تَزاحمَ الدَمعُ في كانونَ وَالمطرُ | |
|
| تزاحمَ الجَمع في تَشييع مَن خسروا |
|
يا مَن نَقَشتم على المصباح دائِرَةً | |
|
| سَوداءَ مِن لَمحها قَد اظلمَ البصرُ |
|
ما للحنادس غشت نور طَلعتِهِ | |
|
| لِلّهِ قُولوا لَنا ما الرزءُ ما الخبرُ |
|
قالوا كسوناهُ ثَوباً نَحنُ نَلبسهُ | |
|
| مِن بَعدِ نقاشِه وَالدَمعُ منهمرُ |
|
انّا فَقَدنا نقولا مِن لغيبتهِ | |
|
| تَبكيهِ عين الذكا ما كرَّتِ العُصرُ |
|
تَبكيهِ بَيروت دَمعاً كَالدِماءِ لَهُ | |
|
| في كُلِ خدٍّ عَلى انحائِهِ أَثرُ |
|
كَم مشكلاتٍ جلا عَنها غياهبها | |
|
| بلمحةٍ بعدَ ما حارَت بِها الفكرُ |
|
اقلامهُ بيَّضت ما الدَهرُ سودهُ | |
|
| وَفي الدَعاوى غَدَت للحق تَنتَصِرُ |
|
غاصت بلجّ المَعاني وَانتَقَت درراً | |
|
| وَاليَوم اَمست بسجن النُون تَنحصرُ |
|
تملك مُهجَتي وَالقَلب مِني | |
|
| اسير بِعادِهِ يَرجو اقتِرابا |
|
يُبكى طَويلاً علي تلكَ الأَنامل إِذ | |
|
| كانَت تُصاغُ بِها في نَظمِهِ الدررُ |
|
ابكار افكارِهِ تَحلو لخاطبها | |
|
| وَنقدها في مَجالي عَقدها العِبَرُ |
|
كَم مِن أَضابير كتبٍ زانَ طلعتها | |
|
| نَظماً وَنَثراً بِها الاعلامُ تفتخرُ |
|
وَما غَلا من لَغي الاعجام ترجمهُ | |
|
| حَتّى اغتنى مِن إِلَيها كان يَفتقرُ |
|
مِنها قَوانين اَحكام مشكلةٍ | |
|
| مرعيةٍ يَقتَفيها البَدوُ وَالحَضرُ |
|
وَفي النَياشين مصداقٌ لخدمتِهِ | |
|
| ذات الخَليفة من في ظلهِ الظفرُ |
|
كَأَنَّها انجمٌ في صَدرِهِ سَطَعَت | |
|
| بِنورها لاحَ فَضلٌ فيهِ مستتر |
|
سَبعين عاماً قَضى بالعلمِ مجتهداً | |
|
| لَيلاً نَهاراً وَاضنى جفنهُ السهرُ |
|
مِن كُلِّ فَنٍّ جَنى اَحلى خلاصتِهِ | |
|
| فَكانَ كَالنَحلِ لَكن ما بِهِ إِبرُ |
|
قَد طالَما كان في الاسفارِ يَنعشنا | |
|
| بالعودِ وَالآن طالَ البينُ وَالسَفَرُ |
|
|
| وَيَلقى بَينَنا الدَهرُ الحَجابا |
|
راقَ النعيم لَهُ فاختارهُ سكناً | |
|
| مغادراً كل ما في الأَرض يَعتبرُ |
|
واحسرتاهُ عَلَيهِ فَهُوَ وَدَّعني | |
|
| يَوم ارتحالي وَعَن قَلبي نَأى الحَصَرُ |
|
فَلَم افز بِاللقا حَتّى اودّعهُ | |
|
| في يَوم رحلتِهِ وَالقَلب منكسرُ |
|
ماذا أَقولُ وَللراثين سابقةٌ | |
|
| في ما يُرثّى فَلم يُبقوا وَلَم يذروا |
|
ابقى لَنا اللَهُ في انجالِه عوضاً | |
|
| فالاصلُ عَنهُ يعيضُ الفرع وَالثمرُ |
|
لا زالَ يَحيا بِهم تذكارهُ ابداً | |
|
| وَفَضلهُ في صُدور الناس مدَّخرُ |
|
وَإِذ تَجَرَّعَ كاس الحزن مصطبراً | |
|
| وَما بَدا مِنهُ في أَوصابِهِ ضجرُ |
|
ناجاهُ مَولاهُ مِن أَوجِ السَعادَةِ في | |
|
| عامٍ يُؤَرَّخُ خُذ آجار مَن صَبَروا |
|