عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > جرجي شاهين عطية > أما لأبي البرية أن يعادا

لبنان

مشاهدة
657

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أما لأبي البرية أن يعادا

أما لأبي البرية أن يعادا
فيغظر كيف هذا الكون عادا
ويبصر من بدائعه أموراً
محيرة برونقها العبادا
سقى غيث الرضى واليمن عصراً
سقانا من مسرته العهادا
نأي جيش الغباوة عن حماه
وبات العلم مرتفعاً عمادا
به أضحى القطار يسير توا
ويخترق المهامه والوهادا
ويذهب كالنعامة في الفيافي
وقد ولي البخار له قيادا
إذا ما سار خلناه براقاً
يكاد ينيلنا السبع الشدادا
وقد ملأ الفضاء له صفير
يرن به ويزداد أمتدادا
نواه وهو يلوي كالأفاعي
ويعصف مثلما توري الزنادا
يخفف عن رواحلنا عناءً
ويكفيها التنقل والجهادا
وقد حاكته في اللجج الجواري
إذا غدت البحار لها مهادا
تشق عبابها أبدا وتسعى
مقربة لراكبها البعادا
وما غير البخار لها دليل
يسير بها حثيثا وألئادا
فليس يصيب من فيها كلال
ولا يشكو التألم والسهادا
كذاك البرق أصبح للبرايا
لساناً ينقلون بها لمرادا
إذا ما باث يومض في مكانٍ
وجدت ضياءه جاب البلادا
يخاطب فيه بعض الناس بعضاً
كما شاؤوا ثبات أم أحادا
فوا عجبي لبروق دون رعدٍ
كساع طافٍ في الأرض أرتيادا
وفعل الكهرباء فقد تسامى
وسطوتها التي ليست تعادى
إذا ما رامت السفن أجتماعا
تفرقها فتثرها بدادا
وهي إن أضرمت نار الرزايا
أبادتها فخلتها رمادا
ترى أنوارها تحكي نجوماً
إذا انتشرت ثُناءً أو فرادا
تجلي للنواظر ما توارى
وتضحك من غرابتها الجمادا
ويحسبها مشاهدها حبالاً
تريد لظلمة الليل اصطيادا
بنو هذا الزمان لهم فنونٌ
بها امتازوا على السلف اجتهادا
فلو نظر الأوائل ما أتاه
أفاضل عصرنا فقدوا الرشادا
عنا لذكائهم صعب القضايا
ولم يكُ يرتضي إلاَّ عنادا
وما زالوا بهذا الدهر حتى
أطاعهم ولم يأب انقيادا
فصادوا الصوت في قفص كطير
ولم أعهد بصوت أن يصادا
وصاروا يرسمون لما توارى
عن الأبصار رسماً مستجادا
إذا القوا أشعتهم أبانت
بواطنه وقد حفظوا الودادا
فليسوا خارقين له حجاباً
يعدُّ له صواناً أو عتادا
وكم ركبوا البحار فما ثنتهم
ولا راع الزمان لهم فؤادا
وكم قاسوا مخاطرها وقاسوا
لها عمقاً ولم يبدوا اعتدادا
وخاضوها بأقدامٍ وعزمٍ
لكشف عوالمٍ حجبت بعادا
وكم حسدوا الطير فنافسوها
مسابقةً وجاروها طرادا
فنالوا السبق في مضمار جوٍّ
ولكن بعد أن وطئوا القتادا
إذا المنطاد أرسل في الأعالي
فأوغل في مراقيها انطيادا
أقام به الرجال ولو أرادوا
هجوعاً لاغتدى لهمُ وسادا
وبات إلى عنان الأفق يرقى
كما أطلقت في الشوط الجيادا
فيصعد للفضاء براكبيه
كما أعليت بالكف الصِعَّادا
إلى أن يدركوا أمداً قصياً
به غصن المسرة قد تهادا
فلا هم يسمعون نداء حيٍ
ولا يأتي كلامهمُ المنادا
إلى حيث الهواء غدا لطيفاً
فأصبح جونا منه برادا
هنالك ينظرون الأرض تحلو
هدوءً تحتهم والصمت سادا
ووجه البحر رهواً ذا سكون
ولين ليس يهتزُّ ارتعادا
كأنهم أتوا من بعد يومٍ
به الدنيا إلى حشر تنادى
فحول روضها قفراً خلياً
وأمسى حيها الزاهي جمادا
وما المنطاد في ما قد حواه
من الإتقان قد حاز انفرادا
فا رباب النهى جاؤوا فعالاً
عليها صيب الإبداع جادا
وفي رصد الكواكب أتحفونا
بآلات بها العلم استفادا
بدائع لو بدت قدماً لكعبٍ
لهام بحسنها وسلا سعادا
مجاهرهم توضح كل خافٍ
وإن يكُ في التنائي قد تمادى
صغار كبرت شهباً صغاراً
وأدلت كلَّ ما احتجب ابتعادا
خليلي قم إذا أتت الدياجي
وأولت لَّمة الأفق اسودادا
وأرخت فوق دنيانا جناحاً
يظللها فيلبسها حدادا
وسر نحو المراصد كي تجلي
غمومك فالعنا يمسي مبادا
ترى فيا القبة الزرقا أموراً
من الإغراب قد لبست بجادا
يقصر أبلغ الأقلام عنها
ولو تخذ الغمام له مدادا
ويحلو أن تصاغ لها القوافي
وأن تسلو نواظرك الرقادا
فتلهج ناطقا بثناء مولى
قدير لا نعد له عدادا
بحكمته برا كل البرايا
وفي تكوينها طراً أجادا
وأعطى المرء أدراكا وعقلا
يميزه وأكسبه رشادا
يفوز به على أقصى الأماني
ويبلغ أن تأنى ما أرادا
فهبنا العون يامولي العطايا
وألهمنا الحقيقة والسدادا
جرجي شاهين عطية
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/08/02 03:00:09 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com