدن الإلهِ مُهَنَّدا | |
|
| وَسَهِرتَ لِلدّينِ العَزيزِ مُسَهَّدا |
|
وَمَشيتَ مشيَةَ خاشِعٍ مُتَواضِعٍ | |
|
| فَوردتَ مِن هامِ المَجَرَّةِ مَورِدا |
|
وَقَطعتَ ألسنَةَ الوُشاة وَسرتَ في | |
|
| جَنبِ العَلاءِ مُعَزَزاً وَمُؤَيّدا |
|
وَرَدَدتَ كَيدَ صُدورِهِم لِنُحورِهِم | |
|
| وَكَذاكَ كَبتُ الحاسِدينَ أَو العِدى |
|
إِنَّ الألى ابتاعوا الضَّلالَةَ بِالهُدى | |
|
| عَبَثَ الإِلهُ بِجَمعِهِم فَتَبَدَّدوا |
|
فَمَضَوا يَعُضّونَ البَنانَ نَدامَةً | |
|
| وَلَطالَما اِستَوقَفتهُم مُتَوَدِّدا |
|
وَبَذَلت نُصحكَ في فَسادِ أُمورِهِم | |
|
| وَسَعَيتَ فيهِم سَعيَ أروعَ أمجَدا |
|
حَتّى إِذا أصلَحتَ شأنَ فَسادِهِم | |
|
| كَفَروا بِنُعماكَ الَّتي لَن تَجحَدا |
|
فَأُغيظَ فيكَ الدّينُ وَالدُّنيا مَعاً | |
|
| وَالأَرضُ وَالشَّرفُ المُعَزَّزُ وَالنَّدى |
|
لا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قَد قُلتهُ | |
|
| عَن غَيرِ مَعرِفَةٍ بِفَضلِكَ أَو هدى |
|
فَلَقَد خبرتَ رِجالَ دَهرِكَ كُلَّهُم | |
|
| هَلّا ذَكَرتَ لِشاعِرٍ ما أنشَدا |
|
إِن أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ | |
|
| أَو أَنتَ أَكرَمتَ اللَّئيمَ تَمَرَّدا |
|
حَسبوا مناوَأَةَ الرِّجالِ ضَئيلَةً | |
|
| كَذَبوا فَما عَرَفوا الهمامَ الأَوحَدا |
|
أطمعتَهُم مُستَطرداً حَتّى إِذا | |
|
| طمعوا طَلعتَ فَكانَ عودُكَ أحمدا |
|
فَأُعيذُ قَدرَك أَن تحطَّ إِلَيهِم | |
|
| وَأُجِلُّ نَفسَكَ أَن تمدَّ لَهُم يَدا |
|
وَارحَم قُلوبَ الحاسِدينَ بِغَيظِهِم | |
|
| فَلَأَنتَ أَنتَ جَعَلتَهُم لَكَ حُسَّدا |
|
نَظَروا بِفَضلِك فَاِلتَظَت بِصُدورِهِم | |
|
| نارٌ أَبَت بِضُلوعِهِم أَن تَخمَدا |
|
فَلَأَنتَ سَيفُ اللَّهِ بَينَ ظُهورِهِم | |
|
| يفري بِحَدٍّ مِن علاك تجرّدا |
|
وَيلُ امِّ أنصار الفَسادِ أَما دَرَوا | |
|
| أَنَّ الإِلهَ بِما تَشاءُ تَعَهَّدا |
|
زُكمت بِرائِحَةِ الفَسادِ أنوفهم | |
|
| ما إِن تشمَّ عَبيرَ طُهرِكَ مَوقِدا |
|
في ذِكرِ يوسُفَ يَومَ مِصرٍ عبرَةٌ | |
|
| تَذَرُ البَغِيَّ مخذَّلاً بِكَ مُكمَدا |
|
أَو لَو رَأى يَعقوبُ عَصرِك ما جَرى | |
|
| لَبَكى دَماً تَحتَ التُّرابِ مُعَربدا |
|
قَضَتِ النُّفوسُ بِبُعد أنسكَ وَحشَةً | |
|
| وَاليَومَ أحييتَ النُّفوسَ مُجَدَّدا |
|
وَهَدَمتَ رُكنَ المارِقينَ مُعَزَّزا | |
|
| وَسَدَدتَ أفواهَ البُغاةِ مُسَوَّدا |
|
فَالمَجدُ ذرَّ بِيَومِ قُربِكَ طالِعاً | |
|
| وَالدينُ فيك وَفي قُدومِكَ عيدا |
|
فَعَلَوت حَتّى ما تَرَكتَ لِناظِرٍ | |
|
| وَبَلَغتَ أدنى ما بَلَغتَ الفَرقَدا |
|
فَلَو اَنَّ خُلدَ الحرّ يُدركُ بِالعُلى | |
|
| كُنتَ الأَحَقَّ بِأَن تَكونَ مُخَلَّدا |
|