ما بال عَينك لا تملُّ هيامَها | |
|
| وَعصت بِمبرح وَجدِها لُوّامَها |
|
سَمحت عُيونك بِالدُموع صَبابةً | |
|
| وَأَبت لَيالي أَن تذوق منامها |
|
هَل كانَ وَجدك لِلشَبيبة إِذ مَضت | |
|
| وَطَوى الزَمان بِحكمه أَيامَها |
|
أَم هَل أَردت طُروق مَن قَد حجّبت | |
|
| فَزحرت نَفسك خائِفاً نمّامها |
|
يا خالياً مِما أُكابدُ مِن جَوىً | |
|
| دَع لا دَهيت حَشاشَتي وَضرامها |
|
ما كانَ شَيمتي الغَرام وَإِنَّني | |
|
| فَارقت أَيام الصِبا وَغَرامها |
|
لَكن ذكرت مِن الفَواطم عصبةً | |
|
| ضَربت بِأَرجاء الطُفوف خِيامَها |
|
أَمست مُطاولة السَماء لِأَنَّهُم | |
|
| عَقدوا عَلى هام المَجرة هامَها |
|
فَأبادها الدَهر الخؤون وَإِنَّما | |
|
| شان اللَيالي أَن تَبيدَ كرامها |
|
قَتلت أميةٌ سادةً في حبِّهم | |
|
| اللَهُ يَغفر لِلوَرى آثامَها |
|
يا راكِباً جردَ القَوائم قَد غَدا | |
|
| يَطوي الفَيافي سَهلَها وَأَكامَها |
|
بِاللَه عج بي لِلبَقيع وَخُذ إِلى | |
|
| حَيث الأمون غَدَت تدير زِمامَها |
|
وَلَعَلها لاقَت مِن الوَجد الَّذي | |
|
| لاقيتُهُ فأضامني وَأَضامها |
|
سر لا تَقل فيها الظَهيرة وَاعتسف | |
|
| عجلان مِن سُود الإهاب ظلامها |
|
وَاصرخ بِأَكناف المَدينة صَرخةً | |
|
| تُصغي لُوَيّاً كَهلَها وَغلامها |
|
لا فَخر حَتّى تُطلقوها شُزَّباً | |
|
| ما طاوَعت لِسوى النِزال لِجامها |
|
أَيضيع وَترُكُمُ وَتلك جِيادُكُم | |
|
| ملَّت عَلى حسن الثواء مقامَها |
|
هبُّوا بِها لا خَير في إِصلاحَها | |
|
| إِن لَم تَطأ جثث العداة وَهامَها |
|
جُرداً تَقل إِلى الكَريهة عَثيراً | |
|
| يُدني إِلى جَوِّ السَماء قتامها |
|
أَتَنام عَينُكُمُ وَتلكَ سراتكم | |
|
| جَعلت أُميةُ في الصَعيد مَنامَها |
|
وَيَطيب عَيشكمُ وَتِلكَ أُميةٌ | |
|
| قَد لَطخت بِدَم الحسين حسامها |
|
ماذا القُعود وفي الطُفوف رجالكم | |
|
| رَضَّت خُيولُ أميةٍ أَجسامَها |
|
وَالشَمس تَصهر أَوجهاً لِغطارفٍ | |
|
| كانوا إِذا عُدَّ الرِجال كرامها |
|
فَكَأَنَّها حَسدت أَشعةَ نُورها | |
|
| زَمَن الحَياة فَأرمضت أَجرامَها |
|
وَأمضُّ ما يشجي الغَيور نِساؤُكُم | |
|
| هَتفت وَقَد طرق العَدوُّ خِيامَها |
|
في فِتية حَرّى القُلوب تَجامَلَت | |
|
| فَقَضَت وَما بَل المعينُ أَوامها |
|
أَو مثل زَينب وَالسُيوف لَها حِمى | |
|
| تَبدو فيُنسيها الذعور لِثامها |
|
لَم تَحم إِلّا أَنَّها هَتفت بِكم | |
|
| لَما رأت فَوقَ الثَرى أَقوامَها |
|
وَتكلمت لَكن كَلام مُضاعةٍ | |
|
| وَا حزنكم لَو تَسمعون كَلامَها |
|
حَسرى تَلفَّتُ تارةً لِحُماتِها | |
|
| وَجداً وَتَرعى تارةً أَيتامَها |
|
شاهَت نَواظرها فَحَيث تَلفَّتت | |
|
| رَأَت الخَطوب وَراءَها وَأَمامها |
|