عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > أَدرك ثَراتك أَيُّها المَوتور

العراق

مشاهدة
3755

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَدرك ثَراتك أَيُّها المَوتور

أَدرك ثَراتك أَيُّها المَوتور
فَلَكُم بِكُل يَد دَم مَهدور
عذبت دماءكم لِشارب علّها
وَصفت فَلا رنق وَلا تكدير
وَلسانها بِكَ يا اِبن أَحمَد هاتف
أَفهكذا تغضي وَأَنتَ غَيور
ما صارم إِلا وفي شَفراته
نَحر لآل محمد مَنحور
أَنتَ الولي لِمَن بظلم قَتّلوا
وَعَلى العِدى سُلطانك المَنصور
وَلو أَنك استأصلت كُل قبيلة
قتلا فَلا سرف وَلا تَبذير
خُذهُم فَسنة جَدكم ما بَينَهُم
منسية وَكِتابَكُم مَهجور
إن تحتقر قدر العِدى فلربما
قَد قارف الذنب الجَليل حَقير
أَو أَنَّهُم صغروا بجنبك همة
فَالقَوم جرمهم عَليك كَبير
فَأَبوا علي الحسن الزَكي بِأَن يَرى
مَثواه حَيث محمد مَقبور
وَاسأل بِيَوم الطف سَيفك إنَّهُ
قَد كلم الأَبطال فَهوَ خَبير
يَوم أَبوك السبط شمَّر غَيرة
لِلدين لَمّا أَن عناه دثور
وقَد اِستَغاثَت فيهِ ملة جَده
لَما تَداعى بَيتَها المَعمور
وَبِغَير أَمر اللَه قامَ مُحكَماً
بِالمُسلِمين يَزيد وَهُوَ أَمير
نَفسي الفِداء لِثائر في حَقه
كَاللَيث ذي الوَثبات حين يَثور
أَضحى يُقيم العَدل وَهوَ مهدم
وَيُجبِّر الإِسلام وَهوَ كَسير
وَيذكر الأَعداء بَطشة رَبِهم
لَو كانَ ثَمة يَنفَع التَذكير
وَعَلى قُلوبهم قَد اِنطَبَع الشَقا
لا الوَعظ يبلغها وَلا التَحذير
فَنضا اِبن حَيدر صارماً ما سلَّه
إلا وَسِلن مِن الدِماء بُحور
فَكَأن عزرائيل خط فرنده
وَبِهِ أَحاديث الحمام سُطور
دارَت حَماليق الكماة لخوفه
فَيدور شَخص المَوت حيث يَدور
وَاستيقَن القَوم البوار كَأَن اس
رافيل جاءَ وَفي يَديهِ الصور
فهوى عَلَيهُم مثل صاعقة السَما
فَالروس تسقط وَالنُفوس تَطير
لَم تثن عامله المسدد جَنة
كَالمَوت لَم يَحجزه يَوماً سُور
شاكي السِلاح لَدى ابن حَيدر أَعزَل
وَاللابس الدرع الدلاص حَسير
غَير أَن يَنفض لبدتيه كَأَنَّهُ
أَسد بآجام الرِماح هَصور
وَلصوته زجل الرعود تَطير بِا
لالباب دَمدمة لَهُ وَهَدير
قَد طاحَ قَلب الجَيش خَيفة بَأسهِ
وَإِنهاض مِنهُ جَناحَهُ المَكسور
بِأَبي أَبيّ الضَيم صال وَماله
إِلّا المثقف وَالحسام نَصير
وَبقلبه الهَم الَّذي لَو بَعضه
بثبير لَم يَثبت عَلَيهِ ثَبير
حزن عَلى الدين الحَنيف وَغربة
وَظما وَفقد أَحبة وَهَجير
حَتّى إِذا نَفذ القَضاء وَقَدر ال
مَحتوم فيهِ وَحَتم المَقدور
زجت لَهُ الأَقدار سَهم مَنية
فَهوى لقاً فاندك مِنهُ الطُور
وَتَعطل الفلك المدار كَأَنَّما
هُوَ قُطبه وَعَلَيهِ كانَ يَدور
وَهوَين ألوية الشَريعة نكّصا
وَتعطل التَهليل وَالتَكبير
وَالشَمس ناشرة الذَوائب ثاكل
وَالأَرض تَرجف وَالسَماء تَمور
بِأَبي القَتيل وَغَسله علق الدما
وَعَلَيهِ مِن أَرج الثَنا كافور
ظمآن يَعتلج الغليل بصدره
وَتبلُّ للخطي مِنهُ صُدور
وَتَحكَّمت بيض السُيوف بِجسمه
وَيح السُيوف فَحكمهن يَجور
وَغَدَت تَدوس الخَيل مِنهُ أَضالعا
سر النَبي بطَيِها مَستور
في فتية قَد أرخصوا لفدائه
أَرواح قُدس سومهن خَطير
ثاوين قَد زَهَت الرُبى بِدمائهم
فَكأنَّها نوارها المَمطور
رقدوا وَقَد سَقوا الثَرى فَكأنَّهم
نَدمان شُرب وَالدِماء خمور
هُم فتية خَطَبوا العُلا بِسيوفهم
وَلها النُفوس الغاليات مُهور
فَرحوا وَقَد نَعيت نُفوسَهُم لَهُم
فَكَأن لَهُم ناعي النُفوس بَشير
فَاستنشقوا النقع المثار كَأَنَّهُ
ندُّ المَجامر مِنهُ فاح عَبير
وَاستيقنوا بِالمَوت نيل مرامهم
فَالكل مِنهم ضاحك مَسرور
فَكأنَّما بيض الحُدود بواسماً
بيض الخُدود لَها ابتَسَمنَ ثُغور
وَكَأَنَّما سمر الرِماح مَوائِلا
سمر المِلاح يَزينهن سُفور
كسروا جُفون سُيوفهم وَتقحموا
بِالخَيل حَيث تَراكم الجَمهور
مِن كُل شَهم لَيسَ يَحذر قَتله
إِن لَم يَكُن بِنَجاته المَحذور
عاثوا بِآل أُمية فكأنهم
سرب البغاث يَعثن فيهِ صُقور
حَتّى إِذا شاءَ المهيمن قربهم
لِجواره وَجَرى القَضا المَسطور
رَكَضوا بِأَرجلهم إِلى شُرك الرَدى
وَسَعوا وكلٌّ سَعيه مَشكور
فَزَهَت بهم تِلكَ العراص كَأَنَّما
فيها ركدن أَهلة وَبدور
عارين طرَّزت الدِماء عَلَيهُم
حمر البُرود كَأَنَّهُن حَرير
وَثوا كُل يَشجي الغُيور حَنينها
لَو كانَ ما بَين العداة غيور
حرم لاحمد قَد هَتَكن ستورها
فهتكن مِن حرم الإِله ستور
كَم حرّة لَما أَحاط بِها العَدى
هَربت تَخف العدوَ وَهِيَ وَقور
وَالشَمس تَوقد بِالهَواجر نارَها
وَالأَرض يَغلي رَملَها وَيَفور
هَتفت غَداة الرَوع باسم كَفيلها
وَكَفيلها بِثَرى الطُفوف عَفير
كانَت بِحَيث سجافها تُبنى عَلى
نَهر المَجرة ما لَهُن عُبور
يَحمين بِالبيض البَواتر وَالقَناالس
سُمر الشَواجر وَالحماة حُضور
ما لا حظت عَين الهِلال خَيالَها
وَالشُهب تَخطف دُونَها وَتَغور
حَتّى النَسيم إِذا تَحظى نَحوَها
ألقاه في ظل الرِماح عثور
فَبَدا بِيَوم الغاضرية وَجهَها
كَالشَمس يَسترها السَنا وَالنُور
فَيَعود عنهاالوَهم وَهُوَ مقيد
وَيَرد عَنها الطَرف وَهُوَ حَسير
فَغَدت تَود لَو أَنَّها نَعيت وَلَم
يَنظر إِلَيها شامَت وَكَفور
وَسرت بِهن إِلى يَزيد نَجائب
بِالبيد تنجد تارة وَتَغور
حنت طلاح العَيس مسعدة لَها
وَبَكى الغَبيط لَها وَناحَ الكُور
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2013/08/04 03:13:36 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com