أَبيت المَجد لا ملت اِنهِداما | |
|
| فَقَد فارقتَ رُكنَك وَالدعاما |
|
فَكَم مَرَّت لَيالٍ فيكَ بيضٌ | |
|
| بِبشر المُصطَفى تَزهو اِبتِساما |
|
أَحجُّ إِلَيك مَسروراً كَأَني | |
|
| أَحجُّ الكَعبة البَيت الحَراما |
|
إِذا عزم الوداع أَبو عليٍّ | |
|
| أَلا فاقرأ عَلى الدُنيا السَلاما |
|
تَقيٌّ نَدفَع النَكبات فيهِ | |
|
| وَنَستسقي بغرَّته الغماما |
|
فَكَم هوَ في نَهار الحَرِّ صاما | |
|
| وَكَم هوَ في لَيال القرِّ قاما |
|
وَكُنت بِهِ أَعُدُّ العام يَوماً | |
|
| فَحين مَضى أَعُدُّ اليَوم عاما |
|
برغمي أن مَضيتَ أَبا عليٍّ | |
|
| وَكُنتَ مِن الخطوب لَنا عِصاما |
|
وَما ضاءَت بِكَ الأَيّامُ حَتّى | |
|
| أَحلْتَ ضِياءَها فَدجت ظَلاما |
|
رقدتَ وَقَد تَركت لَنا عُيوناً | |
|
| بِحقك أَقسمت أَن لا تَناما |
|
وَددنا إِذ شَكَوت السقم أَنا | |
|
|
لَقد عقل السقامُ لِسانَ حرٍّ | |
|
| بِغَير الذكر لَم يُطِلِ الكَلاما |
|
وَألوى المَوت مِنكَ يَمينَ جُودٍ | |
|
| تُباري الغَيث سَحّاً وَانسِجاما |
|
وَغَمَّضتِ المَنيةُ مِنكَ عَيناً | |
|
| غَضيض الطَرف ما نَظرت حَراما |
|
أَلا لا تبعدنَّ أَبا عليٍّ | |
|
| وَلا لاقَت مَحاسنُك الرِغاما |
|
عَلامَ تَرَكت أَيتامَ البَرايا | |
|
| أَلَست أَبا الأَرامل وَاليَتامى |
|
فَكَم عارٍ كَسَوت وَكَم أَسير | |
|
| فَكَكتَ وَكَم تَكفّلت الأَيامى |
|
وَتَسهَر للعفاة وَهُم نِيامٌ | |
|
| وَكَم مِن ساهرٍ يَرعى النِياما |
|
فَقبل سؤالهم تَهب العَطايا | |
|
| وَقبل سلامهم تُفشي السَلاما |
|
وَرمتَ بِهم رضا الباري فَطوبى | |
|
| لِنفسك إِنَّها رَأَت المَراما |
|
لَكَ البُشرى نَزلت عَلى إمامٍ | |
|
| يحامي جارَه عَن أَن يُضاما |
|
وَفدت عَلى النَبيِّ بِغَير رَيبٍ | |
|
| وَذُقت مِن الرَحيق العَذب جاما |
|
وَكُنت بِوُلْدِهِ براً رَؤوفاً | |
|
| تَرى إسعافَهم فَرضاً لِزاما |
|
تعاهدهم يَمينك بِالعَطايا | |
|
| وَتَكشف عَنهُمُ الكُرَبَ العِظاما |
|
سِهام الدَهر ترجعها إِلَيهِ | |
|
| طَوايشَ حينَ يَرشقُهم سِهاما |
|
فَيا أَهليه صَبراً وَاحتِساباً | |
|
| وَللأجر اِكتِساباً وَاغتِناما |
|
وَمَن يَصبر فَلَم يَحرم ثَوابا | |
|
| وَمَن يَجزَع فَلَم يَدفَع حِماما |
|
إِذا ما المُصطَفى أَودى فَهَذا | |
|
| عليٌّ بَعده بِالأَمر قاما |
|
وَما أَوفى عَلى العشرين حَتّى | |
|
| رَقى مِن غارب العَليا السَناما |
|
فَتى صَقلته أيمانُ المَعالي | |
|
| فَكانَ بِكفِّها السَيفَ الحُساما |
|
وَإِن غابَت لَكُم شَمسٌ فَهَذا | |
|
| سُليمانٌ بَدا بَدراً تَماما |
|
كَريمٌ أَريحيُّ النَفس مِنهُ | |
|
| يَرنِّحُ لَحنُ سائله القواما |
|
إِذا لم يَهمَ عامَ المَحلِ غَيثٌ | |
|
| غَدَت بِالجُود راحَتُه تهامى |
|
فَما قَيسُ بنُ عاصم وَابنُ طيٍّ | |
|
| وَما معْنٌ وَإِن كانوا كِراما |
|
طَريق المَجد أَوضحُ كُلِّ شَيء | |
|
| وَأَبصارُ الوَرى عَنهُ تَعامى |
|
وَلَيسَ سِوى سليمانٍ رَئيس | |
|
| لَهُ ألقت يَدُ العَليا زِماما |
|
وَإِن قَصد الرَجاءُ أَبا سَعيد | |
|
| فَمن كَفيه بَرقَ السَعد شاما |
|
يسهِّد طَرفَه لَيلاً إِذا ما | |
|
| سِواه غَفى عَن الأُخرى وَناما |
|
وَأَحمَد محسن لَلوَفد كُلٌّ | |
|
| تَراه في بَني العَليا إماما |
|
رَأَيتُهم أَعفَّ الناس نَفساً | |
|
| وَأسخاهُم وَأحفظهم ذِماما |
|
بَني حسن وَكَم لَكُم أَيادٍ | |
|
| عَلى الإِسلام قَد كانَت جساما |
|
لَكم شَهد المصلَّى إِذ بنيتُم | |
|
| لِعابرة السَبيل بِهِ مَقاما |
|
لِزوّار الأَئمة قَد تركتم | |
|
| لَكُم أَثراً فيا دمتم وَداما |
|
وَكانَ الحَق أَن يَدعو إِلَيكُم | |
|
| بِخَيرٍ كُلُّ مَن صَلَّى وَصاما |
|
لَكُم مَجدٌ عَريقُ الأَصل سامٍ | |
|
|
تَفوح طباعُكُم أَرجاً وَطيباً | |
|
| كَأَن هبوبَها نَشرُ الخزامى |
|
وَلَم يُنكر شَذاكُم غَيرُ أَنفٍ | |
|
|
خُذوها وَاقبلوا عُذري فَقَلبي | |
|
| بِهِ أَذكَت رزيَّتُكم ضراما |
|
لَقَد نَثرت مَدامعيَ اللئالي | |
|
| مذاباتٍ فَلم أُطِقِ النِظاما |
|