عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > برامة أَوطان لَنا وَرُبوع

العراق

مشاهدة
669

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

برامة أَوطان لَنا وَرُبوع

برامة أَوطان لَنا وَرُبوع
سَقاهن مِن فَيض السَحاب هموع
وَروَّحها غض النَسيم بِنافح
شَذى الشيح وَالقَيصوم مِنهُ يَضوع
نعمت صَباحاً يا مرابع رامة
وَحيّاك بسّام العَشي لموع
فَكم زَهرت للمجتني بِك وَردة
وَكَم عنَّ للغزلان فيكَ قَطيع
عَهدنا لياليك القصار مع الدُمى
لَيالي تَشريق لَهُن سُطوع
وَكُل مَكان فيكَ مَوسم لذَّة
وَكُل زَمان في حِماك رَبيع
إِذا الدَهر سلم وَالشَبيبة غَضة
وَشمل الهَوى في عقوتيك جَميع
فَأهتصر الأَغصان وَهِيَ مَعاطف
وألتثم الريحان وَهوَ ضَجيع
أَرى الشعرات البيض في عرض لمتي
كَواكب لَم يَحمد لَهن طُلوع
نَواصح لي قبل الثلاثين سارَعَت
وَمثلي بَياض الراس مِنهُ سَريع
فَفي الصَدر مِن صَد الحَبيب وَهجره
غَليل يَشيب الطفل وَهوَ رَضيع
وَاذكر ترحال الفَريق فتلتوي
إِلَيهِ بِنَفسي حَسرة وَنزوع
وَيَوم وَقفنا وَالنياق مَناخة
تَشد عَلَيها أَرحل وَنسوع
وَنادى مُنادي الحيّ حي عَلى السَرى
فَزالَت خِيام بِاللوى وَرُبوع
فَقيَّد وشك البين خطوي كَأَنَّني
أَسير وَمالي بِالفِداء شَفيع
وَأَرسَلت للسجف الممنع نَظرة
كَما اِستَعطَف الراقي الحَكيم لَسيع
فعنّت لي الحَسناء وَهِيَ مَروعة
كَما عَن ريم الوَحش وَهوَ مروع
بَكَيت فاخفت شَجوَها وَتَبسمت
وَشتان مِنا صابر وَجزوع
فَمنها يَلوح البَرق وَهوَ مَباسم
وَمني يَسح القطر وَهوَ دُموع
كِلانا سِواء في مكابدة الجوى
سِوى أَنَّها تَخفي الهَوى وَأذيع
لَكَ اللَه يا قَلب المُحب فَكَم تَرى
يعاصيك مِن تَهوى وَأَنتَ تُطيع
وَلو كُنت مِن صَخر للانت صِفاته
وَبانَت علَيهِ للغَرام صُدوع
أَحبة قَلبي لا محتكم يَد النَوى
وَلا شط فيكم للفراق شسوع
بَعدتم وَكَم في أَثركم سح ناظر
وَعوّج قدٌّ وَاعتدلن ضُلوع
فَيا لَيت شعري هَل تبلغني لَكُم
مِن البَدَن عيس كَالعلاة شموع
تَبوع بأَيديها اليباب إِذا مَشَت
كَأَيدي تجار للثياب تبوع
بِحيث ظَليم الدو لَو رامَ خطوها
لأوَقفه الإعياء وَهوَ ضَليع
وَتنظرها العقبان نظرة حاسر
فَهُن وَراها حوّم ووقوع
تعب بريق الضح إِن هيَ أعطشت
وَتَرعى سُموم الريح حين تَجوع
إِذا صَعبت وَهِيَ الذُلول حدوتها
بذكر مَزايا ناصر فَتطيع
هوَ الناصر الدين الحَنيف بعزمة
شباه كحد المشرفي قطوع
هوَ ابن جلا الجلى وَهَيهات مثله
فَتى لِثَنايا المعضلات طلوع
عَميد بَني الأشراف مِن آل هاشم
يَطيب الثنا في ذكره وَيَضوع
تورث مِن أَهليه ثَوب رِياسة
بِهِ لخلوق المكرمات ردوع
كَساه بِهِ من أَلبس الشَمس بَهجة
وَلَيسَ لَما يَكسو الإِله نزوع
تَخف بِهِ يَوم النَدى أَريحية
تَعودها حَتّى يقال خَليع
خَصيب حمى وَالمحل ملقٍ جرانه
يطبق وجه الأَرض مِنهُ هَزيع
فَلا بمصاب الغَيث توجد قطرة
وَلا بحمى المَرعى يُصاب ضَريع
ثَراه يَطيب الزاد للضَيف وَالروى
إِذا الناس طرّاً أَعطَشوا وَأَجيعوا
إِذا الضَيف وافى تعلم الكوم أنه
سَينهل مِن أَوداجهن نَجيع
فَيا ناصر الإِسلام يا فرع دَوحة
ضَربن لَها فَوق السَماء فُروع
سَلمت لَنا ما أَبيض نحوك شارع
وَما طابَ للوراد منك شروع
وَلا زالَ واديك الخَصيب تؤمه
رذايا رجاء وَخدهنَّ سَريع
تَناخ عَلى أَرجاء واديك لغَّبا
خماصا فيقربهن منكَ رَبيع
وَجودك غَوث للعصاة مروع
وَجودك غَيث للعفاة مريع
تَثقف في يمناك في كل معضل
يراعاً قُلوب الشرك فيهِ تَروع
فَأَسطره للمسلمين سَلاسل
كَما أَنَّها للمسلمين دُروع
تَجرده يمنى يَديك كَأَنَّهُ
مِن القضب مشحوذ الغرار صَنيع
وَيَنساب بِالطُرس انسيابة أَرقم
بِأَنيابهِ سمُّ المداد نَقيع
مِن الرَقش صلٌّ لَيسَ يَرقى لِسَعيه
وَهَل كَيفَ يَرقى للصلال لسيع
إِذا كان دين اللَه أَنت كَفيله
فَكف يَريد السوء فيهِ قَطيع
أَياديك إِن سحَّ السحاب مطلة
وَصَدرك إِن ضاقَ الزَمان وَسيع
وَنَفسك فيها عزَّة وَتَواضع
وَمَجدك عاديُّ البناء رَفيع
أَظن الَّذي باراك يمكن عِنده
لما فات مِن عَصر الشَباب رُجوع
وَكَيفَ يقاسون الوَرى بِكَ رُتبة
وَقدر السها إِن قَيس فيكَ وَضيع
مَزاياك تحكي وَالوُجود مصدق
وَتقرأ وَالدَهر الأَصم سَميع
لَكَ الصَدر دُون الناس في مجلس العُلى
إِذا بسماطيه احتشدن جُموع
وَتَعلو الوَرى إِن لحت فُرصة صائم
إِذا الهِلال العيد حانَ طُلوع
خَضعت إِلى علياك يا اِبن محمد
وَوَاللَه مابي ذلة وَخضوع
وَلَكن للأَرحام عِندي وَشيجة
تَراعي وَعِندي الوَد لَيسَ يَضيع
محضتك وَد النَفس غَير مخادع
وَفي ودّ أَبناء الزَمان خدوع
سَيصفق كَفيه الَّذي باعَ صحبتي
كَما صفق المَغبون حينَ يَبيع
إِذا صردت مِن حالب الشول حفل
وَأَرضاه مِنها النزر فهوَ قَنوع
عَليكَ سَلام اللَه ما هَبت الصبا
وَما ناحَ مِن وَرق الحمام سجوع
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/03 02:58:45 صباحاً
التعديل: السبت 2013/08/03 05:46:46 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com