بمهدِ العلم تَتسعُ العُقولُ | |
|
| فَتدركُ ما يَدومُ وَما يَزولُ |
|
|
| اموراً لَيسَ يدريها الجهولُ |
|
وَما مِن منكرٍ للعلمِ فَضلاً | |
|
| سِوى مِن فَوق فكرتِهِ سدولُ |
|
فَلولا العلمُ ما ظهرت حُقوقٌ | |
|
| وَلا وَلّى عَن العَقلِ الخمولُ |
|
وَلا سادَ الامانُ بكلِّ نادٍ | |
|
| وَلا انحلَّت مِن الاسرى كبولُ |
|
وَلا جَمُلت بذي الاقطار دورٌ | |
|
| بِها نورٌ وَمنشيها جَميلُ |
|
|
| بفطنتِهِ فيردعُ مَن يَصولُ |
|
هُوَ المَولى المفدّى مَن تصدّى | |
|
| لنصرِ الحَقِّ يَفعلُ ما يَقولُ |
|
لَقَد احيا المَدارس فاستنارت | |
|
| وَفي انوارِ دولَتِهِ تَدولُ |
|
ما ضاقَ ذرعكَ عن امورٍ لَم يَكُن | |
|
| قطعٌ لَها إِلّا بِحَدِّ قَواضِبا |
|
يَنابيع العُلوم بِها جوارٍ | |
|
| لخدمةِ مَن اشتدَّ الغَليلُ |
|
لناحٍ نَحو علم النَحو فيها | |
|
| فروعٌ فَوقَ ما حَوت الاصولُ |
|
وَفيها الصرف يَعلو كل صِرفٍ | |
|
| فَلا يَزري بِهِ إِلّا البَخيلُ |
|
وَفيها مِن فُنون النَظمِ درٌّ | |
|
| يقررهُ الفَرزدَق وَالخَليلُ |
|
وَفي علم المَعاني كَم مُعانٍ | |
|
| يَبان بشرحهِ المَعنى الجَميلُ |
|
فَلو اتقنَتُ علمَ الرقمِ فيها | |
|
| وَدانَت لي مفاعلتُن فَعولُ |
|
لَكُنتُ لجمع نَفع العلمِ أُحصي | |
|
| وَلَكن لا محلَّ وَلا سَبيلُ |
|
رَعى عَبد الحَميدِ اللَهُ دَوماً | |
|
| بِعَينٍ لا تَنامُ وَلا تَحولُ |
|
وَخلَّدَ ظلَّ سلطتِهِ عَلَينا | |
|
|
|
| عَلَيها مِن عَوارفِهِ سُيولُ |
|
فَكَأنَّ في فيكَ النَقيّ مهنَّداً | |
|
| يُفري بَحَدَّيهِ نيوب نوائبا |
|
وَفي نَشر المَعارف زادَ جُوداً | |
|
| لَهُ في كل تَأليفٍ فُصولُ |
|
وَفي حُسن الخِتامِ لَهُ دُعاءٌ | |
|
| يُكرَّرُ كُلَما كرَّت فُصولُ |
|