عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > جرجي شاهين عطية > مرحباً بالكرام أهل الحمَّية

لبنان

مشاهدة
1502

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مرحباً بالكرام أهل الحمَّية

مرحباً بالكرام أهل الحمَّية
والمعالي والغيرة الوطنيَّة
سادة الفضل والكمال
وأنصار الترقي والنهضة الأدبيَّة
بسجاياهم يا يراعُ تغزَّل
لا بهندٍ ذات البهاء وميَّة
وبآثارهم ترنم وفاخرّ
لا بآثار أعصر الجاهليَّة
أين من فضلهم وبيض
أياديهمِ غرُّ المآثر الحاتميَّةْ
أين منهم رجال طيٍ وقومٌ
نبغوا في القبائل العربيَّة
ههنا الشهامة والآداب
والمكرمات والأريحيَّةْ
ربعنا اليوم ضمَّ كل سري
كامل من ذوي النفوس الأبيَّة
دار أقمارنا الثلاثة ضاءت
بمئات الأقمار هذي العشيَّة
فعليهم قف الثناء وفيهم
ضع لآلئ القرض يا ابن عطيَّة
ولأهل الخير الأولى شرَّفونا
أهدِ شكر الجمعية الخيريَّة
صانهم ربي من صروف الليالي
وحماهم من شر كل بليَّة
سادتي إن العلم للمقل زين
فيه ترقى المدارك البشرية
قد قصدت عنه الكلام لأني
شمت فيكم له شموساً مضيَّةْ
يا رعى الله شرقنا إن فيه
العلم قدماً نشا وكان فتيَّة
عاش طفلاً في مصر ثم تربى
يافعاً في ربوع فينيقيَّةْ
وغذاه القبط اجتهاداً وبحثاً
وتحدهم بنو سورية
كم رياضيٍ قام منهم وكم من
عالمٍ فيهم كان يجلو الخفية
وكفاني إقليدس العالم الصوري
منشي القواعد الهندسية
وسواه من كل شهم همامٍ
ذكره يزري بالطيوب الزكيَّةْ
إن بيروت بلدة الفقه كانت
لمريديه غاية الأمنيَّة
ومغاني الإسكندرية فيها
كان للفضل روضة عبقرية
ثم زالت تلك الصروح وولى
يافع العلم من حمى آسيَّة
هم ربوهُ في صباه فلما
شبَّ انضى إلى سواهم مطيَّة
حل عند اليونان فاستقبلوه
بمحياً طلقٍ ونفس رضيَّة
أكرموه وأكرموا خادميهِ
وأنالوهم المعالي القصيَّةْ
فاغتدت إلينا محطّ رحالٍ
لدعاة المبادئ الفلسفيَّةْ
كم حكيم قد قام يخطب فيها
في ضروب المذاهب العقليَّة
أيهِ سقراط أنت أفضل شخص
عاش في تلك الأعصر الوثنية
قد عرفت التوحيد من دون هادٍ
لك غير الظواهر الفطريَّة
ولتخلَّدْ ذكرى أرسطو فكم قد
نفعتنا أقواله الحكميَّة
دررٌ في جيد الزمان ونورٌ
في دجى هذه الحياة الشقية
ولكم سقراطٍ وكم من أرسطو
قام في تلكمُ البلاد البهيَّة
من ثقات محققين لهم
في الحكم آيات بيناتٌ جليَّة
بحثوا في الأفلاك والطب
والتاريخ أبحاثاً باعتبار حريَّة
ثم بعد اليونان قد برَّز العرب
بمضمار العلم والألمعية
شيدوا ملكهم على أسس الأقدام
بين الرماح والمشرفيَّةْ
واستطالوا شرقاً وغرباً وصالوا
في الملا تحت الراية الدينية
حيث ساروا نرى المعارف سارت
معهم مستطيلة محميَّة
رحم الله قادة فيهم
فاقوا فكانوا مثل النجوم الوضيَّة
ليس يعمى عن فضلهم غير شخصٍ
عينه عن ضيا الشموس عميه
حسنات الشيخ الرئيس ابن سينا
محصناتٌ بل معجزات سنيه
وابن خلدون جاء تاريخه عن
سير الغابرين خير هدية
كيمياء ابن جابر أظهرت أشياء
كانت عن العيون خفيَّة
وكفى العرب أنهم غارسوا
أدواح تلك الحديقة الجبريَّة
وكفاهم ما ألفوه من الأسفار
ذات الفوائد العلمية
بيدَ أن الكثير لم يتصدوا
منهمُ للغوامض الفنيَّهْ
فلما اهتموا بالفنون ولكن
وَلعوا بالمسائل اللغويَّةْ
كم أثار النحاة فيهم حروباً
وبها أزعجوا جميع البريَّةْ
ولكم شبوا بين زيد وعمرو
فتنة كم قد أذهبت من ضحيَّة
قد قضى سيبويه من لسعة
الزنبور هاتيك اللسعة النحويَّة
والكسائي بات دون كساءٍ
وابن هشَّام هشمته الرزيَّة
سقطوا ولهفي عليهم صرعى
بحراب العوامل اللفظيَّة
لم يجرّ الشقا عليهم إلا
أحرف الجرِّ فهي أصل البليَّة
طلبوا الرفع إنما لم ينالوا
غير خفضٍ في شر دنيا دنيَّهْ
هبط العرب من علاهم وهبَّت
أمم الغرب من كرى الهمجيَّة
نهضت نهضة الأسود وجالت
في رحاب العمران والمدنَّية
ودرت أن العلم أسُّ الترقي
فا نالته الفخر والأولوية
بيد أن التقليد ظلَّ مقيماً
في حماها المذاهبَ الوهميَّة
لم يزل هكذا إلى أن تبدي
باكنُ الفيلسوف ذو اللوذعيَّة
هو أحيا المبدأ الصحيح وأفنى
مادعوه الطريقة المدرسية
ثم وافى من بعده حكماء
أسسوا للعلوم داراً قويّة
رفعوا شأنها وقد طهَّروها
من غريب العقائد السفسطيّةْ
كإمام الهدى نيوتن نبراس
ذوي الفضل كاشف الجاذبية
وكغاليلو الفرد أول من قال
بإثبات الدورة الأرضية
حرموه لأنهم حسبوه
قال بدعاً أو جاءهم بفرية
هكذا الوهم يملك الناس حتى
يهزؤوا بالحقائق المنطقيَّةْ
وإذا هم لم يفهموها رموا
فاهمها بالضلالة الكفريَّة
غير أن الصواب لابدَّ أن
يحيا ولو غالبتهُ جندُ المنيَّة
وهو الحق يقهر البطل
بالبرهان لا بالحراب والسمهرية
ظفر العلم واستضاء به الغرب
وأضحت منه السماء نقيَّة
وتجلى فيه جهابذة التحقيق
أقطاب الجبلة الآدمية
كشفوا أسرار الطبيعة حتى
لم يعد من براقع حندسيّة
وأفضلوا من كل نوع من الأبحاث
لاغاية فيه سوى وضوح القضية
لا رياء ولا محاباة فيه
لا ولا تلقى بينهم عصبيّةْ
لا فتور لاخفة لا نلاحٍ
لا أدعا لا محبة ذاتية
صاح دع تذكار القرون الخوالي
وانتقل للبدائع العصرية
أين تلك العصور من عصرنا
الزاهي يايات العدل والحرية
وبأنواع الاختراعات مما
أبدعته المعارف الغربية
نحن في عصر أدرك العلم فيه
قمة من طود الكمال عليَّهْ
قد ترقى شأوا عظيماً ولكن
لا تقل أنه استتمَّ رقيَّه
فهو ينمو مادامت الناس بل ما
برح الدرس ناشراً مطويَّة
كل يوم لنا اختراع جديد
هو غير القديم في الكيفيَّة
أهل هذا الزمان دانت لهم
قوات كل العناصر الكونيَّة
همْ قد أنشأوا جياداً من الرعد
ومن أنواع الغمام مطية
ركبوا بالمياه متن مياهٍ
دون كرب يخشونه أو أذيَّة
وأراهم أضحوا يصيدون في
الأقفاص أصواتهم فتحفظ حيَّة
ويسيرون في الفضاء كطير
قاطعين المراحل الجوية
سخروا البرق فانثنى طائعاً لا
يتوانى عن خدمة مبغيَّة
بات مثل الرسول ينقل
أخباراً ويطوي البحار والبريةْ
لقد رأى الأقدمون أعمال
أبناهم لقالوا غرائب سحريَّةْ
لا لعمري ما كان ذلك سحراً
أن أيدي إبليس منه بريَّةْ
ليس من سحرٍ في الوجود ولكن
تلك آيات الفطنةِ البشريَّة
تلك أعمال الحزم والعزم
والإقدام والسعي والنهي والحميَّة
تلك آثار العلم يا صاحِ فاعلم
مالهُ من فضيلةٍ ومزيَّة
نحمد الله أننا في زمانٍ
فيه ضاءت أشعة المدنية
وشموس العرفان بعد اختفاها
أشرقت في قطرانا الشرقية
نحن في عصر أطلع النور فيه
يمن عبد الحميد ملك البرية
صاحب التاج والخلافة والعرش
المعلى والحكمة اللدنية
قمر في سماء يلدز باه
ضؤوه يشمل البلاد القصيه
فرع عثمان ياله الله فرعا
نابتا من أدواح مجد زكيه
هو محيي الآداب في قطرنا من
بعد أن زالت منه بالكلية
بعد أن ماتت عصراً بث ميها
نسمة حية فعادت فتية
أبد الله ملكه ووقاه
من صروف الردى لخير الرعية
وحمى في حمى الهلال الهي
جمعكم يا ذوي الأكف السخية
وليدم تربي بالمسرة حبرا
كاملا فاضلا كريم السجية
سيد منذ جاء بيروت بتنا
نرتجي فيه نهضة ملية
حقق الله بالنجاح منانا
وأرانا النتائج المرضية
أنما العلم أسُّ كل نجاح
أن ترافقه غيرة وطنية
جرجي شاهين عطية
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/08/02 03:28:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com