عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > كَم لَيلة ظَلماء بِالفَرَح اِنجَلَت

العراق

مشاهدة
777

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كَم لَيلة ظَلماء بِالفَرَح اِنجَلَت

كَم لَيلة ظَلماء بِالفَرَح اِنجَلَت
وَبِها مِن الآلام أَفئِدة خَلَت
بِغَريرة فيها الصَبابة قَد حلت
بَيضاء ناعِمَة الشَبيبة أَقبَلَت
تَثني بِنَشوة دلها أَعطافَها
عَلمتك أنك قَد أَضر بِكَ الجَوى
وَقَوامها يصبيك لا بان اللَوى
فأتَتك مُنعشة المَجاسد وَالقوى
تَطأ الحَرير وَلو تَطيق أَولو الهَوى
فَرَشت لَها فَوق الحَرير شَفافَها
يا مُسقماً ما غَير زَورتها دَوًا
يَشفيه أَو غَير الرضاب لَهُ رِوى
وَطَوى مِن الهَجر الضلوع عَلى جَوى
يَهنيك إِن العامرية عَن هَوى
أَلفت حِماك وَنافرت أُلافَها
فَلطالما قاسَيت أَوجَع غلة
مِن ظبية تَوليك قَبل بجفلة
بُشراك فَلتسعد هَواك بِطفلة
طرقتك زائِرة بِأَسعَد لَيلة
قَد كادَ يَرفَع نُورها أَسدافَها
زُفت إِلَيك سَلافة شَهدية
مِن ثَغرِها وَسوالفا مجلية
وَحَكت أَحاديثاً لَدَيك شَهية
وَجَلت بِأَنمل فضة ذَهَبية
خَضبت بِلَون مدامها أَطرافَها
صَرف المدام غَدَت تَفوح بِندها
بيد الَّتي سَبت الغُصون بِقدها
وَجَناتها زَهرت بِحمرة وَردها
فَاشرب عَلى الوَرد الندي بخدها
صَهباء مُقلتها تُدير سلافها
وَأَسهر لحانات لَديك أَسيرة
وَإِفادة فيها السلاف مديرة
لِتَنال مِن ذا الدن خَير ذَخيرة
وَتمل عَيشك ناعِماً بِغَريرة
كَالريم أَرهف خصرها أَرهافها
أَفبَعد أَيام يَطيب بِها الهَوى
وَلَدي أَسمطة السُرور عَلى الخَوى
أَمسي وَغُصن الدَهر أَسرَع ما التَوى
وَبمسقط العلمين شائقة الهَوى
ضَرَبوا عَلى مثل المَهاة سجافها
رَتعت بذياك الجَناب كَأَنَّها
عَيناء وَالعَينا تَحامَت عَينَها
لا فَرق ما بَين المَهاة وَبَينَها
نَشَأَت مَع الآرام إِلّا أَنَّها
لا شيحها تَرعى وَلا خَدرافها
بَرَزَت بِقَد كَالمثقف صائب
وَبِسود أَحداق كَزرق محارب
فَاستهدفتك وَأَنتَ أَخشَن جانب
ثَعلية لَكن لَها مِن حاجب
قَوس غَدَت أَهل الهَوى أَهدافَها
حَيت مَنازل ذي الأَراكة مزنة
يَزهو بِها عُود وَتعشب دُمنة
كَم ذا تَنالك مِن أَميمة محنة
وَبِذي الأَراكة ربعها لَك جَنة
غيد الظِباء تَفيأت ألفافَها
وَرَدت مِن الوَادي بأعَذب مَشرَب
وَتقلبت في الربع خَير تَقلب
في مَنزل عَطر المَلاعب طَيب
ألفته فَارتبعت بِأَطيب مَلعَب
مِنهُ وَكانَ لِطيبه مصطافَها
نَفحاته بَكرت إِلَي فَانعشت
مِنا مَفاصل بِالصَبابة أَرعَشَت
وَأَظن مِن عَيني لفرقتها عشت
أَرجَت بِرياها رَباه وَقَد مَشَت
عُطري البُرود فَضوعت أَخفافَها
أَقرى الظِبا قَلبي فُلان هَشاشة
لِنُزولها فيهِ وَزاد بَشاشة
وَأَرى السِهام لِجانبيَّ مراشة
يا ربع شَوقي هَل تَضيف حَشاشة
نَزلت ظِباك بِربعها فَأَضافها
يا ربع كَم أَنحوك أَصحب بدنها
حاف طَويت ربي البِلاد وَحُزنَها
وَمُذ المَطايا لِلقَفار طَويَنَها
ديست بِأَخفاف المطي لِأَنَّها
شَوقاً إِلَيك تَقدمت أَخفافَها
لا تَطردن ضَيفاً لِأَهلك انزلوا
نزلوهم وَعَن الهَوى لَم يَعدِلَوا
يا لَيتَ أن أَهل المَنازل أَمحَلوا
حَيتك مِن نوء الثريا حفل
حَلبت عَلَيك يَد الصبا أَخلافَها
ميزن في أَرجاك سُحب أَغدَقَت
فيها الرِياض وَكُل ناهِلَة سَقَت
لا تَكذب الراجي إِذا ما أَبرَقَت
مِن كُل صادِقَة المخيلة حلقت
مِن نَحو نَجد وَاِغتَديت مَطافَها
زُفَت دَفيف نَعائم قَد حملت
بَرد الحَيا وَإِلى جَنابك أَرقَلَت
وَشَذاك يُرشدها فَإِن هِيَ أَثقَلَت
طارَت بِأَجنِحَة النَسيم وَأَقبَلَت
تَحدو الرُعود ثِقالَها وَخفافَها
نَجدية ظَعَنت تُريد عراقَها
فَأَتَتَ وَحادي الشَوق نحوك ساقَها
بمقيلك المَطلوب يا مشتاقَها
قَد حللت كف البُروق نِطاقَها
فَغَدَت تريق بِعقوتيك نِطافَها
وَغَدا الظَلام بِبَرقِها مُتَجَلِيا
وَبودقها نَبت الربى متحليا
وَطفاء يَلمَع مِن جَوانبها الضِيا
نَثَرَت عَلَيك عَشية بَرد الحَيا
نَثر اللئالئ فَارقت أَصدافَها
ربع بِهِ اِستَنشَقَت مِسكاً هائجا
مِن نَشر صَحب سارَ في ظلما دجى
نادَيت وَالتهيام في سَلمى حجى
أَمشببا بِالغيد زِدني مازِجا
في وَصف مَجلس أنسنا أَوصافَها
هُوَ مَجلس فيهِ عَن الصَد اِنثَنَت
سَلمى وَمِن بَعد التَباعُد لي دَنَت
وَتَكلمت لَكن لمجلسنا عَنَت
هُوَ تُحفة الدُنيا لَنا قَد حَسنت
فيهِ بريعان الهَوى أَتحافَها
ماسَت مَعاطفها فَمسن جَوانبي
طَرَباً وَما علم الوشاة بِها وَبي
وَمُذ اِضطربنا خَوف علم مَراقب
جلت المدام لَنا فَقُلت لِصاحِبي
مَنَحتك ساقية الطَلا اسعافَها
بَرزَت لَنا تَهفو بِسُود غَدائر
ذَهَبت بِأَفكار لَنا وَبَصائر
وَتَرنمت فَاِهتَزَ كُل مسامر
وَشَدَت وَقَد أَرخَت ثَلاث ضَفائر
بِيَد الدَلال فاطرَبَت أُلافها
إِن واعَدَت إِني أَزورَك في غَد
أمتك زائِرَة بِأَصدَق مَوعد
أَو بَشَرَت بِسُرور كُل مُوحد
صَدقتك بِالبُشرى فَعرس محمد
عيد عَلى الدُنيا أَدار سلافها
عُرس بِهِ البَرَكات فينا أَعرست
وَجبالها مِن بَعد زُلزال رَسَت
مَهما وُجوه الحاسدين تَعبست
ضَحكت بِها الدُنيا سُروراً وَاِكتَسَت
لِلزَهر مِن حبراتها أَفوافها
لِلّه مِن فَرَح يَسر بِهِ الوَرى
وَالمَجد أَضحى فيهِ مُرتَفع الذَرى
إِن تَمس عَين الخَصم بائِنَة الكَرى
فَاليَوم قَرَت عَين هاشم في الثَرى
وَسَقتهُ أَنواء السُرور نِطافَها
أَيام أُنس حازَ مِن أَلطافها
عمر العُلا ومعدّ مِن أَسلافها
وَشذا الهَنا ساقَت إِلى آنافها
وَسرت إِلى أَبناء عَبد منافها
نَفحات بشر أَطرَبَت من سافَها
وَكَنانة أَمسَت بِعيد مُطرب
وَبَنو أَبي الحَمرا وَأَبطُن يَعرب
وَتصافَحوا طرا مِن اِبن أَو أَب
وَصلتهم البُشرى بِعُرس مهذب
أَحيت مَآثر مَجده أَسلافها
وَبِهِ المَكارم أَصبَحَت بِتجدد
وَدَنى مِن الأَفراح كُل مبعد
وَسَعى المبشر في حَديث مسند
ينميه عَن مَهدي آل محمد
هَذا الَّذي نَعشت يَداه ضعافها
لِلناس قَد رفع الإِلَه سَماءَها
في جَده وَالأَرض مدّ وَطاءَها
لا تَبكين مِن الهداة فَناءَها
وَرث الأَئمة علمها وَإباءَها
وَصلاحَها وَسَماحَها وَعَفافها
ذا عالم عَدم العَوالم نَده
بِالحلم وَالعلم الإِلَه أَمده
وَمِن السَما الأَملاك أَمَت قَصده
يَتدارس الملأ المُقدس عِندَه
حُكماً بَهَرن مِن الوَرى عرّافها
لَو جئت مَحمود النَقيبة آمِلا
لَوَجَدت أن مِن البُحور أَنامِلا
يا رَكب مَكة ذا أَلا أَقدم نازِلا
رَب القُدور الراسِيات مواثِلا
كَالبرك أَرحب مالنا أَجوافَها
فَإِذا الجوار لِنارها أَوقدنَها
غَضت فَأَلقَت في المَواقد سمنها
هِيَ كِالحَمائم لا تبارح وَكنها
هَدارة تَحتَ الدُجى فَكأَنَها
تَدعو بِحي عَلى القرى أَضيافَها
وَإِذا رَكائب كُل فَج بَيتت
بِحماه مُثقلة الخفاف تَشتَتَت
أَولاد آدم في نَداه تَقوتت
وَلو أن يَأجوجاً وَماجوجا أَتَت
مَغناه تَلتَمس القَرى لأضافها
فَعَليك عَين الفَخر مِن شَغف سَهَت
وَرِياض علم اللَه فيكَ قَد اِزدَهَت
وَبِكَ المَلائك لِلاله تَوجَهَت
يا مَن مَكارم شَيبة الحَمد اِنتَهَت
إرثا إِلَيهِ وَزادَها أَضعافَها
زَعَمت عَباشمة القَديم وَغَيرَها
إِن قَد سَمَت فيكُم وَماكس كبرَها
وَمُذ القَبائل قَد تَبدى فَخرَها
عَلمت قُريشٌ إِن قَومك خَيرَها
كَرماً وَإِن مَنَعتهم أَنصافَها
شَهدت بِأَنَكُم الكِرام مَواطن
لِرهانكم وَالخَصم فيها وَاهن
أتناست الطلقاء حينَ تَوازَنوا
مِن اعتقوها بِالمحول وَراهَنوا
في السَبق حَتّى اِستَعبدوا أَشرافَها
سَلها من انعش في المحول نحولها
وَنَسَت بِهِ تِلكَ السِنين محولها
إِن أَنكَرَت شَرَفاً يَقصر طُولَها
بِالراحلين بِها وَقَد أَخذوا لَها
عَهد الأَمان فَسَل بِهم ايلافَها
قَد صَكَّ مِن قَوم الضَلال جباهها
فيكُم وَما أَغنى هنالك جاهَها
أَتذمكم مِن قلة أَفواهها
فيكُم أَعَز المُؤمنين إلهها
وَكَفى بِواحد جَمعكم آلافها
أَعقبتمُ سقم الهِداية صحة
إِذ لَم تَزل فيها القُلوب أَشحة
وَبِكُم عَقيب الضيق نالَت فسحة
وَاليَوم إِن شكت الشَريعة قرحة
فَسِواك لَيسَ بِمدمل أَقرافَها
عَلمتك ذا علم بِها وَعَليمها
وَترد مِنها لِلحَياة رَميمها
فَاستنجدت بِكَ كي تَعيد قَديمها
فَحَميت حوزتها وَصُنت حَريمها
وَحَفظت بيضتها وَحَطَت سجافها
حَظيت بِكَ الأَيام آية حظوة
وَاستبدلت ظلماء في صَحوة
وَأَخذت صُحف المكرمات بِقوة
يا اِبن النَبي وَتِلكَ أَكرَم دَعوة
طَرَباً تَهز لَها العُلى أَعطافَها
يا سَيداً رَفع الشَريعة قَدرَها
فَسَمَت بِهِ وَعَلى القَديم أقرَّها
أَدرتك حَيث اِستكشفت بِكَ ضرها
أَنتَ الَّذي اِرتَضع النبوة درها
وَلَهُ الإِمامة مَهدت أَكنافَها
يا مسبل الكَف الَّتي مِن فَيضِها
رتع الوَرى لا مِن سَحائب قيضها
فَلطيب أَنفاس نباهي ببعضها
مِن حل دارك ظَن تربة أَرضها
كافورة قُدسية فَاستافها
جَمَعت مَفازتها النجابة وَالنُهى
وَالعلم وَالفَضل المضاعف حُسنَها
من حل فيها جَنة قَد ظَنَها
وَنعم هِيَ الفَردوس إِلّا أَنَّها
رضوان بشراك خازن أَلطافها
يَدعو العفاة ألا ادخَلوا في جَنَتي
وَخُذوا الَّذي أملتم مِن رَحمَتي
أَعلمتها يا مَن فِداؤك مُهجَتي
هِيَ ساحة الشَرَف المقدسة الَّتي
ولدت بِها مِنكَ العُلى أَشرافها
حَسنوا وُجوهاً كهلهم وَصبيهم
فَأَضاء فيها كَالصَباح عَشيهم
لِلّه والدة المشكر سَعيهم
وَلدتهم علماء يَكشف هَديهم
عَن ذي القُلوب الغافِلات غلافها
قَسَماً لَهُم كَلِمات آدم مُذ غَوى
وَطَغى السَفين بِهم لِنوح فِاِستَوى
وَهِيَ الَّتي لَمَعت عَلى وَادي طَوى
شَفوا طِباعاً لا تَميل مَع الهَوى
مِن حَيث طَهر رَبهم شفافها
يا سارياً وَالدَهر غَيّر سمته
لغريم فَقر لا يُبارح بَيته
هَلا أَبا موسى المغيث قصدته
فَإِذا بجعفرها اِرتَفدت وَجدته
فراج كُل عَظيمة كشافها
أَو جئت وَضاح الجَبين عشية
وَتَرى تحيط بِهِ الوُجوه بَهية
لَرَأَيت مِنهُم هالة قَمَرية
قَمر تَوسط دارة قُدسية
جَمع الكَمال عَلى النُهى أَطرافَها
لَو طاوَلَته العارفون بِطُوله
لَأبان عَجزهم باسفل رجله
هَذا الَّذي شَهد العَدو بِفَضله
لَولا اِكتِساب الحاسِدين بِنَعله
شَرَفاً لَقالَ المَجد طَأ آنافها
فَهباته تَدعو العفاة إِلى هُنا
فَتجوز حَتّى تَختشي كبر الفَنا
وَلِأَنه غَيث الأَرامل في الدنى
حَيث التفت وَجدت السنة الثَنا
وَالمَدح تَعلق في علاه هتافها
فَبِرَأيهِ عقد الضَلالة حلَّها
وَبِهِ رَقاب الظالِمين أذلها
بَسطت بِهِ الدُنيا وَأحكم أَهلَها
وَسَع الوَرى حلماً وَأدّب جَهلَها
غَضَباً فَآمن خَوفَها وَأَخافَها
فَإِذا صَرَخت وَجدته المستصرِخا
وَأَخا الإِغاثة بِالشَدايد وَالرَخا
هَذا الَّذي اِتخذ السَماح لَهُ أَخا
هوَ سَيد الكُرَماء إِن ذكر السَخا
وَأَخو المَكارم إِن غَدَت أَحلافها
فَبحلمه خفَّت جِبال تهامة
وَبنيله لَم نخش وَقع مَلامة
وَنَداه بخل كُل رَب كَرامة
لا قلت أَنمله ضُروع غَمامة
فَمن الغَمائم ما ذممت جفافها
وَلربما بَرق السَحاب وَاَرعَدا
وَمَضى وَلم يبلل لِناهله صَدى
فَلذاك كُل سَحابة لن أَحمَدا
وَحَمدت أَنمله لِأَن لَها النَدى
طَبع تَنيلك دائِما إسعافها
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/03 03:03:32 صباحاً
التعديل: السبت 2013/08/03 05:50:48 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com