عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جابر الكاظمي > إلى كم تصوب المنايا كروبا

العراق

مشاهدة
617

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلى كم تصوب المنايا كروبا

إلى كم تصوب المنايا كروبا
وُتدلي الرزايا علينا خطوبا
وكم تدَّرينا ليوثُ الردى
ونلفى لها كلَّ يومٍ وثوبا
فترعبُ أسدَ الشرى أُسدُهُ
وتملأ قلب البرايا وجيبا
وكم للحوادثِ من فجعةٍ
تكاد القلوبُ لها أن تذوبا
وكم نهشةٍ للنوى سمُّها
يدبُّ بجسمي وروحي دبيبا
سقانا على الكرب صابَ المصا
بِ وجرَّعنا الخطَب كوباً فكوبا
أفي كلِّ آنٍ ينادى الردى
ونلفى له كل آنٍ مجيبا
وفي كلِّ يومٍ له أسهمٌ
تصيبُ اللباب وتصمى اللبيبا
ليالٍ تَقَلَّبُ في غدرها
فيوماً رخيّاً ويوماً عصيبا
إذا اركبَتنا جوادَ الحبور
من الحزنِ قادت الينا جنيبا
واما رأت باسماً لحظةً
يعيد التبسُّمَ دهراً نحيبا
وامّا نشقنا نسيمَ الأمان
تهبُّ المنايا علينا هبوبا
وما زلتُ والدهر جمُّ العجاب
أشاهد في كلِّ يومٍ عجيبا
وأهونُ أرزاءِ هذا الزمان
يكاد الجنين لها أن يشيبا
فما دام جسمي يعاني العنا
وما زال قلبي مروعاً كئيبا
بمن أتسّلى عقيب النوى
وقد أبعد البين عني الحبيبا
حبيبٌ لروحيَ أضحى الحبيب
فأمسيتُ منه ومنها سليبا
فيا فجعة المجد أمسى وحيداً
ويا ضيعة الفضل أضحى غريبا
لقد كان بيني وبين الأسى
حجابٌ وقلبي طرياً طروبا
فأمسى فؤاديَ قطبَ الهموم
وصرتُ اعاني الأسى والقطوبا
ومن لمَّتى قد مسحتُ الخضاب
وصيرَّتُ بالدم قلبي خضيبا
وكان بطوعي زمامُ الزمان
فأمسى الزمان بلبى لعوبا
وقد كنتُ لم أخشَ من حربه
فقد صرتُ من سلمه مستريبا
وصيَّرتُ من بعده مقلتي
ذَنوباً وقلبي المعنّى قليبا
ولم يبقَ سرّاً سنانُ الخطوب
بقلبي مذ فيه أبدى ثقوبا
وجسمي توقَّد لكنَّما
حَمتهُ دموعيَ من أن يذوبا
وهل بهجةٌ لرياض الكمال
وقد فقدت ذلك العندليبا
إذا قال أسكَتَ نطقَ اللبيب
وإن أخرس الخطبُ كان الخطيبا
أخو عزمةس يدفع النائبات
سطاها ويمنعها أن تنوبا
تصوبُ عليه دموع العلا
دماءاً وحقَّ لها أن تصوبا
فطرف العلا لم ينم بعده
وعيش الملا بعده لن يطيبا
فتىً ينفح الفضلُ من بُرده
ومن تربه العلم قد فاح طيبا
لقد أجدب النظم من بعده
وكان به النظم غضّاً خصيبا
ولكن ستخصبُه أدمعي
فتروى القريض وتسقى الشعوبا
فمن ذا يداوى سقام الكمال
وكان لداء الكمال الطبيبا
ومن للقوافي إذا راعها
مروعٌ وشاهدنَ أمراً مريبا
قضى إذ قضى كلُّ فضلِ أسىً
ولما أُصيب فؤادي أُصيبا
أيا يمَّ فضلٍ يفيض القريض
وما زال يقذفُ درّاً رطيبا
بغيضك قد غاض فيض الغمام
ولكن غدا عنه طرفي سكوبا
لئن غبتَ في اللحد عن ناظري
وأمسيتَ عن قصيَّاً قريباً
لها أنت من حسنات الزمان
فلم تلف بعدك إلا الذنوبا
أصبتَ من المجد لبَّ اللباب
ومن كل فضلٍ أخذت النصيبا
طلعتَ عقيب غروبٍ طويل
فأمسى الطلوع علينا غروبا
وما زلت أخشى مغيباً لما
وجدتُ لكلّ شروقٍ مغيبا
على البعدِ قد كنتُ ثلجَ الحشا
فصرتُ على القرب أشكو اللهيبا
يضمُّ الثرى روح ذات الكمال
ومن كل فضلٍ يوارى ضروبا
وتصبر أترابُ نظم القريض
وخدُّك في الترب أمسى تريبا
ولولا سنا جعفر ما سلا
فؤادٌ لفقدك أمسى كئيبا
أخٌ لك ما من أخٍ غيره
يزيل الهموم وينفى الكرويا
فتىً ساد فضلاً وعلماً سما
علاً ومزايا ورأياً مصيبا
يكاد به يُظهِر الخافيات
ويعلم في حجبهنَّ الغيوبا
وهذا محمد نصل العلا
علىٌّ يروع شباه الخطوبا
صقيلٌ نضت منه كفُّ العلا
حساماً صقيلاً ورمحاً كعوبا
فقل للمعالي بروح العلا
علىٍّ لتسلوَ عمَّن أُصيبا
فتىً طرَّز الدهرَ بالمكرمات
كما ألبس العدلَ ثوباً قشيبا
حوى العشرَ من قصبات العلا
فأضحى البعيد عليه قريبا
وكم قد أصاب أتمَّ النصابِ
أخو أملٍ منه حاز النصيبا
به أسعد اللهُ أهلَ الفضا
فألفوا أماناً وعدلاً رحيبا
وعزِّ بنيه الكرام الأولى
بهم قد غدا المجد غضّاً رطيبا
كرامٌ هُمُ من كرامٍ سمَوا
لأوج المعالي شباباً وشيبا
وفتيان صدقٍ فمن يدَّعى
مساعيهم الغرَّ كان الكذوبا
غذتهم لبان العلا والعلوم
وكلٌّ غدا للمعالي ربيبا
أيا مَن إذا رمتُ عن رزئه
سلوَّاً يعود فؤادي رقيبا
مضيتَ وأنت حبيبُ الفؤاد
أبعدكَ يلفى فؤادي حبيبا
سقاك سحابُ الرضا صفوهُ
إذا مقلةُ الدهر أبدت نضوبا
جابر الكاظمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/10 10:35:18 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com