عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > وَاحرتاهُ لخطبٍ هائلٍ هجما

العراق

مشاهدة
700

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وَاحرتاهُ لخطبٍ هائلٍ هجما

وَاحرتاهُ لخطبٍ هائلٍ هجما
أَحال مُذ حلَّ إِيجاد الوَرى عدما
رزء أَناخ بِأَقصى الأَرض كلكله
فشلَّ رُكناً مِن الإِسلام فَاِنهَدَما
قَد حلت اليَوم بِالإِسلام حادِثَةٌ
فَهوَّنت كلما يَأتي وَما قدُما
قَضى عَليٌّ فَما عذر العُيون إِذا
لَم تَمزج الدَمعَ مِن فَرط البُكاء دَما
فَمن يُقيم حُدودَ اللَه مُقتدِراً
وَمِمَّن النَصر لِلمَظلوم إِن ظُلما
لَولا عليٌّ لَكان الدين مجهلةً
وَباتَ كُلُّ قَبيلٍ يعبد الصَنَما
فَيا عَجيباً لِمَن أَيامه ضَحكت
بعدله كَيفَ أَبكى العربَ وَالعَجما
هَيهات أَن تلد الدُنيا لَهُ مَثَلاً
كَأَنَّ ملقحَها عَن مثله عقما
فَناصر الدين أَلفاه ابنَ بجدتها
فَكانَ يسلك فيهِ لِلهدى أَمَما
وَصارم الملك بِالآراء حدته
وَلَو خَلا مِن مصيب الرَأي ما حسما
وَكُل تاج يَزين العلم رَونَقه
أَو لا فَإن دراريه تُرى فَحَما
وَلِلسَلاطين فتكٌ في حكومتهم
لَكنهم طالما اِحتاجوا إِلى العُلَما
أَقضى الأَنام عَليٌّ في محاكمة
وَأبصرُ الناس لَكن المضلَّ عَما
وَهوَ الرَئيس الَّذي يَحمي الوَطيس وَكَم
وَلَّى الخَميسُ لِخَوفٍ مِنهُ وَاِنهَزَما
وَافى النَعيُّ إلى أَرض العِراق فَلم
يَدع بِهِ ناظِراً إِلا بهِ اِنسَجَما
نادى بمضرمة الأحشاء صادِمَة
تَشجي الصَفا وَمِنَى وَالبيتَ وَالحَرَما
يا ناعياً مِن عليٍّ خَيرَ مفتَقدٍ
لا غرو أن قُلت ركن الملة اِنهَدَما
بَكى الحِمى لعليٍّ وَالذين بِهِ
إِذ لَيسَ غَير عليٍّ لِلأَنام حمى
إِن تَبكه الملةُ البَيضا فَلا جرماً
قَد غابَ عَنها هِلالٌ يفرج الظُلَما
وَإِن بَكاه مخوف الدَهر فَهوَ لَهُ
قَد كانَ بَينَ الوَرى ملجىً وَمعتصما
لَهُ ذرى المنبرِ الأَعلى إِذا اِحتَشَدَت
لِلاستماع رِجالٌ تَلقف الحِكَما
يا قَلب صَبراً وَإِن جُرِّعتَها غُصصاً
قَد يسبرُ اللَه ذا جَرحٍ يَسيل دَما
هذا أَبو القاسم المأمول يخلفُهُ
إِن كانَ ذاكَ فَقَد هانَ الَّذي عَظُما
ماذا عَلى الدين أَن يَسمو كَعادته
إِذا أَبو القاسم المُرجى لَهُ سلما
هَذا الَّذي اِنتَثَرَت أَلفاظُه حِكَماً
وَفي مَساعيهِ عقدُ الملةِ اِنتَظَما
العالمُ العلَمُ المَرجوُّ نائِلُهُ
وَكانَ مثل أَخ الخَنسا لَهُ علما
أَعلى الوَرى حسباً أَزكى الأَنام أَباً
أَمضى الكماة ظُباً أَسخى الوَرى كَرَما
لَو يَحلفنَّ لِساني أَنهُ رَجلٌ
يَرى المُغيَّبَ خَلف السِتر ما أَثما
يصيب في حدْسه ما كانَ محتجباً
كَأَنهُ فيهِ يَرعى اللوح وَالقَلَما
يَرمي بِأَسهام فكرٍ غَير طائِشَةٍ
وَما رَماها وَلَكنَّ الإلَهَ رَمى
وَدارُهُ الهالةُ البَيضاءُ قَد خلقت
كأسود البَيت لِلوُفّاد مُستَلما
لا غروَ أَن مَسحوا فيها نَواصيَهم
فَطالَما طوَّقت أَجيادَهم نِعَما
أَطربته وَقت ما أَطريته مِدَحاً
كَأَنَّني مَعبدٌ أسمعتُه نَغما
لَولاه لَم يَنمَ غرسٌ للهدى أَبَداً
كَالنبت لَولا نمير الماء ما نجما
طودٌ لَو اَنَّ اِبنَ نوحٍ يَستجيرُ بِهِ
قَدماً وَقَد فَرَّ مِن طُوفانه عصما
لِأَنَّهُ رحمةُ الباري وَمنَّتُهُ
وَاللَه مِن لُطفه يُنجي الَّذي رَحما
فَما خلا مِن عليِّ القَدرِ مَنصبُهُ
كَأَنَّهُ بِبَنيه الغرّ ما اِختُرِما
أَطايبٌ سَلَكوا مِنهاجَ وَالدِهم
ما أَخّروا قَطُّ عَن إقدامه قَدَما
وَجوههم شهبٌ ضاءَ الوجود بِها
وَأَرضهم مُذ تَناهَت في العلوِّ سما
تَلقى اِبنَ عشرِهمُ شَيخاً بفطنته
رَزينَ حلمٍ وَإِن لَم يبلغِ الحُلُما
كَأَنهم بِالحمى حَلُّوا وَإَن بَعدوا
وَالفَضل يُدني بَعيد الدار أَين رَمى
وَقَد تَناقلت الأَفواه فَضلَهُمُ
فذكرهم نزهةُ السمّار وَالنُدَما
لَقَد تعلَّقتُ في أَذيال عزهمُ
كَما تَعلَّق في أَذياليَ الغُرَما
إِن لَم أَكُن كَزهيرٍ في إِجادتِه
فَإِنَّهُم بَخَّلوا في جودهم هَرِما
هُم الأَعزاء لَم يَطمع بذلِّهمِ
هُم الأَشداء لَكن بَينَهم رُحَما
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/03 03:23:35 صباحاً
التعديل: السبت 2013/08/03 06:03:13 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com