عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > الجزائر > جواد الشبيبي > قمرية الدوح يا ذات الترانيم

الجزائر

مشاهدة
1350

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قمرية الدوح يا ذات الترانيم

قمرية الدوح يا ذات الترانيم
مع النسور على ورد الردى حومي
سيري مع الجحفل الجرار خافقة
وسابقي فوقه سرب القشاعيم
وناوحي الأمة الثكلى فقد رزئت
بلادها بالمطاعين المطاعيم
وذكريها عهود البيض ماضية
فإن عهد المواضي غير مذموم
خلت بلادك من قوم فرائسهم
ملء البسيطة من فرس ومن روم
قمرية الدوح ما في الدوح من ثمر
إلا تعاليل محزون لمهموم
طيري إلى الأفق الأعلى فليس على
وجه الثرى وكر طير غير محطوم
وباعدي الأرض إن الجور ارهقها
ووحد الضعف في هذي الأقاليم
ما في العواصم من ضيق ومن نوب
أضعافه في الفيافي والدياميم
فناشدي العرب كم دانت لهم دول
وكم جبوها بتحبير المراسيم
وأبني أسر التيجان مذ نزلوا
عن العروش باذعان وتسليم
مخدمين بأمثال الدمى صوراً
وارحمتا للسلاطين المخاديم
أهل الأكاليل لا تأسوا فما عقدت
إلا إلى أجل في اللوح مرقوم
في ذمة المجد مطرودون عن سدد
كانت مواقف تمجيد وتعظيم
كم عاهل يستميح الدهر رحمته
أماته الدهر حيا غير مرحوم
رام الأمان أمان اللَه ملتحقا
بالباحثين علي جذ الجراثيم
وان شعب وحيد الدين انكره
وشعب غليوم لم يرفق بغليوم
أصاب أحمد رب التاج سالبه
منه بسهم من الآجال مسموم
مشى الزمان بأهليه كمضطرب
في المتن مندفع في الصدر ملكوم
فأبصر الخلف قداما لدهشته
وصار يخلط تأخيراً بتقديم
هذي الحوادث جلت ان تكافح في
سيف بمطرقة الأقدار مثلوم
لولا المقادير سالت دون دجلتنا
على الردى أنفس الصيد المقاديم
سلي الفرات ففي أريافه عرب
بيض الظبا والمساعي الغر والخيم
الراصدون على الأعداء مهربهم
والمالكون عليهم مورد الهيم
والسائلات بغدر من دموعهم
نفوسهم لقرارات اللهاميم
كم من عكاظ أقامته سيوفهم
وموسم برذاذ الهام موسوم
سوق من الحد قامت في معارضه
رماحهم وهي لم تعرض لتقويم
أبوا يسومونها إلا بمركزها
من مصرع القرن مطعون الغلاصيم
لو صادموا هضبة الفولاذ لانفلقت
أركانها بالمناجيد المصاديم
قمرية الدوح أضحت أرضه يبساً
ومزهر الغصن أضحى غير مرهوم
قد كان يمتص ضرع الغيث مندفقاً
فعاد يعطب في برحاء مفطوم
تبصري الأرض هل قامت مناكبها
على أساس قديم غير مهدوم
جاء الحديد فقلنا سوف يخلفه
حلاً بحل وتحريماً بتحريم
فأسفر العصر عصر النور عن زمن
بالعسف متقد بالظلم مضروم
سكان جلق ذات المرج جاد كم
بعارض من فتوق السحب مسجوم
ومبهت الزهر زهر الفضل في حلب
لازلت تنفح في شيح وقيصوم
ويا حواضر لبنان تجاور في
بحر بمثل هموم الشعب مفعوم
ويا نزولاً على الخرطوم زاحمكم
في مورد النيل عذباً ألف خرطوم
مدت من الغرب وامتصت موارده
فليت لا كرعت إلا بيحموم
ظما لها ما كفاها البحر ملتطماً
كأن أمواجه موقورة الكوم
حتى أتت لمجاري الشرق دامعة
عيونه بين سلسال وتسنيم
ألقت مبادءها درساً يعرفنا
سوء المبادئ منها والخواتيم
تظاهر الشرق بالحسنى مداجية
وحقدها كامن ملء الحيازيم
وتوضح الشك بالابهام تعمية
واحيرتا بين مشكوك وموهوم
كيف السبيل إلى التطبيق مذ برأت
هذي المصاديق من تلك المفاهيم
يا مصر قولي لوفد العز مذ لبسوا
تلك العواري من لوم ومن لوم
ليس الصعيد صعيدي يا فراعنتي
أما اختلفتم ولا الفيوم فيومي
كونوا من الذهب المسبوك سلسلة
ابريزها غير مفصوم وموصوم
نواصع الحجج اللاتي اذا اطردت
داست جناجن موضوح ومكلوم
نام الخليون حيث الليل يرفع في
سقف بأعمدة الظلماء مدعوم
وأنتم لا حشاياكم ممهدة
ولا جفونكم مالت لتهويم
لو فاض بحر الدجى وامتد زاخره
قلتم لافكاركم في قعره عومي
آراؤكم من حديد الحق ضربتها
تأتي عل كل مكذوب ومزعوم
صرختم ولهيب العزم يلفحكم
كالفحل يهدر من تحت المياسيم
قام الموحد منها وهو مرتعد
واهتز من حولها أهل الأقانيم
قمرية الدوح قومي فانظري أمما
مخنوقة الصوت في أوطانها قومي
ما في العراق إذا استقريت بقعته
إذن تصيخ لأبكار الأناغيم
يد علينا لذات الطوق نشكرها
بذكريات احتفالات وتكريم
إن عاد للعرب الأمحاض ملكهم
وحصنوا الأرض بالبيض المخاذيم
حقاً تناديك والتلقيب أو سمة
يا نغمة الورق بل يا بغمة الريم
إن ترجعيهم إلى أدوار ملكهم
فأنت أنت أصدحي لا أم كلثوم
أجيزك اللؤلؤ المنسوق من كلمي
وأحسن الدر منثوري ومنظومي
تغردين وذي الأقطار ما برحت
تبكي لتذكار توزيع وتقسيم
كم هيأ الظافر المنهوم دعوته
منها لكل عميق الشدق مقروم
تذوقوها ولم تبرد لها مزع
وباغتوها بتحصيص وتسهيم
واضيعة المال والاحلام من نفر
تقاطروا بين مجهول ومعلوم
كأنهم ودواعي اللهو تجذبهم
ركب يخف بمزموم ومخطوم
خالوا مزامير داود لهم خبئت
أنغامها بين أشداق وحلقوم
فصيروا قاعة الألحان جنتهم
فأينها وهي في لغو وتأثيم
فابن الثلاثين حي لا عصام له
وابن الثمانين ميت غير معصوم
سيان للهاجس المحزون في وطني
ترنيمة الورق أو تنعابة البوم
هذي البلاد فمعدوم بلا جدة
ان طفت فيها وموجود كمعدوم
وسافل يتعالى فوق موقفه
وظالم يتردى جلد مظلوم
قالوا الغناء غذاء الروح ينعشه
وان يكن غير مشروب ومطعوم
قلت افحصوا هذه الأرواح ان حييت
وأرشدونا لروح غير مألوم
متى يكون علاج للضنى بضنى
وشارب السم هل يشفى بمسموم
جواد الشبيبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/10 12:54:26 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com