أَرض العِراق زَهَت وَاخضرَّ واديها | |
|
| وَأخصبت بِعَطاء اللَه واليها |
|
هوَ الوَزير الَّذي عَمَّت مَواهبُه | |
|
| بَني البَرية قاصيها وَدانيها |
|
بِعَزمة زاحم السَبع الشداد بِها | |
|
| وَهَزَّت الأَرض فَاِندكت رَواسيها |
|
وَلَم تَزَل لِعَطاء اللَه شاكِرَةً | |
|
| رَعيّةُ الكَرخ لَما طابَ راعيها |
|
فَهيبة الملك بَينَ الناس يظهرها | |
|
| وَطاعة اللَه دُونَ الناس يخفيها |
|
بِالعَدل وَالبَذل وَالإِحسان مَهَّدها | |
|
| فَلا تَرى لِلشَقا مِن مَوضع فيها |
|
مستيقظ الفكر في بَغداد مَركزه | |
|
| لَكنه لَم تَغب عَنهُ قَواصيها |
|
مطيعها اِختال في أَطواق أَنعمه | |
|
| وَبالخلاخيل جالَت رجل عاصيها |
|
وَلَيسَ يَفتر آناً عَن رِعايتها | |
|
| وَلا يَبيت زَماناً وَهوَ ناسيها |
|
بِطاعة اللَه وَالسُلطان قَد ضعفت | |
|
| قِواه وَاِختُلست إلا بواقيها |
|
لَكن أجلُّ مِن الدُنيا بقيتُهُ | |
|
| كَزبرة السَيف يدمي الحَلق باليها |
|
فَلا إِلى اللَهو يَوماً عَينُه طَمحت | |
|
| كَلا وَلا نَفسه تَقفو مَلاهيها |
|
بِالأَمس بَغداد كانَت وَهيَ مُظلمة | |
|
| أَيامُها فَغَدَت بيضاً لَياليها |
|
شَكت إِلى الملك السُلطان علتها | |
|
| قدماً فَأَرسَل عَرّيفاً يُداويها |
|
أَعطى العِراقَ عَطاءَ اللَه مالكَها | |
|
| وَقَد لعمري أَعطى القَوس باريها |
|
فَنَفسه لَم يَزل بِالهَول يوقفها | |
|
| وَطاعة اللَه وَالسُلطان يمضيها |
|
أَخافَها بِالمَواضي ثُم آمنها | |
|
| كَالنَفس يُضحكها مَن كانَ يبكيها |
|
عَجاجة المحل في جَدواه يَكشفها | |
|
| وَأنصل الدَهر في يمناه يلويها |
|
فَفي العَطاء عَطاء اللَه راحَتُه | |
|
| مثل السَحاب إِذا أَرخَت عزاليها |
|
بحر وَفي لجِّهِ سفنُ الرجا عَبرت | |
|
| وَقالَت الناس بسم اللَه مجريها |
|
إِن حَلَ محتبياً في الدست تحسبه | |
|
| مِن أسد خفّان تَخشاه ضَواريها |
|